عندما تكون المرأة حاملاً، ترزح تحت ضغوط نفسية وجسدية كبيرة، لذلك عليها أن تخصص وقتاً كافياً لترتاح وتسترخي، فتتخلص بذلك من الأفكار التي تتزاحم في رأسها والآلام التي تثقل خطواتها. إليكِ بعض النصائح المفيدة التي تساعدك على التكيّف مع هذه المرحلة.
أبعدي عنك الهموم
عندما تعلم المرأة أنها حامل، تنقلب حياتها رأساً على عقب وتخطر ببالها آلاف الأسئلة، فتخشى التغيّرات الجسدية والنفسية التي تمر بها وتفكر، مثلاً، في آلام الوضع والتشوهات التي قد تصيب الجنين، كذلك تُضطر إلى مواجهة مسؤوليات جديدة تزيدها توتراً، فيعجز بعض الأمهات عن الخروج من هذه الدوامة. لكن لا تستسلمي لمشاعرك هذه، التي قد تنعكس سلباً على حياتك اليومية وصحتك النفسية والجسدية على حد سواء. ناقشي هذه المسألة مع الطبيب الذي يراقب حملك أو طبيبك النفسي أو زوجك أو إحدى صديقاتك. اضحكي ملء فمك
ما من علاج للاستياء والكآبة أفضل من الضحك، فعندما نضحك، يسترخي جسمنا بسبب إفرازه الإندورفينات، هورمونات تحسّن المزاج وتسكّن الألم وتساعدنا على التعامل مع الضغوط اليومية. علاوة على ذلك، يُعتبر الضحك مفيداً لضغط الشرايين والجهاز المناعي، ويحرّك نحو 30 عضلة، من عضلات الوجنتين حتى البطن. علاوة على ذلك، ينسيك الضحك كل همومك ويجعلك تنظرين إلى الحياة من منظار وردي. إذاً، لا تحرمي نفسك من هذا العلاج النفسي الفاعل، ولمَ لا تقصدين المسرح لحضور عرض فكاهي أو تشغلين جهاز التلفزيون للاسترخاء أمامه ومتابعة مسلسل مضحك؟

أدخلي البهجة إلى حياتك
لا تترددي في تخصيص دقائق لتصفيف شعرك والتبرج قليلاً أو تدليك جسمك بكريم مرطب بعد الاستحمام. صحيح أن هذه الخطوات قد تبدو لك بسيطة، إلا أنها كافية لتمدّك بالنشاط والحيوية وتبدّل مزاجك وتبعد عنك الأفكار السيئة. وعندما تخرجين لشراء الملابس، اختاري الثياب المريحة والألوان الزاهية الفرحة، خصوصاً في فصل الشتاء لأنها تخفف من وطأة الأيام القصيرة وغياب نور الشمس. لا داعي لأن تكوني خبيرة كي تدركي تأثير الألوان في نفسيتك، فالأحمر يمدّك بالطاقة والأخضر يحفّزك على العمل والأزرق يهدئ أعصابك والبرتقالي يجعلك تشعّين فرحاً...

رتّبي أولوياتك
يكفي أن تنظمي حياتك، بما أن الوقت يمرّ سريعاً، حدّدي أولوياتك. إن كنت امرأة عاملة، رتّبي مهامك بدءاً من الأكثر إلحاحاً، هكذا، إن لم تتمكني من إنجازها برمتها، تكونين على الأقلّ قد انتهيت من الأهم بينها. أما في المنزل، فبسّطي حياتك قدر المستطاع، هل من الضروري كي كل الثياب المغسولة؟ وماذا عن وجبات الطعام؟ لا ترهقي نفسك بإعداد الأطباق الصعبة التي يستغرق تحضيرها وقتاً طويلاً. اكتفي بما لذّ وسهُل تحضيره، وتذكّري أن من الممكن تأجيل الأعمال المنزلية إن كنت تشعرين بالتعب والإرهاق، فإرجاء قيلولة بعد الظهر لمسح بلاط المطبخ لا يُعتبر بالتأكيد خطوة حكيمة.

اطلبي المساعدة
قد تحاولين التصرّف بشجاعة وإنجاز الواجبات في المنزل والعمل بمفردك. ولكن من الجيد أحياناً طلب المساعدة، فلا تتردي في الطلب من زوجك أن يساعدك في الاعتناء بالأولاد أو شراء بعض الحاجيات، ولمَ لا تتناوبين أنت وجاراتك على اصطحاب الأولاد إلى المدرسة، أو تسألين أولادك الأكبر سناً القيام ببعض الواجبات المنزلية، مثل رمي النفايات أو ترتيب غرف النوم؟ علاوة على ذلك، استغلي قدر المستطاع خدمات التوصيل إلى المنازل أو عمليات التبضّع عبر الإنترنت.

حافظي على علاقتك العاطفيّة بزوجك
أبقي حياتك الجنسية ناشطة حتى الشهر التاسع، لأن ذلك يساعدك في الحفاظ على توازنك واستئناف علاقة متناغمة بعد الوضع. يحفّز البروجسترون، أحد هرمونات الحمل، الرغبة، وتساهم العلاقات الجنسية في إطلاق كميات من المواد التي تحسّن المزاج، خصوصاً الإندورفينات، فضلاً عن ذلك، تساعدك هذه العلاقات على الاسترخاء والنوم. أما إذا كنت لا ترغبين في ممارسة الجنس، فلا تترددي في إخبار زوجك بذلك، لكن يمكنك الاستمتاع بلمساته الحنونة وكلماته العذبة.

اهربي من الضجيج
لا شك في أن الضجيج يزعجك ويشعرك بالتعب، تفادي ضجيج السيارات في الشارع أو جدل الزملاء باستمرار في المكتب، أما في المنزل، فتخلصي من مصادر الضجيج. شغلي جهاز التلفزيون أو الراديو من دون أن ترفعي الصوت عالياً، أخفضي رنين الهاتف أو المنبّه وضعي قطعاً من المطاط تحت الغسالة لتخففي من اهتزازها. صحيح أن هذه تفاصيل بسيطة، إلا أنها تساعدك على الاسترخاء والعيش بهدوء.

الموازنة بين العمل والحمل
لا شكّ في أن الحمل يضني المرأة جسدياً ونفسياً ويصعّب عليها الحفاظ على نشاطها المهني. إليك نصيحتين مهمتين عليك التنبه إليهما:

- لا تتجاهلي الإشارات التي يرسلها إليك جسمك ولا ترجئي استشارة الطبيب إلى أن تتكرر التقلصات المؤلمة أو تعجزي عن السير بسبب الإرهاق. قد تُضطرين أحياناً إلى مغادرة العمل باكراً، كي تتمكني من النهوض من الفراش في اليوم التالي. لا تدعي الشعور بالذنب يتسلل إلى داخلك، فحملك له الأولوية. فضلاً عن ذلك، لا تتخلّي عن عطلة الأمومة، فهي ضرورية لتركزي اهتمامك على طفلك وعلى فترة الوضع وما يليها من أسابيع مرهِقة.

- لا تثيري استياء زملائك بالإصرار على التحدث عن حملك، فهو في النهاية مسألة شخصية، وأنت لست محور الكون. لا تمضي الوقت في تمسيد بطنك وأنت تنظرين إلى البعيد وكأنك تحلمين. لا تشعري المحيطين بك في العمل أنك لا تأبهين بما يدور من حولك، ولا تشتكي باستمرار من حالات الغثيان والتعب والإرهاق التي تصيبك. صبّي كل اهتمامك على عملك وانجزي المطلوب منك من دون أن ترهقي نفسك.

JoomShaper