نشأت أمين :
طرح الموقع الالكتروني لوزارة الداخلية قضية تضمين الفحص الطبي للمقدمين على الزواج بتحاليل أخرى خاصة بالكشف عن المخدرات وقد أيد أغلبية المشاركين في النقاش إجراء تلك التحاليل مشيرين الى أهمية إدراجها ضمن التحاليل المطلوبة قبل الزواج لما يترتب على إدمان تعاطي المخدرات من تأثيرات بالغة على التفكك الأسري وما يرافقه غالبا من انحراف وجنوح وخروج عن عادات وتقاليد المجتمع.
بينما اعتبر آخرون أن شمول التحاليل على فحص متعاطي ومدمن المخدرات يمثل تعقيدا للأمر لاسيما أن البعض ربما يكونون قد توقفوا عن التعاطي منذ فترة طويلة أو قصيرة بحثا عن الاستقامة وعدم العودة الى الادمان مرة اخرى.
اكد مواطنون ورجال دين لـ الراية أهمية إجراء تحاليل الكشف عن المخدرات للمقدمين على الزواج مشيرين الى ان مشاكل كثيرة تنجم عن الإدمان وتؤدي في النهاية الى الطلاق والتفكك الاسري وان من شأن إجراء تلك التحاليل أن يشكل عنصر ردع لكل من يفكر في الإقدام على تعاطي المخدرات او شرب الخمور الامر الذي يحمي الأسرة من تلك الآفة الخطيرة.
وشددوا على ضرورة ان تظل نتائج تلك التحاليل سرية ولا يطلع عليها سوى المعنيين بأمر الزواج فقط من الطرفين وان يتم اعطاء فرصة للشاب الذي تشير التحاليل الى انه متعاطي حتى يقلع عن إدمانه.
ووجه احد المواطنين المؤيدين لإجراء تلك التحاليل خلال مشاركته على الموقع الالكتروني لوزارة الداخلية نصيجة للشباب والفتيات المقدمين على الزواج بضرورة إجراء فحص طبي لمحاولة التعرف على الامراض التي قد تؤثر على حياتهم وحياة اولادهم المستقبلية وإيجاد وسائل العلاج المناسبة لتلك الأمراض قبل الزواج.
وأكد ان فحص إدمان المخدرات والمشروبات الكحولية اصبح هو الاخر من الأمور بالغة الاهمية مشيرا الى ان هذه الآفات ، ثبت انها من الاسباب الهامة لفشل الحياة الزوجية لأعداد غير قليلة من الاسر ، حيث تؤدي حدوث مشاكل كثيرة نتيجة لعدم سيطرة المدمن على نفسه ولسانه فضلا عن بعده عن الدين وعدم احترامه للاخرين.
وقال مشارك اخر ان الفحص الطبي قبل الزواج ضرورة لكل مواطن للكشف عن الأمراض الوراثية وكذلك المخدرات، واعتبر ان تحاليل الكشف عن المخدرات لن تتسبب في تعطيل عملية الزواج مشيرا الى انه في نهاية عملية الفحص سوف يجتمع الطرفان مع الطبيب المختص لعرض ومناقشة نتائج الفحص الطبي، وفي النهاية يترك خيار الموافقة على الزواج أو الرفض للمتقدمين للزواج حيث سيكون الأمر واضحا منذ البداية بما يجعل كلا منهما على علم بما هما مقبلان عليه.
وقال آخر: اعتقد أن هذا النوع من الفحوصات يمكن أن يبقى خيارا مطروحا للتأكد من سريرة الخاطب وحسن ذاته وسلامة سلوكه، وهو عنصر اختيار بيد المخطوبة متى ما ارادت، خاصة ان الحيرة تغلب في مثل هذا الموقف وضغوط الاهل تزداد على الفتاة.
واعتبر احد المواطنين أن الفحص الطبي قبل الزواج من الاجراءات الضرورية لكل مواطن خاصة فيما يتعلق بالمخدرات مشيرا الى أنها قضية حساسة وتحتاج إلى جدية.
ووجه اخر الشكر لوزارة الداخلية على طرحها مثل هذه الموضوعات الجريئة والمهمة التي تساهم في إثراء الحياة الاجتماعية في دولة قطر.
ورأى أحد المواطنين ان مثل تلك التحاليل لها آثارها السلبية والايجابية مستدركا ان الاثار السلبية اقل من الايجابية لكون مثل تلك الامور تتطلب تفهم الاسرة لواقع المتقدم للزواج من دين وخلق وسمعة.
وقال انه لا يمانع من اجراء التحاليل الطبية كون تلك التحاليل تكشف الكثير من واقع الازواج (الرجال والنساء) ولذلك سيكون هناك ايجابيات كثيرة منها مصداقية جميع الاطراف فيما يتعلق بالمعلومات المرتبطة بتلك التحاليل وبالتالي لن يكون هناك شك أو ريبة في هذا الامر بعد ذلك، مؤكدا ان الزواج امر خطير ومكلف ويخص مستقبل الطرفين لذلك لابد من وجود التحاليل الطبيبة قبل الزواج.
فحص "المخدرات" يحمي استقرار الحياة الزوجية
محمد شاهين العتيق الدوسري عضو المجلس البلدي المركزي يؤيد إجراء تلك التحاليل بشدة ويقول: الزواج ليس بالشيء الهين بل هو حياة وأسرة تقود في النهاية إلى تأسيس مجتمع، لذلك ينبغي تحصين هذا الزواج ضد كل ما من شأنه زعزعة أمنه واستقراره وقد ثبت بالفعل من خلال الواقع العملي مدى الحاجة الى إجراء تلك التحاليل الطبية .
ويشير الدوسري الى ان الهدف من التحاليل هو حماية الاسرة التي هي في الأساس البذرة الاولى في بنيان اي مجتمع وما دام الشخص واثقا من نفسه فلماذا يخشى من اجراء تلك التحاليل .
ويضيف: ان الحياة تطورت كثيرا والمجتمع لم يعد محدودا كما كان من قبل وما كان لا يصلح أو غير مستساغ في الماضي فإنه اصبح ضرورة في الوقت الحالي وقد كثرت المشاكل الاسرية المرتبطة بالمخدرات واصبحت تمثل احد معاول الهدم التي تهدد استقرار الاسرة وبالتالي بات إجراء تلك التحاليل ضمن تحاليل ما قبل الزواج أمرا لابد منه ومن يرددون انه سوف يشكل احراجا للشاب المقدم على الزواج فإنه قول يجانبه الصواب ذلك ان عدد من يتعاطون تلك المواد ليس كثيرا بالشكل الذي يخيف فالغالبية العظمى من الشباب ما زالت بخير باستثناء تلك القلة التي اغواها الشيطان واصدقاء السوء ومن شأن وجود تلك التحاليل ان تدفع من جرفه تيار الادمان منهم الى الاسراع بالعودة الى جادة الصواب اذا كان يريد الزواج .
ويقول الدوسري: وجود تحاليل الكشف عن المخدرات سوف يمثل ايضا عنصر ردع لمن يفكرون في الاقدام على تلك الخطوة خوفا على انفسهم وبهذه الطريقة سوف نكون قد حققنا اكثر من هدف بتلك التحاليل ، فأولا نكون قد حاصرنا مشكلة التعاطي وثانيا حافظنا على استقرار الاسرة فضلا عن حماية الشباب الذين هم عماد الوطن ومستقبله الزاهر وحتى لا يشعر الشاب المقدم على الزواج بالإحراج من إجراء تلك التحاليل وانه مشتبه به من قبل اهل العروس فإنه ينبغي ان تكون تلك التحاليل اجبارية ومن ضمن الشروط التي يستلزمها عقد الزواج أما لو كانت اختيارية فإنه في هذه الحالة سوف يكون بالفعل هناك نوع من الاحراج .
ويؤكد الدوسري انه قد يكون هناك نوع من المعارضة للفكرة في البداية شأنها شأن اي شيء جديد مثلما حدث في الفحص الطبي قبل الزواج عندما تم إقراره اما الان فقد اصبح شيئا طبيعيا ونقول لمن يعترضون على الفكرة أن هناك بعض المهن التي تشترط على ممارسيها عدم تناول المواد الكحولية او تعاطي المخدرات مثل الطيارين على سبيل المثال فإذا كانت هذه هي الحال بالنسبة لمهنة من المهن فما بالنا بالزواج أليس من الواجب تحصين الاسرة من مخاطر تلك الآفة المدمرة.
تعاطي المخدرات وراء العديد من حالات الطلاق
يقول المحامي أحمد عيد البرديني: إن هناك بالفعل أعدادا كثيرة من قضايا الطلاق التي تنظرها المحاكم وتكون المخدرات السبب الرئيسي فيها حيث تفاجأ الفتاة بعد زواجها ان زوجها مدمن مخدرات او مواد كحولية فتتعرض حياتها لانتكاسات خطيرة تفضي في نهاية المطاف الى الطلاق مع ما يترتب عليه من تدمير لبنيان الأسرة بالكامل ويصبح مستقبل الزوجة والابناء في مهب الريح ويصاب الابناء بالعقد النفسية ولو كانت هذه الزوجة المسكينة تعلم منذ البداية ان العريس المتقدم لخطبتها مدمن لما كانت قد وافقت عليه، ولاشك انها واهلها سوف يرون ان بقاءها عزيزة كريمة في منزل اهلها من غير زواج افضل كثيرا من اقترانها بشخص مدمن يحول حياتها الى جحيم.
ويكشف البرديني عن انه صادف منذ فترة قريبة 4 قضايا طلاق كان السبب الرئيسي فيها هو الادمان غير انه كان حريصا على لمّ الشمل اكثر من التفريق والهدم فنجحت جهوده في النهاية في الاصلاح بين الزوجين عبر اقناع الزوج بضرورة الاقلاع عن التعاطي والبحث عن وسيلة للعلاج لإنقاذ اسرته من الضياع واقناع الزوجة هي الاخرى بالوقوف الى جوار زوجها واعطائه فرصه للخروج من هذه المحنة.
ويدعو البرديني الى ضروة وجود رقابة من جانب الآباء على أبنائهم للحيلولة دون وقوع الابناء منذ البداية في مستنقع الادمان وبالتالي تجنب الدخول في المتاهات الكثيرة المترتبة على السقوط في هاوية المخدرات.
مبارك فريش: احموا بناتكم من المدمنين
ويؤكد مبارك فريش عضو المجلس البلدي أهمية إضافة تحاليل المخدرات ضمن الفحوصات الخاصة بالمقبلين على الزواج.
وأضاف: ما ذنب الفتاة عندما تتزوّج أن تفاجأ بأن زوجها مدمن مخدرات فتتحوّل حياتها وحياة أبنائها إلى جحيم لا يطاق بل وقد يتهدم بنيان أسرتها من الأساس وأقول لمن لديهم اعتراض على إجراء تحاليل المخدرات.. هل تقبلون أن يرتبط ببناتكم أو شقيقاتكم شخص مدمن ؟ أظن أنه ليس هناك إنسان يرضى بأن يزوج ابنته أو شقيقته لشخص مدمن مخدرات أو مشروبات كحولية.
ويشير إلى ضرورة أن تكون نتائج تلك التحاليل سرية ولا يتم تسليم نتائجها إلا لأصحاب الأمر وهم الشاب نفسه وولي أمر الفتاة كما يجب أن يتم إعطاء مهلة للشاب أن يقلع عن التعاطي إذا رغبت أسرة الفتاة في ذلك.
البسيوني: التحاليل يجب أن تشمل تعاطي المخدرات والخمور
يؤكد الشيخ عبدالسلام البسيوني خطيب مسجد أبوبكر الصديق أنه ليس هناك موانع دينية تحول دون إجراء التحاليل الطبية الخاصة بالكشف عن المخدرات شريطة ألاّ يكشف أهل العروس نتائج تلك التحاليل لمن لا يعنيهم الأمر حتى لا يفضحون الشاب المتقدّم لخطبة ابنتهم فكثيراً ما يذهب أشخاص من تلقاء أنفسهم الى المستشفيات للعلاج من الإدمان ويخرجون دون أن يسمع بهم أحد وينخرطوا في الحياة بشكل طبيعي.
ويشير البسيوني إلى أن التحاليل يجب ألاّ تقتصر على المخدرات بل أن تشمل الخمور أيضاً لأنها لا تقلّ خطورة على الحياة الزوجية من المخدرات وكم من حالات طلاق ومشكلات أسرية نجمت عن إدمان الخمور، لذلك فإن تضمين تحاليل الكشف عن المخدرات والمسكرات ضمن تحاليل ما قبل الزواج من شأنه أن يشكل أحد أساليب المواجهة مع تلك الآفات.
ويؤكد البسيوني أنه يتعيّن على الجهة الطبية المكلفة بإجراء تلك التحاليل أن تقوم بإعطاء الشاب الذي يقع فريسة للإدمان فرصة في أن يتلقى العلاج اللازم وإذا رفض وجب إبلاغ أهل المرشحة للزواج بالأمر.
ويضيف: إن إجراء تلك التحاليل من شأنه أن يدفع أي شاب الى التفكير كثيراً قبل أن يقدم على تعاطي المواد المخدرة أو الخمور قبل الزواج تحسباً لإفتضاح أمره عندما يجد نفسه مجبراً على إجراء تلك التحاليل.
لماذا ... الفحص الطبي للمقبلين على الزواج لا يكشف المدمنين
- التفاصيل