خلود الخطاطبة /الرأي
تعد الامراض الرئوية المسبب الاول لوفاة الرضع والاطفال دون سن الخامسة في العالم اذ تسبب بوفاة مليوني طفل سنويا والذي يمكن الوقاية منه عن طريق التطعيم «حسب منظمة الصحة العالمية «.
يصاب 30 مليون انسان بالتهاب الاذن الوسطى سنويا وهو من اكثر الامراض شيوعا بين الاطفال وبكتيريا المكورات الرئوية السبب الرئيسي له كما تعتبر هذه البكتيريا اهم اسباب الامراض الاجتياحية حول العالم كالتهاب السحايا والدم والتهاب الاذن الوسطى والرئة وغيرها.
واثبتت دراسات محلية وعربية ودولية ان كثرة استخدام المضادات الحيوية ينتج سلالات جرثومية مقاومة لها ويحد من فاعلية العلاجات واللقاحات للعديد من الامراض وعلى الاخص الالتهابات الرئوية والتهاب السحايا وتجرثم الدم وهذا يضع عبئا كبيرا على برامج التطعيم في الاردن والشرق الاوسط والبلدان الافريقية كونها الاكثر تعرضا لهذه الامراض لإنتاج لقاحات جديدة ذات فاعلية كبيرة للقضاء على الجراثيم المسببة لأمراض الالتهابات الرئوية ومجموعتها.
رئيس قسم الهندسة الطبية والباحث في علم الجراثيم في الجامعة الالمانية الاردنية الدكتور عدنان اللحام اشار الى وجود مشكلة حقيقية في الاحصاءات العامة في الاردن حول امراض المكورات الرئوية وعلى الاخص السحايا اذ يتم توثيق حالات السحايا دون تحديد السبب.
واضاف هنالك حالات للسحايا الوبائية التي تسببها جرثومة «النيسيريا « وهي فقط الموثقة في الاردن اما حالات السحايا غير الوبائية التي لاتسببها النيسيريا لها العديد من الاسباب ومنها المكورات الرئوية وهذه غير موثقة .ومعروف في العالم ان ثلث حالات الاصابة بالسحايا بسبب المكورات الرئوية.
ويؤكد الباحث الدكتور اللحام على وجود خلل في احصائيات وزارة الصحة المتعلقة بعدد الاصابات السنوية بالسحايا التي تسببها المكورات الرئوية وغيرها من امراض المكورات الرئوية بسبب عدم المتابعة المستمرة للحالات وبسبب التشخيص الخاطىء او غير الدقيق لها.
واضاف اللحام ان عدم الدقة في التشخيص يعود الى استخدام المرضى للمضادات الحيوية قبيل مراجعته للمستشفى وهذا يتسبب بعدم عزل البكتيريا في المختبر وبالتالي يبقى مسبب المرض غير معروف.
واشار اللحام الى ان احصائيات الصحة التي تقول بوجود 7 اصابات سنوية في الاردن بالسحايا التي تسببها المكورات الرئوية «غير منطقية «اذ في دولة متقدمة كالمانيا والتي تؤخذ بها المطاعيم الوقائية للجميع وتقل فيها نسبة استهلاك المضادات الحيوية يصاب فيها 30 شخصا بالسحايا التي تسببها المكورات الرئوية سنويا وهذا يشير الى خلل في الاحصاءات الموجودة في الاردن خاصة في ظل عدم استخدام المطاعيم الضرورية لهذا المرض.
وحسب احصاءات وزارة الصحة فان اعلى نسبة اصابة سجلت للبكتيريا غير الوبائية للسحايا كان عام 2002و 2003 اذ سجلت 22حالة لكل 100 الف شخص مع العلم انها تتسبب ايضا بأمراض تسمم الدم وتجرثم الدم والتهاب الاذن الوسطى.
واكد اللحام أن نسبة الاصابة بالسحايا وتسمم الدم معروفة في العالم 100% بسبب النظام الاحصائي والوبائي الدقيق المتبع، بينما في الاردن تدل احصاءات الكتاب السنوي الصادر عن وزارة الصحة الاردنية على عدم دقته.
ولتقليل نسبة الوفيات والاعاقات خاصة لدى الاطفال في الاردن التي تسببها امراض المكورات الرئوية، يوصي الدكتور اللحام بضرورة اعتماد المطاعيم الوقائية في برنامج التطعيم الوطني في الاردن.
وقال أن مطعوم « البريفنار « هو المطعوم الوحيد المعتمد عالميا للوقاية من أمراض المكورات الرئوية، مشيرا الى انه متوفر الان في القطاع الخاص فقط ويباع باسعار مرتفعة بالرغم من ان غالبية المتوفر منه الان هو بريفنار 7 والذي ادخل للادن بناء على دراسات اجريت عليه خارج الاردن ولكنه الان طور الى بريفنار 13 والذي يغطي أنواع أكثر من امراض المكورات الرئوية ويغطي اربعة امراض رئيسية وهي التهاب السحايا الناتج عن المكورات الرئوية وتسمم الدم وتجرثم الدم والتهاب الاذن الوسطى بنسب معينة.
واشار الدكتور اللحام الى الدراسة التي قام بها حول فاعلية البريفنار 13 في الاردن وتاثيره على عينات غير سريرية، وقال اللحام:» قمت بالدراسة على مدار ثلاث سنوات في محافظتي عجلون وعمان على الاطفال حديثي الولادة الذين يحملون بكتيريا المكورات الرئوية وشملت العينة 1572 حالة واثبتت الدراسة فاعلية المطعوم في الاردن وتوقعت الدراسة انخفاض نسبة الوفيات والاعاقات لدى الاطفال في الاردن بشكل كبير في حال استخدام مطعوم البريفنار13 الوقائي.
و قال اللحام ان نتائج الدراسة نشرت في مؤتمرات دولية في امريكا واوروبا.
واكد أنه في حال استخدام البريفنار 13 في الاردن ستنخفض نسبة الوفيات لدى الاطفال الذين يصابون بالتهابات المكورات الرئوية من 50-70 %.
وتمنى المختص في علم الجراثيم الدكتور عدنان اللحام من الحكومة توفير المطعوم للاطفال في الاردن وادراجه في برنامج التطعيم الوطني لأهميته الكبرى واكد ان اعطاءه للاطفال يعد اولوية قصوى لحمايتهم والحد من نسبة وفيات امراض المكورات الرئوية.
ووفقا لأحدث البيانات توجد اكثر من 90 سلالة من العقديات الرئوية لكن مجموعة صغيرة من هذه السلالات تسبب غالبية الامراض الرئوية وتعد سلالة A19السلالة الرئيسة من الجراثيم المسببة للامراض الرئوية، ومعدلات المرض التي تسببها هذه السلالة آخذة في الازدياد حول العالم واشارت دراسات حديثة الى ظهور سلالات مقاومة للمضادات الحيوية من سلالة 19A.
وقالت الدكتورة نوال الكعبي استشارية ورئيسة شعبة الامراض المعدية للاطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية «الامارات « في تصريح خاص الى «الرأي « ان اللقاحات تقدم وسيلة ناجعة لمكافحة انتشار السلالات المقاومة للمضادات الحيوية من الامراض الرئوية وهذا ما اكدته منظمة الصحة العالمية.
واضافت الكعبي ان مقاومة المضادات الحيوية من المشاكل الخطيرة على الصحة العامة كما تؤثر على الاقتصاد العالمي والمعايير الاجتماعية وحتى المشهد السياسي.
وشددت على ان استخدام اللقاحات الجديدة التي التي من شأنها توفير تغطية اشمل للسلالات الجرثومية الآخذة بالانتشار والمقاومة للمضادات الحيوية لحماية الاطفال من الاصابة على الاخص في البلدان النامية خطوة مهمة في كفاح الدول العربية ضد الالتهاب الرئوي والامراض الرئوية الاخرى، مشيرة الى ان 40% من اسباب التهاب السحايا يعود للمكورات الرئوية .واوضحت بان الالتهاب الرئوي يسبب 5% من وفيات الاطفال دون الخمس سنوات في دولة الامارات العربية المتحدة.
واشارت الى الدور الكبير الذي تلعبة اللقاحات الرئوية في الحد من الاعباء التي تسببها تلك الامراض واكدت حسب دراسات حديثة ان تقديم لقاحات المكورات الرئوية من خلال برنامج تطعيم وطني يحد من النفقات ، كما ان لقاحات المكورات الرئوية تتمتع باثر كبير على الصحة العامة اذ تقلل من معدل انتشار الامراض الرئوية في المناطق التي يتم استخدامها فيها بشكل دوري.
الأمراض الرئوية خطر يتهدد الأطفال .. ولا إحصاءات دقيقة أو حتى منطقية للإصابات
- التفاصيل