غدير سالم  -
..في صحوة اليوم العالمي للسكري ، اليوم الذي حدّده كل من الاتحاد الدولي للسكري ، ومنظمة الصحة العالمية لإحياء عيد ميلاد «فريديريك بانتين» الذي أسهم مع» شارلز بيست «في اكتشاف مادة الأنسولين في عام 1922، علماً بأنّ تلك المادة باتت ضرورية لبقاء مرضى السكري على قيد الحياة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية يوجد حالياً 366 مليون شخص يعيشون مع مرض السكري ، وقد يرتفع إلى أكثر من 550 مليون نسمة بحلول عام 2030.
ثلاثة أطباء من مختلف التخصصات، انبروا مع» ابواب-الراي « في توعية الناس لمعرفة تأثير السكري على الأسرة ،خصوصا المراة والاطفال وأثاره عليها من جميع النواحي ،الصحية والنفسية والعصبية.
يؤثر على الأسرة من النواحي كافة
أخصائي الأمراض الباطنية الدكتور « عادل حمزة « تحدث حول أثر السكري على العائلة قائلاً :» يؤثر مرض السكري على الأسرة من كافة النواحي ، من خلال الإلتزام بنوعية معينة من الطعام ، عدا عن التكلفة المالية المرتفعة على الأسرة بسبب المراجعات والأدوية ، وفي حالة أن المريض موظف فيترتب عليه غياب متكرر عن العمل ويؤثر على دخل الأسرة ، بالإضافة إلى أن المعاناة المرضية والمضاعفات تحتاج إلى رعاية خاصة من قبل الأسرة ومراقبة للعلاج بشكل منتظم «.

المراة الحامل والسكري
استشاري النسائية والتوليد والأستاذ المشارك في كلية الطب بالجامعة الأردنية الدكتور «كميل فرام « تحدث فيما يخص السكري وآثاره على المرأة الحامل قائلاً :» يعتبر السكري من أحد العوامل التي تمنع حدوث الحمل ، وفي حال حدوث الحمل فهو من العوامل المؤدية إلى الإجهاض وعدم إكتمال الحمل «.
وأضاف :» حدوث السكري يؤدي إلى اضطراب في وظيفة الجسم المناعية ، ويصبح عرضة للأصابة بالإلتهابات الفطرية، ويؤدي أيضاً إلى التأثير على حياة المرأة والجنين أثناء الحمل ، ومع ارتفاع السكر يؤدي إلى ولادة مبكرة ، أي قبل إكتمال مرحلة نمو الجنين «.
وأوضح فيما يخص اضطراب السكر بأنه : « يزيد من وزن الأجنة ، ويؤدي إلى تضخم في عضلات الجسم بسبب ارتفاع مستوى الأنسولين ، الذي ينتقل للجنين من خلال المشيمة ، فيصبح هناك تضخم في جميع الأنسجة والخلايا ، فيخلق الجنين ولديه زيادة عن الوزن الطبيعي ، وعقب الولادة مباشرة يصبح لديه هبوط في مستوى السكر ويدخل في غيبوبة ، عدا عن حدوث التشوهات الخلقية للجنين «.

القلق الشديد والإكتئاب
اختصاصي الطب النفسي والعلاج السلوكي الدكتور « نايف ارشيدات» تحدث عن نفسية مريض السكري كبيراً و صغيراً قائلاً :» السكري يصيب الأطفال بأعراض هذه الأعراض تؤثر عليه وتتطور ، لتصله إلى الإكتئاب ، وهذا الأمر يؤدي إلى التأثير على الأسرة بأكملها ، فالمرض لا علاج له عند الأطفال سوى الإبر 3 مرات يومياً ، فهذا يؤدي إلى حدوث قلق شديد وانطواء واكتئاب للطفل ، خاصة إذا كان الطفل بنت فيؤثر عليها كون لا أحد قد يتقدم لها «.
وأضاف فيما يتعلق بآثار المرض على الكبار :» مرض السكري للكبار قد يسيطر عليه من خلال الحبوب ، ولكن يختلف الكبير عن الطفل بأنه قد يحمل إرادة قوية من خلالها يتحدى المرض ، أما في حال ضعف الإرادة وعدم اتباع تعليمات الطبيب المعالج ، فهذا يؤدي إلى مضاعفات و تأثير على كامل الجسم ، ويشكل في النهاية الى مرض نفسي وانطواء واكتئاب لأن المريض يستسلم للمرض».
وتحدث عن كل من يقول بأنه يأخذ الدواء ويأكل ما يريد فهذا كلام لا أصل له من الصحة ، لأن الدواء فقط يخفف من المضاعفات .

علامة حيوية بالدم
يذكر ان باحثين من جامعة سويدية تمكنوا من التوصل لعلامة حيوية بالدم يمكن أن تشير الى الأشخاص المعرضين للإصابة بالسكري من النوع الثاني قبل أعوام من ظهور المرض.
فقد قام فريق البحث بقيادة أندرياس روسنجيرن بمقارنة خلايا (بيتا) المنتجة للأنسولين عند الأشخاص الذين يعانون السكري بالأشخاص الأصحاء ، ووجد الباحثون أن الخلايا عند الأشخاص الذين يعانون السكري لديها مستوى عال من بروتين «سفارب4» الذي يلعب دوراً في التهابات الجسم.
وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين يسجلون زيادة في البروتين بالدم يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكري خلال خمس سنوات وذلك خمس مرات أكثر من الأشخاص الذين لا يعانون زيادة في هذا الفيتامين، ما يجعل هذا البروتين علامة خطورة قوية تظهر في دم الشخص قبل أعوام من تشخيص مرض السكري.
ويعتقد الباحثون أن هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها العلماء لصلة بين هذا البروتين وبين مخاطر الإصابة بالبول السكري، وينصحون بشرب كميات كبيرة من المياه المعدنية يومياً لتجنب امراض الكلى ومخاطر الاصابة بالبول السكري.
ويبقى شعار الحملة العالمية للتوعية ضد أمراض السكري: معا يمكننا إحداث فرق!

JoomShaper