ترجمة عن الفرنسية: سارة زايد
يعد الصداع النصفي "الشقيقة" من أبرز العوامل التي تضر بالحياة اليومية، إذ يسبب ألما شديدا يقيد الأنشطة المعتادة، مما يجعله مرتبطا بعلاقة وثيقة بالاكتئاب، حيث أظهرت الدراسات وجود زيادة ملحوظة في حالات الاكتئاب بين مرضى الصداع النصفي.
الصداع النصفي والاكتئاب.. علاقة معقدة
يعاني ما يقارب 70 % من المصابين بالاكتئاب من آلام متكررة، أكثرها شيوعا آلام الرأس. كما يعتبر الاكتئاب من العوامل المعروفة التي تزيد حدة نوبات الصداع النصفي، حيث يزداد عدد النوبات التي يعاني منها المريض ويصبح الألم "لا يحتمل".
كما أن القلق من وقوع نوبة جديدة للصداع يزيد مشاعر التوتر، وهي إحدى أعراض الاكتئاب الأساسية.
يقول بعض المرضى إنهم يعيشون خوفا مستمرا من حدوث نوبة جديدة تفسد يومهم أو نومهم، وبينما يعاني هؤلاء المرضى من نوبات صداع نصفي متكررة، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أنهم يعانون من الاكتئاب. ومع ذلك، من الواضح أن تكرار النوبات يؤثر بشكل كبير على نفسيتهم.
أظهرت دراسة منشورة في مجلة Neurology، أن هناك رابطا قويا بين الصداع النصفي والاكتئاب الشديد. الدراسة شملت 496 مريضا يعانون من الصداع النصفي و151 مريضا يعانون من أنواع أخرى من الصداع الشديد، إضافة إلى 539 شخصا لا يعانون من أي مشاكل في الرأس.
نتائج الدراسة، بينت أن الأشخاص المصابون بالصداع النصفي كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب الشديد خمس مرات أكثر من أولئك الذين لا يعانون من صداع مزمن، وأن حوالي 42 % من مرضى الصداع النصفي أصيبوا بالاكتئاب خلال عامين، مقارنة بـ36% من المرضى الذين يعانون من أنواع أخرى من الصداع.
تأثير السيروتونين على العلاقة بين الصداع النصفي والاكتئاب
هناك جانب بيولوجي قد يربط بين القلق والألم الناتج عن الصداع النصفي، حيث أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي يظهرون حساسية أعلى لبعض المستقبلات التي تتفاعل مع مادة السيروتونين في الدماغ، وهو ناقل عصبي يلعب دورا مهما في كل من القلق والألم اللذين يشعر بهما مرضى الصداع النصفي. هذه الحساسية المشتركة بين مرضى الصداع النصفي والاكتئاب قد تفسر تداخل الأعراض بين الحالتين.
العلاج المبكر للصداع النصفي لتجنب الاكتئاب
إن معالجة الصداع النصفي بشكل فعال لها أهمية كبيرة، ليس فقط لتخفيف الأعراض الجسدية، ولكن أيضاً للتقليل من التأثيرات النفسية المحتملة، مثل الاكتئاب. إذا تم علاج الصداع النصفي في مراحله المبكرة، قد يساهم ذلك في كسر الحلقة المفرغة التي تنشأ بين الصداع والاكتئاب.