علاء علي عبد

عمان - يحتاج المرء يوميا للطعام، لكن وبمرور السنين فإن علاقة المرء بطعامه تتغير وتؤثر على صحته بشكل أو بآخر، حسبما ذكر موقع "BBC".
علاقة المرء بطعامه علاقة معقدة نوعا ما نظرا للعديد من العوامل التي تؤثر بهذه العلاقة كالقيمة المادية للطعام وتوفره في المنطقة التي يعيش فيها المرء وتعتمد حتى على علاقة المجتمع بنوعيات الطعام المختلفة. لكن يبقى العامل الأهم والذي يجمع بين الجميع وهو الشهية تجاه الطعام.
في الوقت الذي يعد فيه الجوع الطريقة الأكثر شيوعا لإطلاق شهية المرء عندما يحتاج الجسم للغذاء، إلا أنها ليست الطريقة الوحيدة لتناول الطعام، فكثيرا ما نأكل دون أن نشعر بالجوع وفي

نفس الوقت كثيرا ما نتجاهل إحدى وجباتنا اليومية بالرغم من جوعنا الشديد.
أظهرت إحدى الدراسات الحديثة أن عوامل مثل رائحة الطعام والتسويق له وربما صوته، وحتى العوامل الصوتية للطعام، كالأصوات التي ترافق تحضير البوشار مثلا، كلها عوامل تؤدي لفتح الشهية وزيادة استهلاك المرء للطعام.
فضلا عما سبق فإن شهية المرء ليست شيء ثابت على الدوام، لكنها تتغير كلما تقدم المرء بالسن. وفيما يلي نستعرض أبرز المحطات العمرية التي يتغير فيها نمط شهية المرء:
- المرحلة العمرية (0-10): في سنوات الطفولة الأولى يمر الطفل بمرحلة متسارعة من النمو والتغيير في السلوك الغذائي، وعندما يبدأ في الاستقرار قد لا يتغير لاحقا، بمعنى أن الطفل السمين يمكن أن يعاني من السمنة طوال حياته. أيضا في هذه المرحلة يكون الطفل في مرحلة استكشاف للعالم من حوله بما فيه الطعام، لذا لو أساء الوالدان التعامل مع الطفل في هذا الجانب من خلال إجباره على تناول طعام معين بحجة أنه مفيد فعلى الأرجح أنه سينفر منه باقي سنوات عمره، لذا يجب الحرص على تقديم الأطعمة المفيدة كالخضراوات بطريقة سلسة بعيدة عن الإجبار.
- المرحلة العمرية (10-20): في مرحلة المراهقة يحدث نموا في القامة وفي الشهية مما يعد إشارات قرب سن البلوغ. تعامل المراهق مع الطعام واختياراته له في هذه المرحلة تعد حاسمة في سنوات عمره اللاحقة. ونظرا لحساسية هذه المرحلة فإن المراهق يحتاج لبعض الإرشادات وإلا فإنه قد يتبنى أنماط غذائية سلبية. لكن يجب الحرص على أن تكون تلك الإرشادات بعيدة عن إشعار المراهق بالتحكم باختياراته بشكل مباشر.
- المرحلة العمرية (20-30): يعيش المرء في مرحلة الشباب عدد من التغييرات الجذرية في حياته كدخول الجامعة والتعرف على أصدقاء جدد والبدء بالحصول على مساحة حرية كبيرة فضلا عن زواجه وتكوين عائلة جديدة، وهذا الاستقرار النفسي والعاطفي المرافق للزواج كثيرا ما يؤدي لزيادة في الوزن. وفي هذه المرحلة تصبح مسألة خسارة الوزن صعبة بالنسبة للكثيرين، فالجسم يبدأ بإرسال إشارات بضرورة تناول المزيد من الطعام عندما يحصل على كمية أقل من حاجته، في المقابل تكون إشارات الجسم التحذيرية لعدم الإفراط بتناول الطعام ضعيفة وغير مسيطرة. يوجد العديد من العوامل الجسدية والنفسية التي يتأثر بها الشاب وتضعف سيطرته على وزنه. ومن هذه العوامل القلق والتوتر وغيرها من الأمور الأخرى.

JoomShaper