عمان – لدى أغلب الأطفال من ذوي الإعاقة، الذين يعانون من تأخر في النمو وتحديات عقلية، أخوات وإخوة لا يعانون من هذه التحديات. يتواجد هؤلاء في حياة إخوتهم من ذوي الإعاقة لفترة طويلة أكثر من الوالدين، لذلك فهم يحتاجون إلى الرعاية والدعم أيضًا.
خلال حياتهم، يعاني إخوة الأطفال من ذوي الاحتياجات من الأمور ذاتها التي يواجهها الأهل، مثل الرغبة في الانعزال والحاجة إلى معرفة أكبر حول حالة إخوتهم من ذوي التحديات والشعور بالذنب والقلق حول المستقبل.
في حين أن التواصل الجيد بين الأهل والأطفال أمر ضروري جدًا، إلا أن التواصل بين أفراد الأسرة التي يوجد بها أطفال من ذوي الإعاقة يكون أكثر أهمية. يمكن للأهل من خلال الرد على أسئلة أطفالهم اختيار إجابات مناسبة لأعمارهم بكل صدق وانفتاح، أن يخففوا من المخاوف ويحدوا من التشوش والارتباك وأن يخلقوا علاقة صحية مليئة بالحب والقبول بين الإخوة.
يحب الأطفال إخوتهم وأخواتهم، فهم يريدون فَهم سبب عدم قدرتهم على تأدية بعض الأمور وكيف يمكنهم مساعدتهم. عندما يسأل الإخوة عن قدرات إخوتهم من ذوي الإعاقة، يمكن فقط شرح الحالة لهم بكل صدق وباستخدام كلمات بسيطة. قد يشعر الأطفال بالحزن أو القلق حيال حالة إخوتهم وأخواتهم الصحية لكن اللعب معهم والاستمتاع معهم قد يخفف من هذه المشاعر.
يمكن أن نشجع الأطفال الأصحاء على:
– قراءة الكتب لإخوتهم من ذوي الإعاقة.
– اللعب بلعبة تركيب المكعبات.
– القيام بأشغال يدوية وحرفية مثل اللعب بالصلصال أو الطلاء.
– حضور اجتماعات مجموعات الدعم النفسي للأشخاص ذوي الإعاقة مثل مبادرة “بهجة” التي يمكنهم من خلالها التعرف على أطفال آخرين لديهم إخوة من ذوي الاحتياجات.
قد يفاجئنا أطفالنا بمحاولة شرح حالة إخوتهم من ذوي الإعاقة إلى أصدقائهم وأفراد أسرتهم. مع الوقت، تختفي مشاعر الخجل أو الذنب عندهم وتستبدل بمشاعر الحب والتقبل لإخوتهم.
الأهل هم قدوة لأطفالهم في التعامل مع إخوتهم من خلال إظهار حب غير مشروط لجميع أطفالهم بغض النظر عن قدراتهم. يعمل هذا على تكوين أسرة فخورة بأفرادها من ذوي الاحتياجات الملهمين للآخرين، وقادرة على خلق تغيير لمصلحة الجميع في الأسرة.
لمى جمجوم
مدربة حياة وناشطة في مجال الدمج للأطفال من ذوي التحديات
مجلة “نكهات عائلية”