ديمة محبوبة
عمان- مع ازدياد مصاعب ومتاعب الحياة، يتعاظم شعور المرء بالضغط النفسي وتصبح نظرته أكثر سوداوية وسلبية تجاه كل ما حوله، وحتى في كيفية نظرته لمحيطه ولنفسه.
التصدي للضغوط النفسية يكون عبر مواجهتها وليس الهروب منها، وذلك من ترتيب الأفكار والأولوليات، واتباع الطرق التي يمكن أن تخفف من الضغوط كالحديث مع شخص مقرب، والابتعاد عن القلق المبالغ به.
في حالة الضغط النفسي، يقوم الجسم بإطلاق بعض الهرمونات التي تزيد من ضغط الدم وضربات القلب، وتختفي هذه الأعراض مع اختفاء المسبب لها، بحسب متخصصين.
اختصاصي علم النفس د.موسى مطارنة، يؤكد أن الضغط النفسي يتحكم بحياة الفرد ويسيطر على ردود أفعاله وفي تعاملاته مع الآخرين، وتعاطيه مع كل التفاصل. ويعرف الضغط النفسي أو الإجهاد النفسي بأنه رد فعل على متطلبات الحياة في جميع المجالات كالعمل والأسرة والزواج والوضع المالي والعلاقات الاجتماعية والجوع والمرض.
أما إن ترك الفرد نفسه للضغط النفسي من دون معالجة ومراجعة ذاتية أو حتى من دون طلب العون من جهة متخصصة، فسوف يكون التأثير أكبر عليه؛ إذ إن هناك من لا يستطيع أن يسيطر على أعصابه ليصل به الأمر إلى فقدان عمله أو علاقاته الاجتماعية والنفور منه، ما يؤثر على صحته الجسدية والعقلية.
ويشير مطارنة إلى أن من يتعرض للضغط النفسي تظهر عليه علامات مثل؛ فقدان حس الفكاهة، أو الانسحاب من العلاقات الاجتماعية، ثورة الغضب ونفاد الصبر، وأحيانا يصل إلى الاكتئاب.
وأهم ما يشعر به الشخص المعرض للكثير من الضغوط النفسية، القلق والتفكير المبالغ به بأمور عدة في الوقت ذاته، ويهمل صحته من خلال التدخين الفرط على غير العادة على أمل أن يروح قليلا عن نفسه، ومنهم من يلجأ لقضم أظافره، أو الخربشة على الورق، ومنهم من يصل إلى الصراخ والبكاء الشديد، إضافة إلى الشعور بالتعب الدائم.
ويرى مطارنة أن الضغط النفسي بحسب درجته يمكن الاستفادة منه بأن يكون حافزا في حياة الفرد، فيعمل على إعادة ترتيب حياته وتحويل طاقاته السلبية إلى إيجابية.
المرشدة التربوية والنفسية رائدة الكيلاني، تبين أن أهم مرحلة بمعالجة الضغط النفسي، الوقوف على أسبابه، من ثم محاربته والسيطرة عليه، ويتوجب مواجهته وعدم الهروب منه، وذلك من خلال الجلوس مع النفس وترتيب الأفكار والأولوليات، وما الطرق التي من الممكن إن توفرت أن تخفف الضغط النفسي كالحديث مع شخص مقرب، أو من خلال طلب العون من شخص موثوق ومقرب. كذلك وضع خط زمني لإنجاز المهات، أو الابتعاد عن الظروف المحيطة لفترة من الزمن والتي تسبب هذا الضغط النفسي الشديد، إذ إن الابتعاد أحيانا يصفي الذهن ويجعل الشخص يفكر بطريقة سليمة لإيجاد الحل السليم.
ومن طرق العلاج الأخرى التي لها أثر كبير عدم الخجل أو التردد في طلب العون من الجهات المتخصصة، فإذا كان الضغط من ظروف العمل يمكن الحديث مع المديرين أو المسؤولين بالظرف الذي يمر به الشخص والوصول إلى حل سليم لا يؤثر على العمل، ولا على الشخص ذاته، وإن كان من داخل الأسرة يتوجب الحوار والحديث مع أفراد الأسرة، لتوزيع المهام وتحمل المسؤوليات وتخفيف القلق، ويمكن من طبيب نفسي متخصص أن يساعد على الوصول للأسباب الحقيقية ومساعدة الشخص على ترتيب أمور الحياة. وتنصح بإعطاء الجسد الراحة والنوم الوفير قدر المستطاع، والتنفس بشكل صحي، جميعها أمور تؤدي إلى تهدئة الأعصاب، والالتزام بالنشاط الرياضي، كاليوغا أو المشي.