واشنطن - خدمة قدس برس - ألمحت دراسة علمية حديثة إلى أن الإصابة بسوء التغذية، خلال مرحلة الطفولة، قد يكون لها انعكاسات سلبية على الوظائف الدماغية عند الفرد في مراحل عمرية لاحقة، لتضيف بذلك أسباباً جديدة حول أهمية محاربة الجوع بين الأطفال.
ونفذ فريق من الباحثين بقيادة مختصين من جامعة ولاية ميتشغن الأمريكية دراسة شملت ما يزيد عن 15 ألفاً من المسنين، جميعهم شاركوا في مسح أجري في الصين حول طول العمر والصحة.
وكان المشاركون أُخضعوا خلال المسح لاختبارات تقييم الخلل الإدراكي، مع قياس طول الأطراف (الأذرع والأرجل) للمساعدة في رصد الحالات التي أُصيبت بنقص التغذية خلال مرحلة الطفولة.

كما تضمن المسح طرح أسئلة بغرض معرفة الذين تعرضوا للجوع في مرحلة الطفولة بين هؤلاء الأشخاص.

ووفقاً لما أوضح الفريق؛ ركزت البحوث السابقة على الكيفية التي يؤثر من خلالها سوء التغذية في مرحلة الطفولة على الصحة البدنية واحتمالية وقوع الوفاة، فيما لم يتم التركيز بشكل جيد على  الـتأثير السلبي لسوء التغذية، في المدى البعيد، على نمو الدماغ ووظائفه.

ويعاني نحو  178 مليون طفل حول العالم من قصر القامة أو التقزم بسبب التعرض للجوع أو الإصابة بالالتهابات أو كليهما، طبقاً لما أشار الباحثون.

وبحسب النتائج التي نشرتها دورية " العلوم الاجتماعية والطب "؛ تبين أن النساء اللواتي عانين من الجوع خلال مرحلة الطفولة، واجهن خطورة أكبر للإصابة بخلل الإدراك عند بلوغ سن الخامسة والستين أوما بعدها، وبمقدار زيادة وصل إلى 35 في المائة، فيما بلغت تلك النسبة عند  الرجال الذين تعرضوا لظروف مشابهة في مرحلة الطفولة 29 في المائة.

وخلُصت الدراسة إلى أن محاربة الجوع بين الأطفال لا يُنقذ أرواحهم ويحسن من صحتهم فحسب، بل ويعزز كذلك حالة الإدراك لدى هؤلاء الأفراد في مراحل عمرية متأخرة.

وفي تعليق لها على النتائج أشارت الدكتور " زهينمي زانغ"، وهي أستاذ مساعد في مجال علم الاجتماع من جامعة ولاية ميتشغن، إلى أنه من المهم أن يعلم واضعو السياسات أن الاستثمار في الأطفال له منافع في المدى البعيد، فمحاربة الجوع بين هؤلاء الأفراد قد يُقلص نفقات الرعاية الطبية في المستقبل، خصوصاً وأن رعاية مرضى الخرف والمصابين بخلل في الإدراك تُعد مكلفة من الناحية الاقتصادية، وذلك بالنسبة للأسرة والمجتمع على حد سواء.

JoomShaper