علاء علي عبد
عمان- من النصائح التي تذكرها العديد من البرامج المتعلقة بالسلامة والأمان خلال السفر أنه وفي حال تعرضت الطائرة لأي عارض استدعى من المسافرين ارتداء أقنعة الأكسجين، يجب على كل مسافر أن يبدأ بنفسه ويرتدي قناع الأكسجين الخاص به قبل حتى أن يساعد أطفاله على ارتداء أقنعتهم، وذلك لأن قدرته على إسعاف الآخرين تعتمد أن يحصل هو نفسه على ما يحتاجه من الإسعافات الفورية ليتمكن من رعاية غيره.

هذا الأمر لا ينطبق فقط على حالات الطوارئ التي قد تحدث خلال الرحلات الجوية فحسب، بل ينطبق أيضا على ما يعايشه المرء في حياته اليومية، فالجميع مطالب بأن يعتني بنفسه حتى يتمكن من الاعتناء بغيره، وهذه النصيحة تتعلق بشكل أكبر بالرجال، لأن الكثير منهم حول العالم يعانون من أزمة نفسية حقيقية جراء جائحة كورونا التي ما تزال تعصف بالعالم منذ أكثر من عام كامل!
طبقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أعداد الرجال الذين قاموا بالانتحار في الدول المتقدمة يبلغ ثلاثة أضعاف أعداد النساء. أيضا، فإن الرجال بشكل عام غالبا ما يتجنبون طلب المساعدة أو حتى مناقشة أحد بشأن أزماتهم النفسية لما يحمله هذا الأمر من الشعور بالعار بالنسبة لهم.
لذا، وبالنظر للعالم من حولنا والطابع الحياتي الجديد في الكثير من جوانب حياتنا كالعمل والدراسة والتواصل مع الآخرين، فضلا عن افتقاد الشعور بالأمان الوظيفي لدى الكثيرين، أصبح من المهم جيدا الاهتمام أكثر بالصحة النفسية.
لكن قبل توضيح بعضا من الطرق التي يمكن للمرء من خلالها الاهتمام بصحته النفسية، يجب تأكيد أهمية أن يكون المرء ملتزما بأساسيات هذا الاهتمام كتناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية والحصول على ساعات كافية من النوم. والآن نأتي لطرق عناية الرجال بصحتهم النفسية والتي هي المحور الرئيسي في هذا المقال:

راقب حديث النفس بداخلك: نظرة المرء إلى نفسه تؤثر بشكل كبير على جوانب حياته كافة، وسلبيات هذه النظرة للذات تتضخم بداخل المرء دون وعي منه من خلال كثرة ترديدها بداخله. لذا، من المهم جدا أن تراقب هذا الصوت وتسأل نفسك منطقيا ما الذي يجعلك تشعر بهذا الشعور السلبي تجاه ذاتك.
هذا إلى جانب أن تذكر نفسك بما تحققه من إنجازات مهما كانت بسيطة. وقم أيضا بطرح عدد من الأسئلة على نفسك من خلال كتابتها أمامك على ورقة أو على ملاحظة بجهاز هاتفك الذكي مثلا، كأن تسأل نفسك عن السبب الذي جعلك تظهر بمظهر الضعيف وعن ما إذا كان هذا السبب من فعل يديك أم أنه خارج عن إرادتك، وفي كلتا الحالتين اسأل نفسك عن الكيفية التي يجب عليك أن تتصرف من خلالها في المرات المقبلة.
اسع لتحقيق أهداف على المدى القريب: من المهم في مثل هذه الأوضاع أن يكون لديك شيء تسعى لتحقيقه، ولضمان الحصول على أقصى فائدة احرص على تجهيز عدد من الأهداف قابلة التحقيق في المدى القريب لأن نجاحك بأي شيء مهما كان بسيطا سيجعلك أكثر قدرة على تحقيق الأصعب.
احصل على وقتك الخاص يوميا: المقصود بهذه النصيحة أن يكون لك ولو نصف ساعة تجلس فيها مع نفسك كنوع من الاسترخاء وإعادة ترتيب الأفكار. نصف الساعة هذا يمنحك قدرا كبيرا من الطاقة لمواصلة ما عليك القيام به دون السماح لمشاعر الضيق والتوتر بأن تسيطر عليك.