عمان – تلعب التغذية الجيدة في المراحل المبكرة من عمر الطفل دورا كبيرا في تنمية قدراته العقلية والبدنية، مثل اليود الضروري لنمو القدرات الذهنية والعقلية والجسمانية بشكل سليم.
ومواجهة أي قصور تغذوي غالبا ما ينجم عن الوجبات الغذائية للأطفال الرضع والأطفال في مرحلة النمو، كانت دوماً مصدر قلق، وذلك لأنها غالباً ما ترتبط بالإمكانات الإدراكية والعواقب الجسدية على مدى الحياة.


اليوم، قد لا يوجد اليود عادة في الغذاء، على الرغم من أهميته لهرمونات الغدة الدرقية. وهو عنصر أساسي في أثر وظيفتها.
كما أن تناول اليود بالكميات المرغوبة يصبح مهماً جداً بالنسبة للنمو العصبي، بما في ذلك للأطفال في سن الدراسة.
ويستخدم معدن اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تسيطر على العديد من الوظائف في الجسم، بما في ذلك النمو لأن الجسم لا ينتج اليود، فإنه يحتاج إلى أن يتم تزويده في النظام الغذائي.
ويعد نقص اليود في الحمل مشكلة عالمية النطاق؛ لأنه يعد السبب الرئيسي لضرر الدماغ الذي يمكن الوقاية منه في حديثي الولادة والرضع بسبب عدم كفاية تناول الأمهات والرضع له.
وتُبذل جهود دولية كبيرة للمساعدة على الحد من المشكلة، من خلال استخدام الملح والمكملات.
لماذا نحتاج إلى اليود؟
الغدة الدرقية لدينا تحتاج إلى اليود لإنتاج الهرمونات التي تتحكم في الأيض والنمو والتنمية.
وإذا لم يحصل الأطفال والكبار على ما يكفي من اليود في غذائهم الغذائية، فإنهم يعانون متلازمة نقص اليود. هذا يمكن أن يؤثر فينا بأشكال مختلفة.
فنقص اليود يقود إلى التأثير في إنتاج الهرمونات التي تسبب التنفخ في الجسم، وتؤدي صعوبات في التنفس الناجمة عن الإصابة بالفرط الدرقي، الذي يمكن أن يسبب مشاكل مثل زيادة الوزن.
فضلا عن مشاكل الجلد الجاف، وفقدان الشعر، والتعب، والتعصب إزاء البرد والاكتئاب، ما يؤدي إلى توقف النمو والإعاقة الفكرية.
ويحتاج الجسم إلى اليود لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تساعد على تنظيم النمو، الأيض، ومعدل ضربات القلب ومجموعة من الوظائف الحيوية الأخرى. نقص اليود يمكن أن يعوق إنتاج هذا الهرمون.
ويجري اختبار المواليد الجدد لمستويات اليود كجزء من الفحص الصحي العام بعد الولادة بوقت قصير.
ويكون الخطر أكبر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل عندما يحدث نمو وتطور حيويان.
وتعتمد الغدة الدرقية على اليود لإنتاج الهرمونات اللازمة للنمو، ولكي تنظم عملية التمثيل الغذائي والإنزيم وتوليف البروتين بشكل سليم، والتحكم في درجة حرارة الجسم.
وتحتاج الحوامل إلى المزيد من اليود؛ حيث تعمل الغدة الدرقية أضعافا لضمان نمو الجنين بشكل سليم، مثل الأطفال الذين ما يزالون في مرحلة ما قبل الولادة، والأطفال الذين في مرحلة النمو يحتاجون إلى اليود لكي ينموا بدنيا وعقليا.
اليود والحمل والرضاعة الطبيعية
أثناء الحمل، يتعين على الغدة الدرقية للمرأة أن تعمل بجهد إضافي، هذا لأن الهرمونات التي تنتجها تساعد على نمو دماغ الجنين والجهاز العصبي.
ولأن الغدة الدرقية للمرأة الحامل تعمل بجهد أكبر، تحتاج إلى اليود الإضافي حتى لا تصبح ناقصة اليود.
وقد يؤدي نقص اليود الشديد في المرأة الحامل إلى إجهاض طفلها أو ولادته ميتا أو إعاقته فكريا، بحسب دراسة نشرت في 2019 بموقع جامعة كامبريدج.
اليود والدماغ
مع إدراج نقص اليود كسبب رئيسي للإعاقة الذهنية في جميع أنحاء العالم، يعد اليود مكونا مهما لنمو الدماغ الصحي. والعواقب الأكثر ضررًا هي على نمو الجنين والرضع في الدماغ.
ويمكن أن يسبب النقص ضررا لا رجعة فيه في الدماغ يستمر مدى الحياة. ومن المخاطر الإضافية تلف الدماغ، متلازمة نقص اليود الخلقي أو القماءة والإعاقة الذهنية.
واليود عامل مغذّ بالغ الأهمية طوال الحياة، ولكن بشكل خاص أثناء الحمل والطفولة عندما تنظم هرمونات الغدة الدرقية النمو في الدماغ النامي.
ويظهر نقص اليود الأقل حدة على أنه أقل من متوسط معدل الذكاء في الأطفال، بما في ذلك ضعف وظائف الدماغ في البالغين أيضا. وفي أثناء الطفولة، كثيرا ما يرتبط نقص اليود بالغدة النخامية.
ويرتبط أيضا بانخفاض الأداء الفكري والحركي، فضلا عن زيادة خطر الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (ADHD) لدى الأطفال، بحسب دراسة نشرت في موقع “ncbi” أو قاعدة بيانات المكتبة الوطنية الأميركية للطب والمعاهد الوطنية للبحث الصحي عن “اليود والنمو العقلي للأطفال في سن 5 وما دون”.
نقص اليود والتوحد وأمراض القلب
لينشأ وينمو طفلك بصحة وذكاء وقوة، على الأم المرضع أن تضمن أن الوليد يحصل على كمية كافية من اليود من حليب الثدي.
ولكن من المؤسف أن نقص اليود يمنع الغدة الدرقية من العمل بشكل سليم، وهو ما قد يتسبب في المتاعب بأشكال عدة:
– صعوبات في التعلم وتذكر الأشياء.
– عدم انتظام ضربات القلب.
– تضخم الغدة الدرقية.
– الصعوبات في التنفس والابتلاع.
– الإمساك.
– الضعف الشديد.
– النمو المتعثر.
– الاكتئاب.
– التوحد، أو التخلف العقلي البسيط.
وقد يؤدي التهاب الغدة الدرقية الخلقي غير المعالج إلى التهاب الغدة الدرقية المتوطن، وكذلك التهاب الغدة الدرقية، ما يؤدي إلى تأخر النمو، وإعاقة فكرية مثل قضايا الفهم، وضعف الذاكرة.
فضلا عن عدم القدرة على تذكر الأحداث، ومشاكل صحية أخرى مثل الرهاب المزمن، ينخفض الشعر، ما يؤدي إلى الصلع المبكر، حتى الجفاف الشديد في الجلد.
نقص اليود عند النساء يسبب اضطرابات عصبية لدى الأطفال
الشابات اللاتي يحصلن على كمية ضعيفة من اليود في أجسادهن لديهن خطر أكبر في إنجاب أطفال يعانون اضطرابات عصبية في دراسة حديثة أجرتها جامعة جنوب أستراليا في نيسان (ابريل) 2021.
ونشرت النتائج في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة.
وتزعم الدراسة أن التغيرات الغذائية التي تشمل تجنب الخبز والملح باليود خلال الحمل وخفض كمية المنتجات الحيوانية المحتوية على اليود، يمكن أن تزيد من خطر ولادة النساء لأطفال يعانون حالات عصبية سيئة.
وبينما أجريت الدراسة في جنوب أستراليا، فإنها تبنت أدلة دراسة أميركية أجريت العام 2017 وجدت أن ما يقرب من ملياري شخص في جميع أنحاء العالم يعانون نقص اليود، ما نجم عنه إصابة 50 مليون شخص بآثار جانبية سريرية.
ماذا يجب أن يتضمن النظام الغذائي للحامل؟
أوصى الباحثون بتعزيز كمية الأملاح الجديدة والحليب النباتي باليود، فضلا عن حملة لزيادة الوعي بأهمية اليود في النظام الغذائي، لاسيما بالنسبة للنساء في سنواتهن الإنجابية.
كما يجب تناول نظام غذائي غني بالحديد، المغنيسيوم، فيتامين C، الفولات، والألياف. وتناول منتجات الصويا الغنية بالحديد والخضراوات الخضراء الورقية.
المصادر الغذائية لليود
إن إدراج الأطعمة الآتية في النظام الغذائي لأسرتك كل أسبوع من شأنه أن يساعد على ضمان حصول أطفالك على ما يكفي من اليود:
– الخبز الخالي من الملح، وخليط الخبز المصنع في المنزل قد لا يحتوي على اليود، لذا فإما أن تتفقد بطاقة الطعام أو تسأل عند نقطة البيع.
– المأكولات البحرية: يوصي الخبراء بـ2-3 وجبات من المأكولات البحرية في الأسبوع. إذا كنت حاملا يجب الحذر عند اختيار الأسماك. ويعد السلمون والأعشاب البحرية من أفضل مصادر المأكولات البحرية لليود.
– البيض والخضراوات واللحوم ومنتجات الألبان تختلف نسب كمية اليود فيها.
قد يحتاج الأفراد النباتيون لتناول مكملات اليود أو الأطعمة النباتية الغنية باليود مثل لبن الصويا والعشب البحري.
أحمد سرور
دكتور صيدلي

JoomShaper