أبواب- ابراهيم علي ابورمان - كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مضادات الأكسدة، فقد أصبحنا نسمع عنها بصورة لم نعتد عليها من قبل.
هذا الانتشار الواسع للمصطلح أوهم البعض بأنها من الممكن أن تكون المخرج والعلاج الذي يخلصنا من معظم الأمراض التي نعاني منها، بل ذهب البعض بالقول بأهميتها القصوى في الوقاية من الأمراض الشائعة.
ولكن هل حقا يمكن لمضادات الأكسدة أن تقوم بهذا الدور؟
وهل تستحق كل هذه الهالة التي نسجت حولها؟
وما هي أصلا مضادات الأكسدة؟
كل هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عنها خلال السطور التالية:
عمليات الهضم والتنفس ودوران الدم وعملية حرق الطعام تحتاج إلى الأكسجين لكي تتم، ,ولكن مع كل عملية تنتج الشوارد الحرة ومن الممكن ان تتولد ايضا من عمليات مثل التعرض لوقت طويل لأشعة الشمس وأيضا بسبب التلوث والتدخين والضغوط النفسية وبعض الأطعمة غير الصحية وخاصة تلك التي تحتوي على نسب عالية من الهرمونات

والمبيدات الحشرية.
عملية الأكسدة تؤدي إلى انقسام الخلايا وينتج عن هذا الانقسام الشوارد الحرة، والتي تهاجم خلايا الجسم وربما تقضي عليها، ومنها خلايا DNA إضافة إلى الخلايا الدهنية والبروتينية، كل ذلك يؤدي إلى مرض هذه الخلايا وسرعة ظهور علامات الشيخوخة،
دور مضادات الاكسدة هو التصدى للشوارد الحرة والقضاء عليها تماما، ومضادات الأكسدة عبارة عن بعض الكيماويات النباتية أو الفيتامينات وبعض العناصر الغذائية الأخرى، والتي يمكن الحصول عليها من الطعام والمصادر الدوائية والمكملات الغذائية، ومن الضروري تناول مضادات الأكسدة، للوقاية من الامراض والفئات اكثر احتياجا لمضادات الاكسدة هم المرضى ومن تعدى سن الخمسين .بناء على الأبحاث التي أجريت مؤخرا تبين وجود انواع كثيرة منها وتوفرها في الطبيعة وانتشار الدراسات العلمية التي تثبت فعاليتها فعلى سبيل المثال توفر قشرة التفاح مضادات الأكسدة من الفلافونيد والذي يفوق ما يقدمه فيتامين C من التفاحة نفسها بأضعاف مضاعفة، ومن الخطأ تقشير التفاح والحرمان من هذه الفائدة، كما تحتوي هذه القشرة أيضا على الكيوروستين وهو من مضادات الأكسدة القوية التي تقي بل وتعالج حساسية حبوب اللقاح، وكما نعرف تحتوي التفاحة نفسها على فيتامين C وهو من مضادات الأكسدة القوية واللازمة لبناء الأوعية الدموية.
الطعام ومضادات الأكسدة
يعتبر الطعام بمثابة المصدر المثالي لمضادات الأكسدة، معظم الفواكه والخضراوات تحتوي على كم هائل من مضادات الأكسدة ومن الضروري تناول من 5 : 9 حصص من الفواكه والخضراوات على مدار اليوم،
عدة عوامل تساهم في عملية امتصاص الجسم للطعام ومن اهمها العامل الوراثي، جودة الطعام التي تتأثر بنوعية التربة وفترة الحصاد،.
تعزيز حاجة الجسم
يجب الالتزام قدر المستطاع بتناول الخضراوات والفواكه الطازجة، وفي حال عدم تناولها بصورة صحيحة يجب الاهتمام بتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية وخاصة تلك التي تحتوي على بيتاكاروتين وفيتامين C وE وكذلك السيلونيوم والفاليبوليك أسيد وكو إنزيم Q10 إضافة إلى البيوفلافونيدات مثل كيورستين وبيسنوجينول وخلاصة بذور العنب، ونحتاج كذلك إلى الكارتونويد مثل ليوتين وليكوبين و الزنك والنحاس والمنجنيز والثوم،
فوائد مضادات الاكسدة
مرضى النوع الثاني من السكري تقوم أجسامهم بتوليد كم هائل من الشوارد الحرة، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن هناك بعض مضادات الأكسدة المفيدة والتي تفيد في التخلص من الشوارد الحرة مثل فيتامين C، كما أنها ايضا مفيدة للوقاية من أمراض القلب والتي تساعد على تحسين عضلاته وتجعله أكثر قوة في ضخ الدم، وتحتاج العين إلى الليوتين الذي يحسن من شدة الإبصار ويقي من الوقوع في أمراض العيون، أما الليكوبين فهو مفيد لتقليل حجم ورم البروستاتا، لذلك من الضروري ان نتعرف على مضادات الأكسدة التي يمكن أن تساعد في هذا الأمر.
مضادات الأكسدة والأمراض الشائعة
أمراض القلب
يحتاج مريض القلب أو الشخص الذي يرغب في الوقاية من هذه الأمراض إلى تناول فيتامين C و E كمضادات للأكسدة ويمكن الحصول عليها من مصادرها الطبيعية كالحبوب الكاملة واللوز والفواكه والخضراوات وبصفة خاصة الحمضيات والمانجو والفراولة والتوت ويحتاج الشخص في هذه الحالة من 200: 400 وحدة دولية من فيتامين E يوميا، إضافة إلى 500: 3000 مليجرام من فيتامين C بصفة يومية كما يحتاج إلى 50: 400 ميكروجرام من كوانزيم Q10 والذي يمكن الحصول عليه من خلال تناول اللحوم العضوية.
أمراض العيون والرؤية
من أهم مضادات الأكسدة التي تقي وتعالج أمراض الإبصار الليوتين وزياكسانثين وبيتا كاروتين. ويوجد الليوتين بالسبانخ والملفوف أما زياكسانثين فيتوافر أيضا بنفس الأطعمة وبيتا كاروتين موجود بوفرة في الجزر والقرع ومعظم أنواع الخضراوات، أما عن الاحتياجات اليومية بالنسبة لليوتين يحتاج الشخص يوميا إلى 2: 15 مليجراما وزياكسانثين من 1: 2 مليجرام أما بيتاكاروتين من 5000: 10000 وحدة دولية يوميا.
مرض السكري
مريض السكر يحتاج إلى تناول ألفا ليبوليك أسيد وأيضا سيليمارين ولكي نحصل على هذه المضادات فلابد من تناول البروكلي والبيف واللحوم العضوية. يحتاج مريض السكر إلى 50 : 300 مليجرام من الفاليبويك أسيد يوميا، كما أنه في أشد الحاجة لتناول 200 : 600 مليجرام من سيليمارين بصفة يومية.
سرطان البروستاتا
الشخص المعرض للإصابة بسرطان البروستاتا أو الذي يعاني من هذا المرض، بالفعل يكون في حاجة ماسة إلى تناول مضادات الأكسدة وخاصة الليكوبين والسيلونيوم والكيورستين. أما عن الليكوبين فهو متوافر بشدة في الطماطم والبطيخ والجوافة ويحتاج الشخص إلى جرعة يومية بمقدار 5: 30 مليجراما وإذا ما تحدثنا عن السيلونيوم فهو موجود بالفول السوداني، ويحتاج الشخص من 200: 400 ميكروجرام منه بصفة يومية، وأخيرا الكيورستين وهو موجود بالتفاح والبصل وحاجة الشخص اليومية منه حوالي 1000: 2000 مليجرام على مدار اليوم.
سرطان الثدي
من أهم مضادات الأكسدة التي تحارب سرطان الثدي نذكر نكهات الحمضيات وفيتامين E وأيضا كو إنزيم Q10 ويوجد فيتامين E بالحبوب الكاملة واللوز والجرعة اليومية الموصى بها من 200 : 400 مليجرام، أما نكهات الحمضيات فواضح من اسمها أنها موجودة في الليمون والبرتقال والجريب فروت وغيرها من الحمضيات الأخرى، ويوصى بتناول 500 مليجرام يوميا، إنزيم 10Q فهو متوفر باللحوم الحمراء والجرعة اليومية التي ينصح بها هي من 100: 400 مليجرام على مدار اليوم.
مضادات الأكسدة والأدوية
تناول مضادات الاكسدة التي تتوفر باصناف تجارية وتباع في الصيدليات ومحلات بيغ الاغذية التكميلية يفضل استشارة الطبيب المعالج قبل تناولها مع الادوية حتى لا يحدث تداخلات مع الأدوية

JoomShaper