إن لحظة الولادة أسعد وأصعب لحظات تسجلها حياة المرأة ، تشعر فيها بالألم ، والخوف ، فتفرح حينها بمن يواسيها ويشعرها بالوقوف بشدتها ، ويعتبر الزوج خير معين لها في لحظة الولادة ، فيشاركها آلامها وفرحتها ، ولذلك يوافق بعض الأزواج على حضور لحظة الولادة وتقابل بالرضا واحيانا بالرفض ، البعض من الازواج جربوا ان يحضروا الولادة وعاشوا التجربة بالفعل.
محمد صالح يروى تجربته ، ويقول: حضرت ولادة زوجتي ، وساعدني على ذلك انضمامي لما يعرف بفصول الولادة ، حيث تعرفت على ما يحدث في العملية ، وكيف تتم وشعرت بمدى معاناتها وزاد تقديري لها ولوالدتي.
أما كرم العلي فيقول: "حضرت ولادة زوجتي دون اتفاق معها ، لأساندها وأشاركها الألم ، ولكن عندما دخلت غرفة الولادة انتابني إحساس مختلط بالقلق والفرحة". وتؤكد سميرة فتذكر أنها تحدثت مع زوجها عن حضوره معها الولادة منذ بداية الحمل ، فوافق واعتقدت أنه مجرد كلام ، وفوجئت بوجوده في غرفة الولادة وشعرت لحظتها بالأمان وقدرت له وقوفه بجانبي لاهم واسعد واصعب اللحظات .
أن حضور الزوج الولادة له العديد من المزايا التي تساعد على سهولة وسرعة ونجاح عملية الولادة ، حيث يبث فيها الزوج الثقة ويغمرها بكلمات الحب التي يقولها بصدق في تلك اللحظة.
طبيبة اخرى تقول أنها تسمح للزوج بالحضور ، وما عليه الا ان يتحكم في أعصابه ، بحيث يقوم بدور فعال خلال عملية الولادة ، و ضرورة أن يقف الزوج بجانب رأس زوجته ، و لا يسمح له بالتجول في الغرفة حتى لا يحدث اضطرابا في أداء الفريق الطبي ، و إذا لم تتحقق الشروط السابقة ، فلا داعي لحضور الزوج ، فإذا أراد الدخول لمجرد الفضول ، فلا يسمح له بذلك.
بين القبول والرفض
ان الزوج أعلم بزوجته من أي شخص آخر ، ويستطيع أن يقدم لها الدعم والمساندة النفسية ، والتي لها بدون شك مفعول السحر ، حيث تزداد الزوجة حبا وتعلقا بزوجها ، ومن ثم شجاعة وقوة وقدرة على الولادة.
احد استشاري الطب النفسي ، يقول أن المرأة تستطيع أن تطلب من زوجها ما لا تستطيع طلبه من الطبيب أو الممرضة ، كما أن حضوره يزيد من تقديره لزوجته ، مما يؤهله نفسيا للمشاركة في رعايتها والعناية بمولوده ، وخصوصا في فترة النفاس والرضاعة ، فينشأ بينهما دفء وترابط أسري ، ويصبح للطفل معنى جميل عند أبيه وأمه ، ويشعر كل منهما بقيمته ويحاولان تربيته وإسعاده بكل قوتهما.
وأن ما قيل عن أن حضور الزوج ولادة زوجته قد يسبب له صدمة نفسية وتقلب مشاعره ضدها ليس حقيقيا ، كما أن رغبته الجنسية لا تتأثر كما يدعي البعض ، لكن على الزوج ألا يخجل من مشاركة زوجته وعلى الزوجة ألا تنزعج إذا رفض زوجها حضور ولادتها ، لأنه يكون لسبب بسيط ، وهو عدم الاعتياد على فكرة دخول رجل أثناء ولادة زوجته ، أو لأنه يخاف من مجرد دخول أي غرفة عمليات.
إن حضور الزوج عملية الولادة لم يتكرر كثيرا في الدول العربية ، فالقليل من الأزواج يطلبون حضور ولادة زوجاتهم لما فيها من جرأة أو لأنه لم يعتد على ذلك.
فهي فكرة غريبة بعض الشيء عن مجتمعاتنا ، فيما تعتقد المدارس الغربية أن حضور الزوج لعملية الولادة شيء أساسي يطلبه الطبيب أولا ، كما يشعر الزوج بأن ذلك واجب عليه ويفرح كثيرا عندما يحضر لحظة خروج ابنه للحياة ، فترفض حضور الزوج ولادة زوجته لما قد يسببه من مشاكل ويحدث أيضا ارتباك في أداء الطبيب ، وخصوصا إذا كان الزوج عصبيا ومندفعا ، وقد يكون عاطفيا فيغمى عليه لمجرد رؤية الدم أو سماع صراخ زوجته ، وتكون النتيجة أن ينهار بالبكاء والصراخ هو الآخر وتصعب عملية الولادة ، إلا إذا كان الزوج طبيبا فيسمح له بالحضور.
نصائح للزوج
ان اهم ما يميز حضور الازواج لعملية الولادة الطبيعية او العملية القيصرية يساعد على تسكين آلام الولادة بنسبة أكبر من 70%. ، لذلك يجب تعليم وتفهيم الزوج بما سيتم تقريبا داخل غرفة الولادة ، وذلك حتى لا يحدث ارتباك ولا يعوق عمل الأطباء في هذا التوقيت المهم ، وعند الولادة الطبيعية مثلا يقف الزوج بجانب زوجته ، ليأخذ بيديها ويشد من عضدها ويتحدث معها ، كما يجب تدريب الزوج على قول كلمات مطمئنة.
حتى لا يحدث انقباض في عنق الرحم ولا يندفع بسهولة ، فيزيد انقباض الرحم وايضا يشتد الألم عند المرأة ، وهو ما يزيد من فرصة الولادة غير الطبيعية وتكون إما "باستخدام الحقن أو الشفاط أو الولادة القيصرية .
د. جهاد سمور :استشاري امراض النسائية والتوليد