الرياض ـ لها أون لاين
قال باحثون أوربيون: إن الأطفال الرضع لديهم حالة وعي للبيئة المحيطة بهم، تشبه تلك الموجودة لدى البالغين، تبدأ منذ سن خمسة أشهر.
وقام الباحثون بمراقبة نشاط الخلايا العصبية لـ80 طفلا رضيعا أعمارهم خمسة أشهر، وعشرة أشهر، وخمسة عشر شهرا، بمساعدة جهاز لتخطيط موجات الدماغ، قام بقياس الوقت الذي تستغرقه الردود الكهربائية لأدمغتهم، عندما يتم عرض صور لوجوه أمامهم لفترات زمنية متفاوتة.
وأظهرت دراسات أجريت أخيرا أن الدماغ يتفاعل على مرحلتين، عند الإدراك الحسي لحدث خارجي، بحسب معدي هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلس ساينس الأمريكية عدد أبريل الجاري، وخلال أول 200 إلى 300 ميلي ثانية، التفاعل كان غير واع بتاتا، وترافق مع نشاط للخلايا الدماغية متزايد بشكل مستمر بحسب مدة عرض الأغراض المحسوسة.
وفي مرحلة ثانية متأخرة أكثر، بعد 300 ميلي ثانية، يبدأ الرد الواعي، بحسب بصمة إلكترونية خاصة للدماغ، لكن فترات العرض الطويلة وحدها تسمح للصور بالوصول إلى هذا الحد من الرد الكهربائي الذي يعتبر علامة للوعي من الخلايا الدماغية.

وبحسب وكال الأنباء الفرنسية فقد لاحظ الباحثون أن كل المجموعات العمرية للأطفال الرضع، أبدت ردة فعل متأخرة كما يحدث مع البالغين، ما يؤكد "البصمة العصبونية لحالة الوعي"، ويأتي هذا الرد بتأخير أكبر بكثير، إذ لا يظهر إلا بعد ثانية على الأقل لدى الأطفال الأصغر سنا.

وبحسب هؤلاء الباحثين، تكشف هذه النتائج أن الآليات الدماغية لوعي الإدراك الحسي موجودة منذ الصغر لدى الأطفال الرضع إلا إنها بطيئة نسبيا، وهذا التفاعل الواعي تتسارع وتيرته تدريجا بعدها خلال مراحل النمو.

كما تقدم هذه الأعمال علامة محتملة لتقييم القدرة على الإدراك الحسي لدى الأشخاص المرضى أو الذين يفقدون القدرة على التواصل الشفهي جراء حادث.

وأشار الباحثون أن نتائج هذه الدراسة يمكن أن  تساعد الأطباء على فهم أفضل لإدراك الألم وآثار التخدير لدى الأطفال، وهما مجالان لا يزالان يحتاجان لمزيد من الفهم.

JoomShaper