دكتور كميل موسى فرام-
فحص الجهد للجنين.. عنواناً للعناية المثالية
أصبحت سياسة مراقبة الجنين أثناء الولادة عنواناً للعناية المثالية بجهد التعاون بين الطبيب المشرف والممرضة المتخصصة وعبر مراقبة مستمرة بجهاز مراقبة الجنين والذي يرسم مخططا لتذبذب نبضات قلب الجنين وفرص الاستجابة لطلق الولادة أو حركة الجنين بمؤشر الرسم صعودا ونزولاً بمدى يطرح أحيانا فرصا للاجتهاد والتفسير باستخدام أسهم الخبرة والحنكة، ويرافق ذلك تسجيل درجة انتظام انقباض عضلة الرحم بشكل دوري ولفترة زمنية حيث أن عامل الزمن يسمح باقتراب طلقات الولادة (بالدقائق) وزيادة الفترة الزمنية للطلقة الواحدة (بالثواني) مقترنة بزيادة درجة التوسع المرافق لعنق الرحم والتي يمكن الحكم عليها بالفحص الدوري المهبلي. يحتل فحص الجهد للجنين أثناء طلق الولادة مملكة الفنون الطبية وتشريعاتها، والأجهزة الحديثة تقرع جرس الإنذار للخطر المهدد للجنين وكأنها تنطق بدعوة للفريق المشرف بإجراء صحيح لضبط الأحداث، فطلق الولادة يمكن أن يبدأ بصورة ذاتية وضمن أفق المعادلة الهرمونية والمتمثلة بزيادة معدل إفراز هرمون انقباض عضلة الرحم إعلانا لبدء مخاض الولادة بعد اكتمال مراحل الحمل بصورتها الربانية أو يمكن اللجوء إليه بإعطائه بواسطة المغذي الوريدي بتركيز معين وجرعة محددة للبدء بالولادة لظروف طبية، كما يمكن البدء بالمساعدة لإفرازه بصورة ذاتية نتيجة تحريض حلمة الثدي، فاللجوء لصنع الألم يحمل العديد من المبررات والأسباب وربما يكون عنوان ومحتوى لاختبار مدى سلامة الجنين وقدرته على تحمل رحلة الولادة بسبب شكوى الأم من ضعف حركة الجنين أو فقدان الإحساس فيها أثناء أسابيع الشهر الأخير للحمل، فتصميم أجهزة المراقبة التي تثبت على البطن بتناسق يسمح برسم نشاطها على نماذج مخصصة للمهمة لتحلل النتائج بعد فترة مراقبة زمنية ويسبقها تقييما دقيقا للسيدة الحامل يبين أهليتها لإجراء الفحص.

حدوث الهبوط بمعدل
النبضات رسالة لتدخل الطبيب
تحليل النتائج يعتبر مؤشر الحكم على ظروف الحمل ويحتاج للتمتع بالفطرة وتوظيف مهارات الحكمة والذكاء بشعار يمنع الخطأ أو التسرع، وأي كانت الظروف التشخيصية أو العلاجية فإننا بحاجة لتسجيل ثلاث انقباضات رحمية ومراقبة تغيرات معدل نبضات قلب الجنين المرافقة لها، فالنتيجة التي تسجل بملف الحكم بأنها سلبية هي ترجمة لمثالية البيئة الداخلية للجنين وتهدي الأطراف بطاقة استجمام واسترخاء لخلع رداء الخوف لليل طويل ونهار مثالي، بينما تترجم النتيجة الايجابية درجة الإنذار المبكر لبركان قاتل قد ينفجر ويدمر إن لم نتصرف بالتوقيت المناسب، وأسوأها باستمرار انخفاض معدل نبضات الجنين عن المعدل الطبيعي المسجل بالبداية كنتيجة لانقباض عضلة الرحم أو حركة الجنين واستمراره حتى بعد انتهاء فترة الانقباض لعضلة الرحم ولفترات زمنية تزيد ثوانيها عن المعدل الطبيعي كبرهان لقيمة الزمن بالثواني لتحديد مستقبل العمر وبوصلة رياحه، ينافسها بالسوء وخطر حدوث انخفاض ملحوظ بمعدل النبضات وبصورة تلقائية غير مرتبطة بنشاط عضلة الرحم أو حركة الجنين واستمراره، بل هناك صورة تفسر بالتخطيط بحدوث الهبوط بمعدل النبضات وبدرجات متفاوتة مع الحركة أو الانقباض أو بصورة ذاتية لا ترتبط بأي منهما، وهي رسالة بحروف السحر للطبيب بسرعة التدخل لأنقاض الأسير.
هناك أيضا فرط استجابة عضلة الرحم لهرمون طلق الولادة مسببة لانعدام التناسق بين أركان المعادلة حيث أن ذلك الظرف يقلل من معدل التروية الدماغية للجنين لفترات زمنية ويصبح القلب عاجزا عن التعويض، والنتيجة بتسميتها الايجابية هي نتيجة سيئة النتائج بينما فرط الاستجابة بدون الانخفاض عن المعدل الطبيعي يمكن تصنيفه بالدرجة السلبية المحببة للمعشر الطبي، وهناك أيضا النتيجة المحيرة نتيجة بعثرة وخلط بأوراقها وتذبذب العلاقة بين معدل النبضات ونشاط عضلة الرحم وحركة الجنين ليكون الامتحان الأصعب بقرار الطبيب المعالج عن مثالية الخطة التالية بالبرنامج العلاجي، كما أنه قد تكون النتيجة مؤسفة وغير مفيدة لعدم تطابق العلاقة بين أركان التخطيط بعدم تصنيفها بين الايجابي منها أو السلبي أو غير المحدد.
أجزم بدرجة اليقين أننا نحلم جميعا بالزواج والحمل والولادة لتكوين العائلة المثالية، ونحن نختار شريك العمر بدرجة الأحلام على أرض الواقع من حيث الجمال والجذب والثقافة والمهنة والشكل، ونؤمن أننا نخطط لاستقبال أطفال يترجمون أحلامنا لواقع يسعدنا ويثرينا، فالحركة والكلمة والفكرة لأي من الأبناء تحرك العواطف الصامتة وترسم ابتسامة السعادة وتنشر عبير وعطر المحبة، ويحق لهؤلاء أن نصرف لهم استحقاقات أبوية تعاهدنا أن نوظفها لتوفير ظروف السلامة لقطار الحمل بمحطاته، وعلينا أن لا نبخل بل علينا بإعادة ترتيب الأولويات لأن صرخة الطفل بعيد ولادته بلونه الوردي تمثل ترجمة للأمل للواقع، فما أجمل الابتسامة البريئة بعد دموع الاستقلال وللحديث بقية.

المصدرك الرأي
*أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية
استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية

JoomShaper