عمان – التعرض الطويل والمتراكم للضغط من العمل والأسرة والالتزامات الاجتماعية قد يؤدي الى الإرهاق والاستنزاف العاطفي. تحديد علامات الإرهاق العاطفي هي أول خطوة باتجاه الراحة النفسية وباتجاه حياة أكثر صحة.
جميعنا نمر بفترات مرهقة ومليئة بالضغوط في حياتنا ولكن في أغلب الأوقات، نستطيع التغلب عليها وتجاوزها واستعادة نشاطنا العاطفي بعدها بسهولة. لكن عندما يكون الضغط والاستنزاف العاطفي مستمرين ويحدثان خلال فترة عصيبة في حياتنا، يكون حينها أثرهما السلبي كبير على الصحة العقلية والجسدية، بالأخص في حال عدم وجود أي نوع من الاهتمام بالنفس.


إلى ذلك، الإرهاق العاطفي يختلف من شخص إلى آخر، فالشيء الذي يسبب الضغط لشخص ما، قد لا يكون بالضرورة لديه نفس التأثير على شخص آخر.
علامات الإرهاق العاطفي:
الشعور بالاستنزاف العاطفي، تشوش العقل، رغبة زائدة بالنوم، الشعور بالحزن أو الاكتئاب، الشعور بالتعب، الرغبة في العزلة، آلام جسدية مثل الصداع أو آلام العضلات، حساسية زائدة، الشعور بالضغط وعدم توفر وقت كاف للاهتمام بالنفس، سهولة الانفعال، والشعور بفقدان السيطرة.
الى ذلك، الشعور بالحصار، الأسباب الشائعة للإرهاق العاطفي، الوظائف الشاقة المليئة بالضغوط، الرزق بأطفال، تربية الأطفال، الاعتناء بإحدى أفراد العائلة المرضى، التحديات المالية، خوض طلاق صعب، موت أحد الأحباء، المعاناة من إصابة مزمنة أو مرض ما، التعرض للخيانة في العلاقة، حياة اجتماعية شاقة ومليئة بالضغوط.
ماذا يمكن فعله؟
الأشخاص في حياتكم قد لا يدركون حاجتكم للراحة ولتطبيق تغييرات صغيرة يومية من أجل التغلب على ضغوطات الحياة. لذلك، ستقع على عاتقكم مسؤولية الاهتمام بأنفسكم!
أقدّم هنا بعض النصائح لتساعدكم:
تعلم قول “لا”: قول “لا” لبعض الدعوات والالتزامات الاجتماعية، ومحاولة الحد منها كي لا تعد عبئاً بل تصبح أشياء ممتعة وبسيطة. القدرة على قول “لا” تعكس بشكل كبير الثقة وتقدير النفس. يجد الأشخاص الذين يعانون من قلة الثقة بالنفس صعوبة في قول “لا” كونهم يميلون لوضع حاجات غيرهم قبل حاجاتهم، وخوفًا من حكم الآخرين عليهم وشعورهم بخيبة الأمل. هؤلاء الأشخاص يظنون أن محبة وقبول الناس لهم تعتمد على تلبية حاجاتهم. لكن، الأشخاص الصادقين، والذين يهتمون بكم فعلاً، سيتفهمون حاجاتكم للراحة وسيساعدونكم على تحصيلها.

الذهاب في رحلة أو أريحوا أنفسكم بكل بساطة: من خلال تخصيص بعض الوقت لأنفسكم لممارسة هواياتكم أو للقيام بشيء ممتع مثل القراءة أو مشاهدة فيلم أو القيام بأعمال البستنة أو أي شيء آخر يساعدكم على الشعور بالتوازن.
ممارسة التمارين الرياضية: حاولوا ممارسة التمارين الرياضية يوميًا لمدة 30 دقيقة حتى ولو الذهاب للمشي. تساهم الرياضة في إفراز الإندورفينات وهرمون السيروتونين اللذين يساهمان في تعزيز الحالة النفسية الصحية. تساعد ممارسة الرياضة أيضًا في إبعاد المشاكل عن أذهانكم.
ممارسة الآنية: الآنية هي القدرة على العيش في الحاضر بدلاً من التعلق بالماضي والقلق حول المستقبل. يساهم هذا في الحد من التوتر والضغط النفسي خلال العمل و يعزز التوازن والصحة العاطفية. يمكنكم تحقيق الآنية من خلال ممارسة واحدة أو أكثر من الأمور التالية:
التأمل أو اليوغا، تمارين التنفس، كتابة الأفكار والمشاعر على ورقة، تعلم العيش بالحاضر عن طريق الوعي والإنتباه إلى البيئة المحيطة والانخراط بها من خلال الحواس المتمثلة بالنظر والسمع والشم واللمس.
قضاء الوقت في الطبيعة
التواصل مع أصدقاء تثقون بهم: التقوا بأشخاص صادقين تجمعكم علاقة جيدة بهم، يدعمونكم ويرغبون في الاستماع لكم بكل تعاطف. هؤلاء الأصدقاء يمتنعون عن تقديم النصائح بشكل تلقائي وعن محاولة إصلاح الأمور بسرعة. الشعور بأنكم مسموعون وأن الآخرين يصدقونكم قد يكون له أثر كبير في تخفيف بعض الضغوط التي تشعرون بها.
استشارة الاختصاصيين: المعالجون النفسيون ومدربو المهارات الحياتية يستطيعون مساعدتكم في البحث في مشاكلكم. فهم قادرون على إعطائكم الأدوات والطرق الصحيحة على التحكم بالضغوطات التي تعانون منها أو أي مشاكل أخرى تحتاجون العمل عليها.
كتبت: مريم حكيم
مستشارة في العلاقات الزوجية
مجلة نكهات عائلية

JoomShaper