ديانا أيوب
‏يغفل كثير من المستهلكين للمنتجات الجاهزة، بدءاً من المعلبات والعصائر ووصولاً إلى الوجبات المثلجة، عن قراءة ملصقات تلك المنتجات، التي تحدد القيمة الغذائية لها، وتقسمها إلى نسب ما بين النشويات والدهون والبروتين. وعلى الرغم من أهمية هذه المعلومات في تعريف المرء بالنسب التي يتناولها من هذه المكونات في كل حصة غذائية، إلا أن كثيرين من المستهلكين في العالم العربي لا يقرأون هذه المعلومات، لأن تلك الثقافة محدودة عربياً، كما أن العديد من المنتجات الغذائية العربية لا توجد عليها هذه الملصقات، إذ تكتفي بوضع المكونات التي دخلت في إعداد المنتج.
قالت اختصاصية التغذية في شركة «نستله»، الدكتورة كارين الترك، إن «التطلع أو حب قراءة الملصقات ليست منتشرة في العالم العربي، لذا نشجع الناس على قراءة المحتويات والمعلومات الغذائية، لأنه لابد من معرفة ما يحتوي عليه أي منتج، من بروتين أو دهون أو نشويات»، مشيرة إلى أنه لابد من التركيز على كيفية تقديم المنتجات والحصص الكافية منه، لأنه من الضروري أن يكون لدى المستهلك وعي بالمعلومات وحجم الحصص والوحدات الحرارية داخل ما يتناوله ليعرف كيف يمكنه إدخاله إلى النظام الغذائي. وشددت على وجوب موازنة النظام الغذائي، إذ إنه لابد من التنويع في جميع فئات الأكلات، والاعتدال في حجم الوجبات خلال النهار للحصول على البروتين والوحدات الحرارية والمغذيات التي يحتاج إليها الجسم يومياً.

 

معلومات

وأشارت الترك إلى أنه يمكن وجود بعض التفسيرات البسيطة إلى جانب المعلومات، فمثلاً إن كان المنتج يحتوي على كالسيوم، يمكن وضع معلومات تساعد على فهم النسب أكثر، كحاجة الجسم إلى الكالسيوم، أو وضع رابط لموقع الكتروني فيه كل التفاصيل، مضيفة أن «المرأة مثلاً بحاجة يوميا إلى 1000 ملليغرام من الكالسيوم، وبالتالي عليها أن تتناول منتجات الحليب والألبان لتأخذ هذه الكمية، فيما يمكنني تأكيد أن القصة لا تنتهي عند هذا الحد لأن النظام الغذائي المتوازن هو الذي يؤدي إلى امتصاص الجسم للمواد التي نتناولها، فالكالسيوم لا يمكن امتصاصه من دون فيتامين (د)».

فيتامينات داعمة أشارت رئيسة قسم التغذية في مستشفى البراحة في دبي العنود المطوع إلى وجود بعض الأطعمة التي يكتب على ملصقاتها عبارة «مدعمة بفيتامينات»، ونصحت باختيار المنتج المدعم بأنواع من الفيتامينات كفيتامين (سي) أو (إي) أو الكالسيوم، لأنها مفيدة. مشددة على ضرورة استشارة الطبيب أو اختصاصية التغذية للتعرف إلى كيفية قراءة الملصقات وإدخال هذه الوجبات في نظامنا الغذائي، ولاسيما للذين يعانون من السكري وأمراض الضغط.‏
وذكرت الترك أن الهدف من النظام الغذائي المتوازن ليس فقط الالتفات إلى الوحدات الحرارية، لأن أداء الجسم يعتمد على الحصص المتوازنة، فهناك تأثيرات طويلة الأمد لا تظهر على الفور، وتؤثر في العظام وفي أداء الجسم اليومي. وتابعت «الملصقات تشمل الكثير من المعلومات التي قد لا يفهمها الناس، منها مثلا المكونات الصناعية والمنكهات والملونات، ووضع تفاصيل كثيرة أمر تقني ولا يمكن أن يتم»، لافتة أن المستهلك قد يخاف من وجود مكونات غير طبيعية في أي منتج، ولكنها فعليا لا تضر بالإنسان إن كان معترفا بها، ووضعت وفق النسب المحددة.

نسب

وقالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى البراحة في دبي العنود المطوع، إن «أهمية الملصقات الغذائية تكمن في التعرف إلى نسبة الدهون ولاسيما المشبعة، وكذلك الكوليسترول، والصوديوم، لأنها معلومات تهم بالدرجة الأولى الذين يعانون من السكري وارتفاع ضغط الدم»، مشددة على ضرورة التمييز بين ما نقرأ، فهناك نشويات وكذلك سكريات، والنشويات تتحول إلى سكر في الدم وهذا مهم جدا لمريض السكري، لأن نظامه الغذائي أو حتى جرعات الأدوية تعتمد على نسبة الحصص التي يتناولها.

وأشارت إلى أن ثقافة قراءة الملصقات في العالم العربي لاتزال محدودة، لاسيما أن معظم المنتجات في العالم العربي لا تضعها، بينما بدأت دول قليلة كالسعودية تفكر جديا في تطبيق ذلك. وطالبت المطوع بضرورة وضع قانون رادع لوجود الملصقات على كل منتج «إذ اننا نرى اليوم اتجاها لوضع السعرات الحرارية، وهذا مهم جدا».

أما أهم المواد التي تذكر على الملصقات الغذائية فهي نسبة السكريات والنشويات والسعرات الحرارية والدهون المشبعة، والصوديوم، لأنها تؤثر في جسم الإنسان سواء كان يعاني من أمراض أو حتى يحافظ على نظامه الغذائي، حسب المطوع، التي أكدت أن نسبة الدهون المشبعة في أي منتج يجب أن تكون قليلة جدا، مضيفة «نجد ثلاثة أنواع من الملصقات وهي قليلة الطاقة أو قليلة الدهون أو قليلة السكر أو الصوديوم، وبالتالي تحت كل خانة هناك أكثر من صنف. وبعض المنتجات تكون قليلة السعرات الحرارية، وهذا يعني أن السعرات أقل من 40 وحدة في الحصة الواحدة، فيما المنتجات الخفيفة السعرات تقل فيها نسبة الدهون 50٪ والسعرات الحرارية 30٪ عن المنتج الأصلي، بينما الخالي من السعرات هو المنتج الذي لا تفوق وحداته الحرارية الخمسة في الوحدة المستهلكة». أما في ما يتعلق بالدهون، فنوهت المطوع إلى وجود أربعة أنواع من الدهون، وهي الخالي من الكوليسترول، الذي لا تزيد فيه الدهون المشبعة عن غرامين في الحصة الواحدة، بينما قليل الدهون يعني أن نسبة الدهون لا تزيد على ثلاثة غرامات في الوحدة المستهلكة. أما المنتجات الخالية من الدهون فهي التي لا تزيد فيها نسبة الدهون على نصف غرام في الوحدة، وأخيرا قليل الدهون المشبعة ويعني أننا لا نحصل على أكثر من غرام واحد من الدهون في الحصة الواحدة. وأكدت رئيسة قسم التغذية في مستشفى البراحة أن هناك بعض المنتجات التي تكون قليلة الصوديوم، ولا يزيد فيها على 140 ملليغرام، بينما القليل جداً لا يزيد على 35 ملليغرام واحد، فيما الخالي تكون نسبته أقل من 5٪ بالنسبة لكل 100 غرام من الطعام. أما الخالي من السكر فيعني أن كمية السكر تكون نصف غرام أو أقل في الوحدة المستهلكة.‏

 

الإمارات اليوم

JoomShaper