انتفاخ البطن وزيادة الوزن مشكلة تقع فيها السيدات بصفة عامة، وتكون أحياناً دون سبب واضح، تؤكد الإحصاءات أن «امرأة من بين كل ثلاث نساء» مصابة بانتفاخ البطن.
وقد تزداد هذه المشكلة بعد سن الأربعين نظراً لاحتفاظ خلايا الجسم بالماء والهواء بدرجة أكبر اعتباراً من هذه السن.
يتسبب انتفاخ البطن وما يصاحبه من أعراض شعور بالمضايقة وأحياناً الألم، ويمكن أن يكون الألم شديداً حتى أنه يشخص أحياناً على أنه جلطة قلبية.
أسباب الانتفاخ:
يقول الدكتور سيد أحمد عيد البر» مدير الإدارة الطبية بالجامعة الإسلامية» يحدث الانتفاخ نتيجة عن تجمع الغازات في البطن، وهذه الحالة تكون غالباً مصحوبة بخروج ريح كثيرة، وإحساس بالغازات التي تتحرك بالبطن.
يتسبب ابتلاع الهواء في انتفاخ البطن كحالة بلع الهواء المرضي؛ وهي حالة تحدث نتيجة للإفراط في شرب السوائل، خاصة السوائل الغازية ، أو مضغ اللبان أو مص الحلاوة، و هناك بلع الهواء الناتج من كرة بلع الريق؛ فتكرار بلع الريق قد يكون حالة نفسية.. وقد يكون نتيجة لكثرة اللعاب في حالة أمراض الفم والأسنان، وقد يحدث أيضا إذا جف الحلق؛ فيحاول! المريض تلطيفه ببلع الريق.
الإفراط في الأكل يؤدي إلى انتفاخ البطن، والتضخم هنا يحدث في البطن نتيجة لعدة عوامل:
أ- كثرة الهواء المبلوع أثناء التهام الطعام وعب الماء، وقد يتكرع مثل هذا الشخص صناعياً؛ لينفس عن المعدة المرهقة.
ب- يحدث أيضا التضخم نتيجة لتشحم جدار البطن وترهله.
ج- ثم هناك الكثير من الفضلات غير المهضومة من الأكل التي تصل إلى الأمعاء الغليظة؛ فيحدث لها بفعل للبكتيريا تخمر أو تعفن مصحوباً بتكون الغارات.
د- تسبب أدوية المغص وبعض المهدئات الانتفاخ؛ فهذه الأدوية ترخي الأمعاء وتشل قدرتها على طرد الأرياح، وهي بجانب ذلك تسبب جفاف الحلق وبالتالي تكرار بلع الريق.
هـ- قد يحدث الانتفاخ بصورة حادة في بعض حالات المغص الكلوي؛ حيث يفرط المريض في استعمال الأدوية المسكنة لعلاج المغص الكلوي والنتيجة شلل في الأمعاء يؤدي إلى هذا الانتفاخ الخانق.
و- يصبح الانتفاخ حالة مزمنة في حالة الإدمان على الأدوية المهدئة، كما يحدث عند مرضى الجهاز الهضمي؛ حيث يتعاطى المريض أدوية المغص بصفة مستمرة؛ فتكون الأدوية سببا في الانتفاخ، وليس المرض الأصلي هو الذي يسببه.
ز- وهناك المصران المتهيج.. وفي هذه الحالة يسبب القلق النفسي اضطراباً في وظيفة الأمعاء الغليظة، وينتهي الأمر بحدوث هذا الانتفاخ.
حـ- وهناك أيضاً حالة ارتخاء البطن والأمعاء؛ فالسمنة مع عدم القيام بمجهود رياضي، وكثرة إنجاب الأطفال بالنسبة للنساء، أو الأمراض؛ كل هذه الحالات قد ترخى البطن وتهدله.
ط- ويشير الدكتور سيد أحمد عبد البر إلى البحث الذي يؤكد أن كمية الغازات في بطن الإنسان العصبي ثلاثة أضعاف الكمية الموجودة عند الإنسان الطبيعي.
العلاج والوقاية:
ينصح الدكتور سيد أحمد عبد البر مريض الانتفاخ بما يلي:
أ- الاعتدال في الأكل؛ لأن الإسراف في الأكل يسبب النفخة، ويزيد من حالات الانتفاخ الناتجة من أمراض عضوية؛ لأنه يلقى جهداً مضاعفاً من الجهاز المرهق.
2- تحاشي المأكولات التي تربك الهضم، مثل البقول والخضراوات النيئة، مع التقليل من البروتينيات خاصة البيض في الحالات المصحوبة بغازات عفنة.
3- عدم الإفراط في شرب السوائل، خصوصاً المياه الغازية، وأحب أن أقول إن كل زجاجة من المياه الغازية تحتوي على ثلاثة ملاعق من السكر.. وبالتالي فهي قد تكون مصدراً للسمنة، وارتخاء عضلات البطن إذا أفرط فيها.
4- عدم مضغ اللبان وبلع الريق اللاشعوري.
5- تجنب استعمال الملينات؛ لأنها تسبب مع طول استعمالها ارتخاء في عضلات الأمعاء.
6- الرياضة للجسم عامة ولعضلات البطن بصفة خاصة.
7- عدم التعود على استعمال الأقراص المسكنة أو المهدئة؛ لأنها توهن عضلات الجسم بما فيها عضلات الأمعاء التي تتأثر من هذه الأقراص! بصفة خاصة.
* د. محمد احمد حوامده
اختصاصي الامراض الباطنية والقلب