ترجمة: إيمان سعيد القحطاني -لها اون لاين
المصدر: verdick.org
يشعر العديد من علماء النفس ومن العاملين في قطاع التربية والتعليم بالقلق حيال تأثير الانترنت على النمو الاجتماعي والفكري والجسدي على الأطفال. ووفقا لدراسة وجد أن المراهقين يستخدمون الإنترنت أكثر من أولياء أمورهم. وبالنسبة للمراهقين فغالبا ما يكون الاستخدام الرئيسي لهم ينحصر على الألعاب والصوتيات والتعرف على أشخاص جدد.
تأثير الإنترنت على النمو الجسدي
في مرحلة الطفولة المبكرة تتضح الحركة الجسدية متوافقة مع ملاحظة التفاعل الاجتماعي (بيرس 1999). وتعتبر الاستفادة من خبرات الجيل السابق تجربة مهمة جدا في مبادئ النمو، مثل الحوار وعلاقة الأثر بالسبب. لا يوجد دليل على أن الحركة الافتراضية ستولد نفس المهارات العقلية وقوة الشخصية مثل تلك التي تنتج من الحركة الجسدية.
يحتوي الانترنت على إمكانية دخول سهلة وسريعة لكمية كبيرة من المعلومات. ففي مرحلة الطفولة المبكرة أصبح الأمر عادة عند الأهل لتحديد مصدر المعلومات التي يحصل عليها الطفل من خلال تيسير الرسائل وتسلسل المحتوى. ونظرا للأثر السلبي لكمية المعلومات الزائدة التي يحصل عليها بعض البالغين، مثل متلازمة زخم المعلومات، فكمية كبيرة من المعلومات قد تسبب للطفل أو المراهق تشوش وشعور بعدم التوازن الجسدي والمعرفي (بيرس 1999).
تأثير الإنترنت على النمو الفكري
لا يوجد قانون مترتب على ماهية المواد والمعلومات المنشورة على الإنترنت، ولا من طريقة للتأكد من مصداقيتها. ويعتمد الصغار على البالغين لإعطائهم الضوء الأخضر لمشاهدة مادة ما أو الاستماع لها أو الشعور بها. وتتمثل العواقب التي يواجهها الأطفال بسبب ما شاهدوه على الانترنت من جعلهم أقل قدرة على التمييز بين ماهو واقعي وماهو غير ذلك كما أنهم غير قادرين على تطبيق الواقع في العالم الافتراضي.
ويرى البروفيسور جيمس كولنز ـ وهو متخصص في الكتابة وطرق التدريس في جامعة نيويورك ـ أن العديد من المشكلات التعليمية تتمحور حول مدارس الأطفال التي تتيح الدخول للانترنت بشكل غير مقنن. فالطلاب الذين يعانون من مشاكل في مواد الكتابة يتخذون الغش وسيلة لعمل مشاريعهم البحثية. إضافة إلى مشاكل الإملاء واستخدام عبارات عامية بسبب التعود على استخدامها في برامج التواصل. ولاتعد هذه التأثيرات السلبية تهديدا كبيرا على الأطفال فقط، بل على طلاب الجامعة أيضا.
تأثير الانترنت على النمو الاجتماعي
يمكن للإنترنت أن يثري عقول الأطفال، ويصبح وسيلة تساعد على العمل الإبداعي والثقافي مع الآخرين. ورغم ذلك فعند إساءة استخدام الانترنت يمنع الطفل من القيام بنشاطات اجتماعية، كالواجبات المدرسية والمنزلية، وقضاء وقت مع الأسرة والأصدقاء.
ويعتقد بروفيسور العلوم السياسية مايكل أ. وينستن أن مستخدمي الانترنت سيخسرون ذكائهم ومهاراتهم وصبرهم بخصوص الارتباط بعلاقات اجتماعية في هذا العالم المادي، إضافة إلى ذلك فهناك قلق شديد من تزايد المواد غير اللائقة، مثل: العنف، والتحيز، والكراهية، والألفاظ النابية، والمواد الإباحية. فالإنترنت يعطي الأطفال وسيلة سهلة للحصول على أي معلومات. وتسبب الإباحية التي قد يتعرض لها الطفل عبر الانترنت ضررا بالغا، كالتعرض للتحرش أو تعلم الجنس بطريقة خاطئة، ووجود طرق عديدة لابتزاز أطفال آخرين. وقد كافحت العديد من المجتمعات لتنظيم مصادر المواد الإباحية على شبكة الإنترنت، وبالتالي تطبيق قوانين صارمة عليها.