الدستور – نداء عواد
يبدأ القلق والمعاناة من جهة الأم؛ خاصة عندما يرفض طفلها الاستجابة لوجبات الطعام الاساسية، حيث بدأت الشكوى بشكل كبير عندما بدأ العام الدراسي، فالوضع الصحي للطفل لا يحدد بكميات الطعام بل بوجبات طعام غنية ومتنوعة يحتاجها جسم الطفل؛ من فيتامينات وعصائر طبيعية وخضراوات طازجة ولحوم ايضا، بالاضافة الى شرب الحليب الذي يعتبر الاساس في هذا العمر، فبهذه الطريقة ينمو الطفل بشكل طبيعي وفقا لمقاييس متعارف عليها للطول والوزن معا.
ومن المهم معرفة ان كل طفل يختلف عن الاخر؛ فثمة اطفال يتمتعون بشهية جيدة، والبعض الآخر يفتقد لهذه الصفة فهم لا يشعرون بالجوع أبدا، فهؤلاء الاطفال يريدون تحفيز ومراعاة ووقتٍ مكثفٍ من جهة الام، باستخدام اطباق وأوانٍ صغيرة ملونة ذات رسومات يحبها الطفل، بالاضافة الى تشجيع الطفل على تناول الطعام بنفسه، واذا امكن جمعه على المائدة بالاطفال الذين يحبهم ويخصهم حتى يتشجع معهم.
ان معظم المقاصف المدرسية مسؤولة عن سمنة اطفالنا؛ حيث إنها لا تتوفر فيها السلع الغذائية المفيدة لتغذية الاطفال، فهذه المقاصف تتعامل مع اطفالنا من جهة الاستثمار فقط، متناسية التغذية المهمة والضرورية التي تمد صحة اطفالنا بالطاقة بدل المخاوف التي تنتاب بعض الاهالي تجاه اطفالهم من كثرة الامراض، ويعود ذلك للتغيب عن المدرسة وضياع الدروس المدرسية عليهم.
مخاوف
سمية ام لطفل في الصف الاول الاساسي تقول: ابني يعاني من ضعف في الشهية، بالاضافة الى نقص الحديد، وبكل ما احمل من مسؤولية تجاهه كأم، فانني اهيىء له التغذية الصحية كل يوم من عصائر طازجة ولحوم وفواكه، بالاضافة الى الفيتامينات التي توصف من خلال طبيبه، اكتملت مصيبتي عندما بدأ العام الدراسي حيث بدأ يعيد الساندويش والعصير وحبة الفاكهة التي توضع كل يوم في حقيبة المدرسة، وكان الحل الوحيد هو ان طفلي يصحو مبكرا عن العادة حتى يكسب وجبة الفطور في المنزل وامام عيني.
مرض
بينما اكدت صفاء والدة الطفلة عبير : منذ بداية العام الدراسي وابنتي تعاني من كثرة مرضها، وعندما راجعت الطبيب افادني بان اتتبع الطعام الذي تأكله الطفلة، وعندما تتبعت المصدر اكتشفت ان طفلتي تأكل وتشرب كل يوم من مقصف المدرسة الذي هو غير مهيىء لتغذية مفيدة لاطفالنا بل على العكس فهو مليء بالمشروبات الغازية والشيبس والحلويات التي تسمن ولا تغني من جوع، وحاولت كثيرا منع المصروف عنها لكن دون فائدة فهي طفلة لا تفهم مصلحتها الصحية، وتحب ان تملك المال وتشتري بنفسها كباقي الاطفال الذين حولها.
اما ما اقترحته والدة الطفلة غدير فهو ان تقوم وزارة التربية وبالتعاون مع وزارة الصحة بإعادة توزيع وجبات غذائية صحية يومية على اطفالنا من حليب ورغيف خبز وقطعة من الجبن وحبة فاكهة؛ فهكذا تكمل التربية مسؤوليتها التعليمية المرتبطة بغذاء آمن وصحي لكل اطفالنا.
جزء اساس
تعتبر التغذية جزءا اساسا في صحة الطلاب، وان كثيرا من المشكلات الصحية ترتبط بما يتناوله الانسان من المأكولات والمشروبات، كما تؤثر التغذية في نمو الطالب وقدرته على الاستيعاب والتحصيل العلمي .
وتعد السنة المدرسية مرحلة عمرية مهمة في حياة الانسان؛ ففيها يبني جسمه ويتشكل سلوكه الغذائي وهذا يؤثر ايجابا او سلبا على بقية حياته، والمقاصف المدرسية لها دور مهم في تغذية الطالب الذي يقضي حوالي سبع الى ثماني ساعات يوميا في المدرسة ولمدة اثني عشر عاما. فقد اثبتت نتائج البحوث والدراسات التربوية المتخصصة بان ثمة علاقة وطيدة بين صحة الطلاب ومستوياتهم الدراسية واوضاعهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي، ويحضر معظم الطلاب الى المدرسة دون تناول وجبة الافطار في المنزل وهي اهم الوجبات الغذائية ومن هنا فان المقصف المدرسي ضرورة لا مناص منها؛ لتقديم وجبة الافطار للطلاب الصحية المتوازنة التي يحتاجها الطلاب في هذه المرحلة البنائية من عمر الانسان وتولي وزارة التربية والتعليم جل عنايتها لصحة الطلاب وسلامتهم ويشترك في المهمة الرئيسة، اعضاء المنظومة التربوية كافة .
التغذية الصحية لاطفالنا مسؤولية من...؟!
- التفاصيل