من المعروف طبياً أن الجسم الأصفر Corpus Luteum (سنأتي على ذكره لاحقاً) ضروري لاستمرار الحمل, ولولاه لما استطاعت البطانة الرحمية, استقبال البويضة الملقحة, والمحافظة عليها لتنمو, ولولاه أيضاً لما استطاع الرحم التوقف عن التقلصات التي تحصل فيه والتي قد تؤدي الى الاجهاض. فالهورمون البروجستروني المفرز من الجسم الأصفر, هو المسؤول عن التغيرات التي تطرأ في الرحم, والتي تحافظ على نمو البويضة الملقحة. ومعروف في علم القبالة ان البروجسترون يزيل التقلصات الرحمية ويمنع الاجهاض, كما هو معروف أن لديه صفات ومميزات أخرى, نذكر منها.
تكبير حجم بطانة وعضل الرحم
ـ تبديل مهم في الامدادات الشريانية والاوردة الدموية وهذا أمر فائق الأهمية لتغذية الجنين.
ـ تخزين السكر والفيتامين C الى جانب تهدئة التقلص العضلي للرحم.
للجسم الأصفر Corpus Luteum دور مهم يلعبه في بدء الحمل. لكن رغم أهميته في احداث الاجهاض المبكر, فهو غير مكتف بذاته, وغير مستقل عن غدد أخرى في عمله فهو كناية عن غدة صغيرة في المبيض, لها حياة غير طويلة ومهمة مختلفة أثناء الحمل والدورة الشهرية, له علاقة وطيدة جداً بغدة تحت المهاد, مما يفسر انتظام الدورة الشهرية عند غير الحامل, لكن في أثناء الحمل فهو يخضع الى الكوريون (قسم من المشيمة) فاذا ما انتقص الجسم الاصفر في عمله, فربما يعود ذلك الانتقاص الى ضعف في افراز الكوريون نفسه لمواد هورمونية خاصة به, تؤثر على الجسم الاصفر.
أما الدور الذي يلعبه النقص في وظيفة الغدة الدرقية فهو معروف في احداث الاجهاض, ذلك لأن هورمون الغدة هذه له أهمية بالغة في تكوين الاعضاء مورفولوجيا (شكلياً).
أما بالنسبة للغدة الكظرية, وافرازها من مادة الادرينالين التي تقلص الرحم خصوصاً عندما تخاف الحوامل من مسببات معينة, فالخوف يكثر من افراز هورمون الادرينالين, انما ردة الفعل تكون بأن يبدأ الرحم بالتقلص مع احتمال حصول الاجهاض من جهة, ونزف في موضع التعشيش بسبب الادرينالين المقلص للشرايين في هذا الموضع بالذات من جهة أخرى.
واخيراً نصل الى الغدة المسؤولة عن مرض السكري في الجسم, انها غدة البنكرياس, هذه الغدة التي اذا ما قل نشاطها أوصلتنا الى الاجهاض.
ما يجب معرفته في الاجهاض الناتج عن مرض السكري, صعوبة تغذية الجنين بالسكريات الضرورية لنموه في البطانة الرحمية المعشعش فيها. فالجنين في بدء نموه, يفضل السكريات لاستهلاكها كوحدات حرارية.
*مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم