عمان – مراقبة الأطفال بعد ولادتهم وهم ينمون ويتطورون أمر مثير للحماس، فالأهل لا يمكنهم تفويت اللحظة التي يبدأ بها أطفالهم في الدحرجة أو الزحف أو المشي.
لكن بعض الأطفال لا يبادرون في الحركة بأنفسهم، وهذا قد يؤدي إلى تأخر في النمو. على كل حال، يمكن للأهل أن يحفزوا ويشجعوا أطفالهم على الحركة لتجنب ذلك.
كيف بإمكاننا تحفيز أطفالنا على الحركة؟
– توفير مساحة مفتوحة على الأرض: توفير مساحة واسعة للأطفال بأرضية آمنة ومناسبة يحفز الأطفال على التحرك بحرية. من المهم التأكد من إزالة جميع الأدوات الخطرة مثل الأسلاك الكهربائية وتأمين الزوايا الحادة.
– وضع ألعاب الأطفال المفضلة بعيدًا عنهم: بعد وضع الأطفال على الأرض، يمكننا وضع لعبتهم المفضلة بعيدًا عنهم. يفضل استخدام لعبة واحدة في كل مرة لتجنب تشتيت انتباه وتركيز الأطفال بالعديد من الألعاب.
– تقديم المساعدة: في حال لم يتمكن الأطفال من الوصول للعبة، يمكننا مساعدتهم على الوصول إليها بدلًا من أخذ اللعبة ووضعها بجانبهم. يجب أن نساعد أطفالنا على تعلم الدحرجة والزحف أو أداء المهارات الحركية المناسبة لعمرهم للوصول لما يريدونه.
على سبيل المثال، لنفترض أن أطفالنا يبلغون عمر ستة أشهر ولا يمكنهم الدحرجة على بطنهم. يمكننا وضعهم على الأرض والإمساك برجلهم اليمنى وهم مستلقون على ظهرهم وثم وضع الرجل اليمنى على الرجل اليسرى. بهذه الطريقة سيلتف الأطفال إلى الجهة اليسرى وسيتمكنون بالنهاية من الالتفاف على بطنهم.
– تعريضهم للحركة اللافاعلة: عندما لا يبادر الأطفال بالحركة، من الضروري أن نجعلهم يختبرون شعور الحركة. يمكننا أرجحتهم في الهواء ووحملهم وتدويرهم وهزهم من جانب الى آخر وهم مستلقون على ظهرهم، وهذه كلها أمثلة على كيفية تحفيز الحركة لديهم وجعل نشاطاتهم اليومية تتضمن الحركة.
وينصح بالبدء بإدماج الحركة في حياة الأطفال منذ أول ولادتهم ليصبحوا معتادين عليها منذ وقت مبكر. يمكننا القيام بهذا مع كل تغيير للحفاض وعند استيقاظهم من النوم، وذلك من خلال إمساك أرجلهم وتثبيتها عاليًا في الهواء وثم هزهم من جهة إلى أخرى بهدوء وسحبهم من أيديهم ليجلسوا. كذلك القيام بالعديد من النشاطات خلال الاستحمام، ويشمل ذلك تمييلهم من جهة إلى أخرى ورفعهم لوضعية الجلوس والوصول للأشياء وهم في وضعية الجلوس.
– إطالة مدة استلقاء الأطفال على البطن: وضعية الاستلقاء على البطن هي من الوضعيات المشهورة التي تسهم في تحفيز الحركة عند الأطفال وفي تنمية وعيهم الحركي. في هذه الوضعية يستطيع الأطفال رفع رؤوسهم وصدرهم عن الأرض والاستناد على أيديهم لحمل وزنهم، ومن ثم الزحف للأمام. تعزز هذه الوضعية تنمية وعي الأطفال كونهم يكونون قادرين على استكشاف محيطهم.
ما الأمور التي يجب تجنبها؟
– استعمال أجهزة ومعدات الرعاية بالأطفال لفترة طويلة، يشمل هذا كرسي ومقعد الأمان وكراجة الأطفال. يتعلم الأطفال المهارات الحركية الجديدة من خلال قضاء الكثير من الوقت وهم يلعبون ويستكشفون الأرض بشكل يومي. تقييد الأطفال في مكان محدد سيحرمهم من فرصة التدرب على الحركة والتعلم.
– الضغط وإجبار الأطفال على أداء مهارات حركية لا تلائم مقدرة أجسامهم. يكتسب الأطفال المهارات الحركية بشكل منتظم وتدريجي. على سبيل المثال، لن يتمكن الأطفال من الزحف في حال كانوا لا يستطيعون السيطرة على حركة رأسهم.
– استخدام جهاز مشاية الأطفال؛ حيث إن هذا الجهاز قد يسبب الأذى للأطفال وأيضًا يحد من حرية حركتهم على الأرض وهي مهمة في حال التدرب على المهارات الحركية المناسبة لأعمارهم.
تمارا جلاجل
اختصاصية علاج طبيعي للأطفال