عمان- الكثير من الناس يعتقدون أن الشخير سببه مشاكل في الجيوب الأنفية والزكام وما إلى ذلك، ولكن هناك أسبابا أخرى تتعدى صوت الشخير الذي يزعج البعض إلى أن يصل إلى درجة انقطاع النفس، مما يؤدي إلى إجراء مزيد من الفحوصات وصرف أجهزة خاصة للشخص في هذه الحالة.
يعد الشخير وانقطاع النفس أثناء النوم الشكل الأكثر شيوعًا لاضطرابات التنفس المرتبطة بالنوم، حيث يتوقف النفس لدى المريض ثم يعود مرة أخرى بشكل متكرر أثناء نومه. ومن أسباب انقطاع النفس أثناء النوم ارتخاء عضلات الحلق ما يؤدي إلى سد مجرى التنفس. ويحدث هذا بصورة متقطعة مرات عدة أثناء النوم. إذ يعتبر الشخير من مؤشرات انقطاع النفس الانسدادي النومي.
الأعراض
تشمل أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي:
- فرط النعاس خلال النهار.
- الشخير بصوت مرتفع.
- نوبات ملحوظة من توقف النفس أثناء النوم.
- الاستيقاظ من النوم لاهثًا أو مختنقًا.
- الاستيقاظ في الصباح بفم جاف أو حلق ملتهب.
- الإصابة بنوبات الصداع في الصباح.
- صعوبة التركيز أثناء النهار لعدم الحصول على النوم الكافي وتغيرات الحالة المزاجية مثل، الاكتئاب وسرعة الانزعاج.
- ارتفاع ضغط الدم.
وعليه، يجب أن تتم مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
- عندما يكون الشخير بصوت مرتفع بدرجة تعيق نومك أو نوم الآخرين.
- الاستيقاظ من النوم لاهثًا أو مختنقًا.
- توقفات في التنفس أثناء النوم.
- النعاس الشديد خلال النهار. وقد يؤدي ذلك إلى النوم أثناء العمل أو مشاهدة التلفاز أو حتى قيادة السيارة. ولكن ليست كل حالات الشخير تصنف على أنها مرضية، بل يوجد شخير بسيط وشخير مرضي.
الأسباب
يحدث انقطاع النفس الانسدادي النومي عند ارتخاء العضلات الموجودة في مؤخرة الحلق أكثر من اللازم بما لا يسمح بالتنفس الطبيعي. وهذه العضلات هي التي تدعم الجزء الخلفي لسقف الفم الذي يعرف باسم الحنك الرخو. تدعم تلك العضلات أيضا اللسان وجدران الحلق الجانبية.
عند ارتخاء العضلات، يضيق مجرى التنفس أو ينغلق أثناء الشهيق. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى خفض مستوى الأكسجين، ما يسبب زيادة ثاني أوكسيد الكربون في الدم.
يستشعر الدماغ عندئذ عدم القدرة على التنفس، فيستيقظ المريض من النوم فورا حتى يتمكن من إعادة فتح مجرى التنفس. وتكون هذه الاستفاقة قصيرة عادةً لدرجة ألا يتذكرها. يستيقظ المريض وهو يشعر بضيق في التنفس ولكن سرعان ما يزول من تلقاء نفسه عند أخذ نفس عميق، أو ربما يصدر منه صوت شخير أو اختناق أو لهاث. يمكن أن يتكرر هذا النمط من 5 مرات إلى 30 مرة كل ساعة طوال الليل. لذلك تعيق هذه الاضطرابات قدرة المريض على الوصول إلى مراحل النوم العميقة والمريحة، فيشعر بالنعاس خلال النهار.
عوامل الخطر
يصاب أي شخص بانقطاع النفس الانسدادي النومي. ومع ذلك، هناك عوامل معينة تضعك في خطر متزايد، وتشمل:
- الوزن الزائد: غالبية الأشخاص المصابون بانقطاع النفس الانسدادي النومي لديهم زيادة في الوزن. فالترسبات الدهنية حول مجرى الهواء العلوي يمكن أن تعيق عملية التنفس. كذلك يمكن للحالات الطبية المرتبطة بالسمنة، مثل قصور الغدة الدرقية ومتلازمة تكيس المبيض، أن تسبِّب انقطاع النفَس الانسدادي النومي.
- يزداد خطر الإصابة مع التقدم في العمر وحدوث انقطاع النفس الانسدادي النومي.
- ضيق المجرى الهوائي: وهي سمة يمكن أن تنتقل إلى أفراد العائلة. أو تتضخم اللوزتان أو الغدانيات لتسد مجرى الهواء.
- ارتفاع ضغط الدم، أو ما يسمى فرط ضغط الدم: انقطاع النفس الانسدادي النومي شائع جدًا بين الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط الدموي.
- الاحتقان الأنفي المزمن: عادة ما يتضاعف حدوث انقطاع النفس الانسدادي النومي لدى الأشخاص المصابون باحتقان أنفي ليلي مزمن، أو التحسس الأنفي.
- التدخين: المدخنون أكثر عرضةً للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي.
- داء السكري: يكون انقطاع النفس الانسدادي النومي أكثر شيوعًا بين الأشخاص المصابين بداء السكري.
الرجال بصفة عامة، يبلغ معدل الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي لدى الرجال ضعفين إلى ثلاثة أضعاف معدل الإصابة لدى النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث. على الرغم من ذلك، يزداد خطر إصابة النساء بانقطاع النفس الانسدادي النومي بعد انقطاع الطمث.
- الربو: يوجد أحيانا ارتباط بين الربو وشدة الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي.
ويجري اختصاصي طب النوم المزيد من التقييمات لتشخيص الحالة وتحديد مدى شدتها.
العلاجات
ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP): هناك العديد من الخيارات المتوفرة لقناع الضغط الإيجابي المستمر في المسالك الهوائية (CPAP). تتوفر أقنعة وأغطية الرأس ذات الضغط الموجب في مجرى التنفس (CPAP)، بأشكال ومقاسات متعددة لعلاج انقطاع النفس النومي على نحو ملائم.
صممت هذه الأجهزة بغرض إبقاء الحلق مفتوحًا. وبعض هذه الأجهزة يعمل على إبقاء مجرى التنفس مفتوحًا عن طريق جذب الفك للأمام، ما يخفف أحيانًا من الشخير وانقطاع النفس الانسدادي النومي. وتعمل أجهزة أخرى على تثبيت اللسان في وضع مختلف.
من الإجراءات التي يمكن أن تحد من مخاطر هذه الحالة:
- خسارة الوزن الزائد وتجنب السمنة.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- تجنب تناول بعض الأدوية المضادة للقلق أو الأقراص المنومة.
- النوم على جانب الجسم أو البطن بدلاً من الظهر.
- إبقاء الممرات الأنفية مفتوحة أثناء النوم: إذا كنت مصابًا باحتقان، فاستخدم بخاخات الأنف المحتوية على محلول ملحي، لتساعدك على إبقاء ممراتك الأنفية مفتوحة.