القاهرة منير أديب
المرأة دائما مرمى لسهام الأعداء؛ والمؤتمرات وسيلة هذه السهام نحو تغيير الأمة الإسلامية، فهذا مؤتمر السكان بالقاهرة وذاك مؤتمر بكين وغيرها من المؤتمرات التي ترفع شعارات براقة ولكن هدفها واضح وإن تعددت شعاراتها أو تلونت، وبين هذه المؤتمرات يقع العرب والمسلمون أسرى لهذه الشعارات، فتارة بالخداع وتارة بالجهل وتارة أخرى بالتضليل، والآن نشهد عقد أول مؤتمر إسلامي علمي بالبحرين يناقش قضايا المرأة من منظور إسلامي، ويطرح اتفاقيات ومؤتمرات المرأة الدولية وأثرها على العالم.
حول هذه القضايا وغيرها وإمكانية تفعيل توصيات مؤتمرات المرأة من وجهة نظر إسلامية، واستنساخ مثل هذه الأفكار أجرينا حوارا مع الدكتورة حنان زين مدير مركز السعادة للاستشارات والتنمية الأسرية فإلى نص الحوار.
• في البداية كيف ترون مثل هذه المؤتمرات و الدور المناط بها؟
• هذه المؤتمرات مهمة وضرورية، فنحن نعاني معاناة شديدة وقاسية من قلة المؤتمرات التي توضح وجهة النظر الإسلامية، في الوقت الذي تنتشر فيه المنظمات الحقوقية الغربية بما تحمله من أجندات فاسدة، والتي تهدف لطرح أجندتها قصرا على حساب قيمنا وديننا.
• وما أهميتها في الوقت الحالي من وجهة نظرك؟
• هذه المؤتمرات تجلي الصورة أولا أمام المسلمين الذين وقعوا أسرى لوجهة نظر واحدة، وأصبحوا بعيدين تماما عن تخيل حجم المؤامرات التي تحاك لهم بالليل والنهار وأبعاد هذه المؤامرات؛ وأستطيع أن أقول لك أن هذه المؤتمرات مهمة بشكل كبير؛ لأنها تطرح وجهة النظر الإسلامية وتدافع عن قيمنا.
• ما الإشارات التي يمكن أن نفهمها من عقد هذا المؤتمر؟
• هناك ملاحظة رئيسية لابد أن نلتفت إليها وهي قلة المؤتمرات التي ترسم وجهة النظر الإسلامية وتطرحها أو حتى التي ترد على مثل تلك المؤتمرات التي تتبنى وجهة نظر الغرب، أو حتى تناقش قضايا المرأة بصورة واقعية، وتكمن أهمية مؤتمر المرأة في البحرين أنه مؤتمر متخصص وعالمي إذ يعقد على مستوى عالمي ويجمع متخصصين من مختلف البلدان وإن كانت حجم الدعاية للمؤتمر ضعيفة للغاية.
• وما المأمول من هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات الإسلامية من وجهة نظرك؟
• نتمنى أن تخرج هذه المؤتمرات بعدة توصيات يكون هدفها التطبيق، وأن تتحقق فعلياً على أرض الواقع وأن تساهم بشكل إيجابي في التوعية، كما نتمنى أن تصاحب عقد هذه المؤتمرات حملات إعلامية تروج للأفكار الإيجابية التي تناقش داخل ردهاته.
• كيف يمكن تطبيق التوصيات الناتجة عن هذا المؤتمر بشكل عملي؟
• أي مؤتمر لابد أن يكون له خطابين، أحدهما موجه لمؤسسات المجتمع المدني، والأخر موجه للجهات الحكومية وأن تكون هناك خطة عمل لا تقتصر على مجرد عقد المؤتمر والإعداد له، ولكن تمتد لما بعد المؤتمر وأثناء انعقاده، هناك معايب كثيرة تقع فيها هذه المؤتمرات كأن يبذل أصحابها الغالي والنفيس من الوقت والجهد والمال فيقولون ما يقولون ثم ينتهي كل شيء بعد ذلك دون تفعيل التوصيات العملية والتعامل معها.
• وكيف يمكن إلزام الجهات الحكومية بتوصيات هذه المؤتمرات؟
• الإلزام يأتي بمخاطبة هذه الجهات والمطالبة بتصحيح الأوضاع والتحذير من مخاطر الأوضاع الحالية ونشر التوصيات على مدى أوسع وأهم.
• ولكن تبقى مجرد مطالبات تقبلها الجهات الحكومية أو ترفضها؟
• هذا حقيقي ولكن يجب أن يكون هناك رعاة يكون جل همهم الترويج لهذه التوصيات وبحث آليات تطبيقها، ولذلك أقول المشكلة ليست في عقد المؤتمر أو تنسيق الجهود لعقده، وإنما تمتد لما بعد المؤتمر من خلال تنفيذ ما ورد في التوصيات.
• يعد هذا المؤتمر الأول من نوعه فما رأيك بالأفكار التي سيقدمها؟
• يتميز هذا المؤتمر في كونه الصوت الإسلامي وسط الشواذ من الأصوات التي ترتفع باسم حقوق المرأة والطفل تارة، والدفاع عن المرأة والطفل تارة أخرى، فلاشك أن الأفكار المنبثقة عنه سوف تعبر عن رؤية الإسلام الحقيقية للمرأة ومن خلالها سوف يكون هناك رد عملي على الأجندات التي يطرحها الغرب من أجل القضاء على المرأة، فضلا عن أنه سوف يمثل الركيزة الأساسية لمؤتمرات أخرى تلتقط الخيط وتسير في نفس الاتجاه.
• أخيرا، ما الأجندات التي تطرحها المؤتمرات الغربية التي وردت في حواركم معنا والتي تسعى لتطبيقها؟
• أجندة هذه المؤتمرات واضحة، والهدف منها واضح من خلال مقرراتها، وخلاصة هذه المؤتمرات القضاء على المرأة نهائيا أو قل القضاء على المجتمع ممثلا في المرأة، ولذلك فمن المهم الوقوف من خلال حائط صد لهذه الأجندات الغربية من خلال مؤتمراتنا التي تؤصل للفكرة وتدافع عنها.
أخبار لها