* الدكتور جهاد سمور
استشاري امراض النسائية والتوليد والعقم وجراحتها
لا تصبح امرأة بين ليلة وضحاها امًا بل يجب ان تمر ببعض الامور، ومع هذا تسعة اشهر تبدو غير كافية للتحضر للنظرة الاولى ،وللشعور الذي لا يوصف حينما تحضن الام مولودها الاول، فهي لا تصدق ذلك ربما شيئا اخر بين ذراعيها، بين الوجع والسعادة والام، بين الدمعة والابتسامة ، السيدة رنا ، اجدد الامهات تروى قصة في غاية الاهمية. وتعد مثيلاتها بالتحدث عن تجربتها الاولى في أول واغلى يوم بعد الولادة؟.
الفرح يمحو الوجع والتجربة الاولى تكون دوما مختلفة .جميع الامهات اللواتي انجبن اكثر من مرة يؤكدن ان لهفة اللقاء الاول بالمولود الجديد كبيرة وان بقيت قوية مع المولود الثاني او من يليه ، تكون اكثر تميزا ودهشة مع مولودها البكر او البكرية . فمثلا.. رنا الوالدة الجديدة تفرق في الشعور بين ام انجبت طبيعيا واخرى اجريت لها عملية جراحية اقصد (القيصرية)؟
لا احد يعلم ، فحتى المراة التي خضعت للتجربتين معا لا تستطيع الجزم خصوصا وان اليوم بات في الامكان اجراء العملية القيصرية من دون عناء ، ومضاعفات قليلة ، وبنج كامل في شكل يتيح للام رؤية مولودها فور الولادة ، تماما كما في الولادة الطبيعية.

وهناك سيدة من احدى الدول العربية الشقيقة، والتي رات ابنتها فور ولادتها منذ ساعات الولادة وهي تنتظر بفارغ الصبر، راتها مرة اخرى بعد الخروج من العملية، ولكن الطفلة كانت صغيرة الوزن وطلب طبيبها بقاءها بالحاضنة لعدة ايام لاكتساب الصحة والوزن الامثل، ووسط الفرحة والزينة والبالونات واكسسوارت الحفل الغامر في المستشفى تتحدث عن سعادتها وتقول اضطررت ان انجب بولادة مبكرة ( قبل اكتمال الحمل اسبوعه ال40) لذا كانت الامور سريعة ومفاجئة لنا، واول ما فكرت به عندما شاهدت طفلتي الجميلة والشقراء ، ورايت حركة اطرافها وهي تصرخ امام وجهي وبين يدي طبيبتي البارعة قلت ان الفرح يمحو الوجع والدموع اسرع الاحاسيس للقلب ، لقد تحققت سعادتي وسعادة زوجي بقدوم طفلتي.

السيدة (س،م ) وعمرها 34 سنة ، كنت طيلة الحمل افكر وانا خائفة جدا من الولادة ، لانني تزوجت وعمري 33عاما واعلم جيدا ما هي مشاكل ومضاعفات الولادة للبكرية بهذا العمر ، ولكن عندما وضعت ابني على صدري تطور الاحساس الى شيء بعيد عن الاكتئاب والخوف الى شيء خاص وجميل ومميز . برايي ان احساس الامومة لا يتولد بمشاهدة الوليد اول مرة ، الشعور بالمسؤولية اتجاهه يطغي اولا ومع الوقت يتعلم الانسان ان يصبر لتكبر العلاقة بين الام ومولودها .

اما (رويده) وام لتوأم ، الذكر سبق الانثى ، تقول ودموع الفرح تغمر عينيها ان الله الحكيم يكرم سائر الامهات الجديدات بكرمه وعسى يكون شعور اليوم الاول مقدمة سعيدة لهن وخاصة في الايام الثقيلة بعد الولادة ( النفاس ) بامومة جوهرها محبة الانسان الفائضة الى الابناء.

سيدة أخرى بحكم عمل زوجي بالاردن كان المفروض ان انجب هنا ، وفعلا بعد عملية قيصرية وتحت التخذير النصفي (انا رغبت بذلك وطبيبي انصاع لطلبي)، وكنت اسمع حديث الاطباء ومساعديهم اثناء العملية، وفجاة سمعت صوت طفلي يصرخ للمرة الاولى فادركت انه هو ايضا يتألم، حين وضعوه امام عيني قلت له بعفوية اهلا اهلا يا باشا، صباح الخير، فصلحتني الممرضة نحن بالمساء، فقلت له مرة اخرى، مساء الخير، لكنه وبعد بكاء مستمر هدأ وفجاة وكأنه تعرّف الى صوتي، لا اعلم بما شعرت تحديدا ، وبدات ارتجف، ثم طلبت ان يعيدوه لاني

لم ارغب بان يراني ابكي ،واخذوه وتابعت بكائي في صمت.

بعد خروجنا من المستشفى معا وبصحة جيدة، علمنا لماذا كنت انا وطفلي نبكي، هو يبكي خوفا من الاطلالة الاولى بحياته، وانا ابكي فزعا وخوفا على اطلالتي الاولى كام، ولإن اللغة بالعربية صعبة جدا ومتكسرة للام، حيث فهمنا منها انها تطلب حمام الطفل، لكن القابلة المتمكنة وباللغة الانجليزية بلغت الام بان الماء والملح والريحان جاهز من اجل استحمام الضيف الجديد.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.