الرابطة الأهلية لنساء سورية

من العجب أن نتابع إصرار بعض العاملين والعاملات  على الأجندة الأمريكية المعولمة أن يطالبوا بإصرار برفع الكفالة الاجتماعية عن المرأة تحت عنوان استقلال المرأة والانتصار لها!!
ويعيبون على قانون الأحوال الشخصية أن يقرر أن نفقة المرأة غنية كانت أو فقيرة على زوجها. ويسخرون من تقرير هذا القانون أن نفقة البنت ثابتة حتى تتزوج على أبيها وأخيها وما يليهم من عصبتها،في حال غيابهم وعجزها عن الإنفاق على نفسها.

حقيقة أن المرأة تظل مكفولة من ساعة الميلاد حتى ساعة الوفاة وفق قانون الشريعة القائم على التكافل والتراحم والتواصل يغيظ القوم هؤلاء؛ ولكن لماذا؟! لعلنا ببعض التأمل ندرك ما وراء الأكمة أو نكتشف طبيعة الخبء الذي يعمل عليه القوم في الليل والنهار.
حسرة هؤلاء أن المرأة المحمية المكفية المصانة لا يمكن الوصول إليها، أو استغلال حاجتها وفقرها وجوعها لتوظيفها في سوق أجندتهم المريبة على الطريقة التي يزينها بعضهم لبعض.
هم دائما يلقون على المرأة أحاديث الاستقلال والاعتماد على الذات والاستغناء عن الأب والأخ والزوج والدخول في ميدان المنافسة في ظل قانون السوق الذي لا يرحم والذي يباع فيه كل شيء. كل شيء!! في واقع مثل واقعنا يسوده الفساد والكساد والبطالة السافرة والمقنعة، وتعجز فيه الحكومات لأسباب بعضها موضوعي وبعضها مصطنع عن تقديم أي نوع من أنواع الضمان أو التأمين للفرد- ذكرا كان أو أنثى – فتتركه في العراء يواجه رأسمالية فاجعة. في ظل هذه المعطيات يزين هؤلاء  للمرأة الغرور، ويدعون إلى تحطيم منظومة القوانين التي توفر مظلة الضمان الأسري للمرأة حتى تُلقى وحيدة في العراء والشقاء ليجعل منها سماسرة الإثم هؤلاء صيدا لتحقيق برامجهم وأهدافهم.
وأكثر ما يوسوس به هؤلاء في أذن المرأة الحديث عن حظ الذكر وحظ الأنثيين قافزين عن حقيقة أن الرجل الذي نال في شريعة العدل حظا إضافيا تحمل بنفس الشريعة أعباء إضافية تعادل وترجح في بعض الحالات ما ظفر به. لا يترك الأب الموروث في جميع الحالات ثروة تقتسم بل يترك في غالبها تبعات وأعباء يرثها الأخ بكل حنو وعطف ويقوم على سائر أفراد أسرته بما توجب عليه الشريعة والأخوة والكرم...
إن عدالة الشريعة وسماحتها لا تمنع المرأة زوجة كانت أو بنتا أن تبادر إلى الانخراط في أي عمل كريم لا يخدش أنوثتها، ولا يكون على حساب دورها كأم أو زوجة. وعدالة هذه الشريعة لا تحول بين هذه المرأة الكاسب أن تشارك في نفقة بيتها أو في مساعدة من يعيلها بالمعروف.

 

JoomShaper