تؤثر الاورام العضلية الرحمية (الليف الرحمي) على الالقاح وعلى سير الحمل والولادة وفترة النفاس، فبالنسبة للالقاح قد تكون الليفية الرحمية عائقا لحدوثه الا ان ذلك ليس حتميا، اذ ان منع الليفة للحمل يتعلق بالمكان الذي تتوضع فيه، فالليفة المتوضعة بحذاء الفوهة الرحمية للبوق يمكنها ان تشكل هذا المانع.
من الانصاف، وكما اطلعتنا المشاهدة وعلمتنا الخبرة، الا ننسب الى الليفة الرحمية اسباب الاجهاض دوما. ولقد قام الاطباء بتوليد كثير من الحوامل اللواتي يحملن ليفات ضخمة وانجبن اطفالا بصحة جيدة دون صعوبة لكن بصورة عامة، تكثر المضاعفات عند الحوامل المصابات بالليفة عنه عند سواهن. فالليفات الداخلية والنامية في جدران الرحم، هي عامل مهم في ولادة الخداج وعامل مهم ايضا في ازدياد صعوبة الولادة. ومن جراء الليفة قد يولد الجنين من رجليه او مؤخرته (مجيء متعسر). او قد لا يستطيع الانزلاق في ممر الحوض نظرا لوضعه بالعرض بدلا من الطول، مما يستوجب اجراء العملية القيصرية، ولا ننسى ايضا النزف الذي قد يحصل قبل الولادة خاصة في الشهر السابع من الحمل.
فالورم الليفي يجبر المشيمة على النمو في غير مكانها الطبيعي، أي بجوار الفوهة الداخلية لعنق الرحم، مما يعرف بالمشيمة المتقدمة على الجنين، ومن الاخطار المتوقع حدوثها بعد الولادة النزف الرحمي بسبب اضطراب التقلص الرحمي جراء الورم الليفي. يعتبر تحلل الليف degeneration من الحالات النادرة في الحمل، فالذي يحدث هنا هو اصابة الليف بالالتهاب الذي يحصل عادة عند منتصف الحمل، ليصبح ودون سابق انذار في غاية الحساسية والالم، هذا وقد تزداد حدة هذا الالم في البطن بحيث يصعب احيانا الوصول الى تشخيص مصدره. اما العلاج فيتلخص باعطاء المسكنات والعقاقير المضادة للالم مع راحة سريرية تامة.
حقيقة، ونادرا ما نشاهد وجود الليف الرحمي الذي هو أكثر شيوعا فوق سن الخامسة والثلاثين مع الحمل، نظرا لان معظم أعمار الحوامل يقع عادة تحت سن الثلاثين مع كل هذا نلاحظ احيانا وجود الليف عند حوامل تحت سن الثلاثين.
اذا كانت المرأة تعلم مسبقا انه يوجد عندها ليف رحمي يجب عليها استشارة الطبيب المختص قبل الشروع في تخطيط الحمل، وفي العادة تستأصل الليفة الكبيرة التي تسبب اعراضا مرضية للمرأة والتي يرى الطبيب فيها خطورة على الحمل.
*مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم