قال الدكتور جهاد سمور استشاري أمراض النسائية والتوليد وجراحتها ان الرضاعة الطبيعية تعد من وظائف الأمومة التي حث الله سبحانه وتعال عليها ، وهي سهلة ونظيفة.. فليس عليك أن تغسلي الزجاجات أو تحضري الحليب ، وتوفر المال ، وتساعد الرحم على العودة إلى الحالة الطبيعية بعد حالة الشد التي تعرض لها خلال الحمل. تؤخر عودة عملية الإباضة وبالتالي الدورة الشهرية. أثبتت بعض الدراسات أن المرأة التي ترضع أبناءها تتراجع فرصة إصابتها بسرطان الثدي و بعض أنواع السرطانات الأخرى.ومع بدء الوليد بامتصاص ثدي أمه فان الغدة النخامية تبدأ بافراز هرمون "الاكسيتوسين" الذي يلعب دورا مهما جدا في ايقاف خروج الدم من الرحم ، ولأن عملية الإرضاع الطبيعي تحرق سعرات حرارية إضافية ما يسهل فقدان الكيلوغرامات الزائدة التي تسبب بها الحمل ، ويمكن للأم أن تمنح ابنها الشعور التام بالراحة حالما يشعر بالجوع من خلال قيامها بالإرضاع الطبيعي ، وتساعد الرضاعة الطبيعية الأم على الاسترخاء بعيداً عن أشغال الحياة ، وتقوي الرضاعة الطبيعية العلاقة بين الأم وطفلها حيث أن الاحتكاك الجسدي مهم جداً لحديثي الولادة في جعلهم يشعرون بالأمان والدفء والراحة. وفوائد الرضاعة الطبيعية على الطفل كثيرة منها أن حليب الأم سهل الهضم وغني بالعناصر الغذائية ، ويحتوي على مضادات طبيعية تحميه من الأمراض والإصابات البكتيرية ، كما أنها تقوي مناعته ، ويحتوي أيضا على المعدلات الصحيحة للدسم والسكر والماء والبروتين والتي يحتاجها الطفل جميعاً للنمو ، ولا يحتوي حليب الأم على أي مواد زائدة قد تؤدي إلى زيادة وزن الطفل ، حيث يضمن للطفل حياة صحية فيما بعد.ولخصت الدراسات اهم فوائد الرضاعة الطبيعية للأم وطفلها ، ومنذ الساعات الأولى بعد الولادة يوضع الوليد على صدر أمه ، لما في ذلك من اثر نفسي مهم عليها بعد انتهائها من آلام المخاض وعناء ومشقة الولادة .وعلى عكس حليب الأم الآمن تماماً فإن هناك فرصاً لتلوث حليب الأطفال غير الطبيعي ، وعادة ما يسجل الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية في بداية حياتهم معدلات ذكاء أعلى من أقرانهم وخاصة الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان.وانصح السيدة التي تريد الاستمرار في الرضاعة رغم حملها ان تراقب وزنها ، وعليها بالراحة وتجنب الاجهاد ، وان تتحلى بتغذية كاملة وسليمة ومتنوعة وان تحتوي بأنواع متكاملة من المكونات السبعة الرئيسية "فيتامينات وبروتينات ومعادن واملاح ...الخ" ، ولأن الرضاعة الطبيعية تسبب مجهودا وارهاقا كبيرين جسديا ونفسيا ، كما ويحرم المواليد الجدد من الرعاية الكافية من الحامل وحنانها الذي يحتاجه الجنين في لحظات مهمه من نموه.ورغم عدم اثباث صحة ما ننصح به الحوامل الجدد واللواتي يرضعن اطفالهن بالتوقف عن ممارسة الارضاع عندما معرفتهن انهن حوامل ، ولم توص أية دراسة على موضوع الضرر الذي يلحق بالجنين ونموه او الأم نفسها.كما هو معروف ان الرضاعة هي من وسائل منع الحمل ، وقد تمنع وقوع الحمل لكنها طريقة ليست آمنة %100 وتعتبر مغامرة من ناحية السيدة الحامل ، فنسبتها لا تصدق %34 من الحالات ، وتبقى احتمالات حدوث الحمل لبعض السيدات %66 وهذه نسبة عالية ، والنصيحة لمن تريد التوازن وتنظيم أسرة بطريقة مناسبة أن لا تلجأ لطريقة الرضاعة الطبيعية.واليك سيدتي مثلا ان الكثير من الأمهات يرجعن أسباب ضعف وهزالة بنية الطفل وتعرضة لضعف مناعتة واصابته بالاسهال والحمى والحساسية الجلدية وأمراض اخرى كثيرة الى كونه رضع من حليب أمه عندما كانت حامل بأخته ، وهذا غير صحيح وغير مثبت علميا أو لا يوجد براهين تؤكد لنا ذلك ، لكن سؤالنا هذا الحمل الجديد هل يضر حليب الأم المرضعة في حالة حملها؟ ربما مذاق الحليب يتحول الى "كلوستروم" دون ان تتأثر فائدته او جودته ، وربما ينفر بعض المواليد من طعمه ، وعموما اذا لم تحس الأم بآلام في ثديها لم تتحملها عاديا وطبيعيا ، فليس للرضاعة أي تأثير على الجنين في بطنها ، وتجدر الاشارة الى حالات نادرة يجب على المرأة الحامل ان تتوقف عن الارضاع خلالها إذا أحست بآلام شديدة أشبه بآلام الولادة أو حدث لها نزيف أو انخفض وزنها بشكل واضح أثناء الحمل أو حالات الولادات المبكرة "أي عندما تلد قبل موعدها المحدد".

 

جريدة الدستور

JoomShaper