شهد ناصر
لم يعد شبر التطوّرات النفسيّة والتقلّبات عصيّة التنبؤ في الحياة الزوجيّة من الأمور السهلة التي تقاس في كلّ حين، كما لم تعد أطر التعاملات غير المحدودة بين الزوجين أطراً مقصورة على طول وعرض ثابتين ، وما يتعسّر على النفس الاهتزازات العنيفة وغير العنيفة التي تصيب أرض الزوجيّة فتنكث المصمت منها ولا تعتدّ بزمن تؤخذ احتياطاته تبعاً لحدوثه، وهنا بالضبط تأتي المرونة وسرعة التصرّف بحسنٍ عاملاً وحيداً للبقاء على الاستقرار قدر الإمكان .
هل أرض الزوجيّة هي أرض للعبوديّة، أم  للصراعات، أم  للحبّ، أم كلّها، أم لا شيء منها ؟؟
الحقيقة أنّ لكلّ زوج على وجه البسيطة وجهة خاصّة غير معلومة هو موليها مع زوجته ، فإن استطاعت الزوجة تحديدها فهي خطوة أولى للنجاح، وإن استطاعت الانقياد بالطاعة والخلوص من العصيان عن نفس راضية أدركت النجاح، لكن صعوبة تحديد الاتجاه يتعلّق أيضا بعقليّة الزوج ومدى تعقيده النفسيّ الذي يجعل من حياته مياه متكدّرة يصعب الشرب منها .

من الرجال من يرفع قداسة نفسه حدّ العبودية التي يلغي معها كلّ قيمة شرعيّة فرضها الله للزوجة وكأنّها خلقت له ، وهو بذلك يستغل أكثر النقاط ضعفاً و أعتا الطرق تسلّطاً لإجبارها، فتنصاع وقد أحبّت الإبقاء على حياتها بقدر ما تجرّعت أنواع العذابات ووقعت نهب الصراع بين الحالتين .

من الرجال من يتّصف بصفة الإعصار الطائش ، وقد ركّبت له حنجرة أشبه بمكبّر الصوت ، فهو لا يفتر عن السباب والشتم بأعلى صوته حتّى أنّ المرأة لترتدي رداء الصداع فلا تخلعه مهما نتن ، والزوج بهذا يقضي على كلّ ذرّة ودّ مختبئة في جنبات البيت، أو معمل الحناجر بوصف أرحب ، أتساءل ما هي لحظة الودّ في حياة هذا الرجل ، أو هل هناك لحظة تستطيع الزوجة اقتناصها للتودّد إليه ؟
هناك من الأزواج من يرى بأنّ الحياة حبّ دائم لا مناص منه ولا ملتجأ ، حتّى إذا اصطدم بالواقع عظيم المسئوليّة انقلبت حياته إلى سأم وملل وضيق .

الحياة حتّى تستمر بعطائها لا تعتمد على جوانب تسلطيّة كهذه ، كما لا تعتمد على جوانب حريّة دائمة لتعني الضياع في النهاية ، قطعا الحياة تعني التضحيّة بمعنى الكلمة ، فإذا كانت المرأة مخلوقة من ضلع الرجل فهل يضيرها العودة إلى أصلها ، أم هل يضير الرجل الحفاظ على جزء منه ؟؟


الرجل قادر ..
الرجل الداهية يعرف متى يضحك ومتى يصمت ، والبكاء انكسار بالنسبة له، لذا فإنّه لا يبكي أمام أحد، وزينة الرجل الشدّة في وقتها،  واللين في وقته ، تاجه العقل، وجماله في مدى حنانه.
والرجل المحترم حليم ويزن الأمور كما يكره الاستعجال ويمقت الخسارة ، يعامل الناس بثقة ويراعي مشاعرهم، والشيء الرائع هو أن يحترمه الناس لأنّه محترم و ليس خوفاً منه. والرجل القمّة بغض النظر عن عيوبه ، هو الرجل العفيف النظيف في كلّ مساعيه، المرأة تحبّ أن يكون الرجل كريماً ذا خلق يساعد غيره و يحافظ على صلاته، يصل رحمة، وطيّب قلب، ويحبّ التوبة وغيور، المرأة تحبّ أن تتباهى بالرجل، ومتى ما أعطاها فرصة التباهي به  فإنّه جدير بتقديرها، والرجل تاج على رأس المرأة، متى ما خلع التاج ضاعت السيادة .

JoomShaper