علاء علي عبد
عمان- عند الحديث عن الوراثة وما اكتسبناه من آبائنا وأجدادنا، فإن أول ما يتبادر للذهن يتعلق بالمظهر الخارجي كلون البشرة والعينين والشعر، وبعض ملامح الوجه وما إلى ذلك.
فضلا عن الملامح الشخصية، فإن المرء قد يرث نوع الدم، فضلا عن أن بعض الأمراض تصنف بأنها وراثية بحيث لو أصيب شخص ما بمرض وراثي معين، تزيد احتمالية إصابة أبنائه وأحفاده بهذا المرض نفسه.
لكن الوراثة لا تقتصر على هذه الأمور التي ذكرتها فحسب، بل إن هناك سمات أخرى قد نتفاجأ عندما نعلم بأننا نمتلكها نتيجة لأننا ورثناها عن آبائنا أو أجدادنا، ومن هذه السمات أذكر ما يلي:
– عدد ساعات النوم: في المرة المقبلة، عندما يغضب والداك بسبب الصعوبة التي يبذلانها لإيقاظك، تذكر أن هذه الصعوبة ربما، وعلى غير المتوقع، أن يكونا السبب الحقيقي فيها. فقد تبين أن رغبة المرء بالمزيد من النوم يمكن أن تعود لجيناته التي ورثها عن والديه. ففي إحدى الدراسات الضخمة التي شهدت مشاركة حوالي نصف مليون شخص، تبين أن الجينات في الغالب تتحكم بمدى حاجة المرء للنوم. وفي الوقت الذي تمكنت فيه هذه الدراسة، التي أجريت في جامعة (إيكستر) البريطانية العام 2019، من تفسير سبب التفاوت في الحاجة للنوم بين شخص وآخر، أظهرت أيضا السبب وراء بعض الأمراض التي تنتج عن اضطرابات النوم مثل بعض أمراض القلب وغيرها، الأمر الذي من شأنه أن يقود لطرق جديدة لعلاجها.
– الميل لتناول الحلويات: في الوقت الذي يجد المرء نفسه يميل لنوع طعام دون الآخر، فإن الميل لتناول الحلويات تحديدا تبين أنه قد يكون بدافع جيني! وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يعد صحيا فالميل للحلويات بكثرة ليس الشيء الذي نطمح إليه، إلا أن دراسة أجرتها جامعة كوبنهاغن الدنماركية وجدت أن من يمتلكون جينات الميل للأطعمة المحلاة تكون بنيتهم الجسدية أقل تخزينا للدهون! هذا الأمر يبدو غريبا بالفعل. لكن الدراسة، التي أجريت العام 2018، أوضحت أن قلة تخزين الدهون تكون طفيفة إلى حد ما، لكنها بالطبع تكفي لتبرير الرغبة بتناول قطعة أخرى من الحلوى.
– مهارات قيادة السيارة: لو وجدت أن مهاراتك بالقيادة ليست كما يجب، فاعلم أنه يمكن توجيه أصابع اللوم لوالديك! فقد أظهرت إحدى الدراسات وجود جينات وراثية لدى البعض تمنع إفراز بروتين معين يسمى (BDNF)، وهو الذي يحث خلايا الدماغ على التواصل فيما بينها أثناء القيام بمهمة ما كقيادة السيارة. وفي دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا الأميركية العام 2009، أظهرت أن وجود هذه الجينات زاد احتمالية الأداء السيئ في نشاطات عدة من بينها القيادة، بنسبة 20 %. لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فقد تبين أن من يحمل الجين الكابح لبروتين (BDNF) كانت ذاكرته ضعيفة لدرجة تنسيه كيفية إدارة مقود السيارة بالشكل الصحيح!