صحيفة أخباري الالكترونية - تحاول عائلة الطفل تاج، طيلة 9 سنوات، معالجة ابنها من دون أن يعرف أنه أصيب بالسرطان الذي ظــهر في جسده الغض منـــذ ثلاثـــة أشهـــر، عندما ظهرت بقعة زرقاء وحمراء على بطنه، ليتبين من خلال التحاليل المخبرية أنه مصاب بمرض السرطان.
وطالبت عائلة الطفل تاج التي تقطن في ريف اللاذقية، عبر وكالة "سبوتنيك" الروسية، بمساعدتها على نقل طفلها لإنقاذ حياته وإجراء عملية نقي العظام الغيري التي توقفت هذه العمليات في بلادهم بسبب الحصار المفروض.
وأوضحت العائلة أن ابنها من المتفوقين في صفه الدراسي، ويتابع دراسته وممارسة حياته من دون أن يعلم أنه مصاب بهذا المرض الخطير.
وبعد تحرير اكثـر المناطق السورية من المجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت تمنع وصول المرضى إلى المشفى، عاد آلاف المرضى إلى التوجه إلى مدينه دمشق ومراجعة مشفى البيروني الجامعي التخصصي في دمشق لتلقي العلاج
الكامل مجاناً.
مدير عام مشفى البيروني الجامعي الدكتور إيهاب النقري تحدث لـ"سبوتنيك" عن الخدمات العلاجية التي يقدمها المشفى مجاناً لـ 700 مريض يومياً، يراجعون قسم المشفى في المزة وحرستا ويتلقون جميع الخدمات العلاجية، الجراحية، والكيميائية، والإشعاعية، والتشخيص الشعاعي، وتحاليل الدم، والتشريح المرضي، حيث يبلغ العدد الوسطي لجرعات العلاج الكيميائي التي تفوق يومياً للمرضى بين 200 و300 جرعة في الوقت الذي يشهد يوم الأحد من كل أسبوع، حركة كبيرة للمراجعين المرضى القادمين من جميع المناطق.
الدعم الروسي
وبيّن النقري أنه بالرغم من الأزمة التي تتعرض لها ســوريا، ما زال التشخيص الشعاعي يعمل وتطور خدمات الإيكو، وصورة صدر، والماموجرام، والرنين المغناطيسي والطبقي المحوري، وجما كاميرا، وقياس الكثافة العظمية الشعاعية، وكافة التحاليل المخبرية الخاصة بمرضى الأورام، وتطور جميعها مجاناً.
والمح النقري إلى الدعم المنتظر الذي سيقدمه الوفد الطبي الروسي الذي زار ســوريا حديثآً وأبدى اهتمامه بتأمين الأدوية ودعم العلاج الشعاعي والتجهيزات اللازمة لسوريا عن طريق وزارة التعليم العالي في ســوريا، علماً أنه تم جلب عدة أصناف من أدوية الأورام من روسيا في بداية الأزمة ساهمت هذه الأدوية في العلاج الكيميائي.
ولفت النقري إلى أن النظام السوري تفوق الدعم المالي لعلاج المرضى بشكل مجاني بالكامل، في الوقت الذي تبلغ تكلفة علاج المريض الواحد "تشخيص شعاعي مع علاج جراحي ومخبر والتشريح المرضي يسمى "تشخيص المرض"، نحو نصف مليون ليرة سورية، في حين تبلغ تكلفة العلاج الكيميائي شهرياً للمريض الواحد نحو مليون ليرة سورية، علماً أن تكلفة كورس العلاج الشعاعي في الدول المجاورة لسوريا يبلغ 4 ملايين ليرة سورية.
عمليات متوقفة وأخرى نوعية
وأوضح النقري أن الحصار الجائر الذي تتعرض له ســوريا أدى إلى معضلة في تأمين الأدوية للمرضى، حيث تقوم وزارة التعليم العالي جاهدة وبشكل طارئ برصد الأموال وتأمين الأدوية اللازمة لعلاج مرضى السرطان من الدول المسجلة لدى وزارة الصحة، مما يساهم في تأمين حاجة المرضى وتسهيل عمل المشفى، علماً أنه تم إجراء عمليات نوعية خلال الأزمة منها تصنيع مثانة — ثدي — أورام الكولون.
وكشف النقري عن عدد مرضى السرطان الجدد الذين تم تسجيلهم خلال العام الماضي، حيث بلغ العدد 8 آلاف حالة جديدة، علماً أن جميع الخدمات الطبية والعلاجية متوفرة باستثناء عمليات نقي العظام الغيري توقفت بسبب الحصار المفروض على البلاد، وفي حال إنهاء الحصار الجائر على ســوريا سيعود إجراء هذه العمليات كون هذه العمليات تحتاج إلى مكان للعزل وتجهيزات ومعدات متطورة غير متوفرة حالياً، علماً أنها كانت تجرى هذه العمليات قبل الأزمة إلا أنها توقفت بسبب الحصار.
وأفاد مدير مشفى الأطفال الجامعي الدكتور مازن الحداد لـ"سبوتنيك" بأن عدد الأطفال المصابين بالسرطان الذين يراجعون مشفى الأطفال شهرياً من 250 إلى 300 طفل مصاب بالسرطان يتلقون الخدمات العلاجية بالكامل، في حين يبلغ عدد الأطفال الجدد المصابين بالسرطان 50 طفل شهرياً.
يشار إلى أن مشفى البيروني من المشافي التخصصية الوحيدة في ســوريا الذي يقوم بمعالجة الأورام، وإعطاء الجرعات الكيميائية إضافة إلى فرع آخر في المزة، وكذلك يوجد قسم للأورام في مشفى الأطفال الجامعي يقدم الخدمات العلاجية للأطفال المصابين بالسرطان.