أحمد عباس
الزوجة التي تتميز بشخصية غير تقليدية وتشعر أن في داخلها طاقات من الإبداع الإنساني سواء على الصعيد العاطفي أو الفكري أو الروحي، تشعر في كثير من الأحيان بفجوة بينها وبين الإنسان الذي اختارت أن يكون شريك حياتها، وهذه الفجوة تكون أمرًا واقعًا بغض النظر عن معايير التوافق والانسجام والحب بين الزوجين، لأن الإنسانة المتميزة المتجددة ستحس دائمًا بأن شخصيتها تتجدد وأن طاقات من الإبداع والابتكار تتفجر في أعماق شخصيتها، وهذا قد يتسبب في حدوث حالة من الغربة بمرور الوقت بينها وبين زوجها.
وحتى تجد الزوجة الطريقة المثلى التي تجنبها الصدامات المتكررة مع زوجها بسبب شعورها بأنها ترغب في الجديد باستمرار وتتمنى لو كان زوجها يعيش كل لحظة من حياتها ليرقب هذه الطاقات الإبداعية في شخصيتها ويتفاعل وجدانيًا وعاطفيًا وفكريًا مع ما يجول في كيانها، لابد أن تتعلم هذه الزوجة كيف يمكنها أن تسير في مشوار حياتها ويدها في يد زوجها وتساعده على أن يكون صديقًا حقيقيًا لها.
كثير من الزوجات يعشن حياتهن بشكل تقليدي فهن يؤدين الواجبات المنزلية ويقمن على رعاية الأسرة ويحرصن على القيام بكل المهام المطلوبة منهم، وهذا النوع من الزوجات لا يكترث كثيرًا لمدى تجاوب الزوج معهن من الناحية الفكرية واحيانًا العاطفية، لأن الزوج في وجهة نظر هذه الزوجة هو شخص يقوم بدور معين في حياتها ويوصلها إلى غاية معلومة مسبقًا لها وبالتالي فإن الأمور عندها ليست معقدة وليست لديها طموحات في تطور العلاقة بينها وبين زوجها اللهم إلا على صعيد تحصيل درجة أكبر من السعادة في العلاقة الحميمة وعدم وقوع مشادات أو خلافات تهز كيان الأسرة.
أما الزوجة التي تشعر بأنها كإنسانة تتمتع بدرجة من التميز والاختلاف عن باقي النساء وأنها تعيش يومها بمشاعر وعاطفة وقدرة على التفكير والانطلاق في التطور الإنساني بالإضافة إلى أداء واجباتها كزوجة وأم ورعايتها للمنزل والأسرة، هذه الزوجة لا سبيل أمامها سوى أن تحرص على اكتساب معنى الصداقة الحقيقية في العلاقة الزوجية، فلا يعود هذا الإنسان الذي ارتبطت به مجرد زوج أو والد لأطفالها أو معيل للأسرة، وإنما لابد أن يكون صديقًا يتفهم أفكارها ووجهات نظرها ويتفاعل معها، ويشعر بعاطفتها المنسابة لحظة بلحظة، ويلمس بحس واع وروح متقدة جوانب الإبداع والتميز في شخصية زوجته ويكتفي بصداقتها عن الكثير من المتع والأنشطة الاجتماعية التي قد تكون متاحة له في حياته خارج المنزل وخارج نطاق الأسرة.
هناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكن للزوجة ذات الشخصية المتميزة أن تستعين بها من أجل أن تجعل زوجها متجاوبًا معها عاشقًا لروحها محبًا لإبداعها الفكري والعاطفي والإنساني:
أولاً: التواصل بالمثال
لابد أن تضربي مثالا لزوجك على كيفية التواصل الذي تتمنين أن تجديه معه فلو كنت بالفعل تتمنين أن يكون زوجك صديقًا حقيقيًا لك يتفهم مشاعرك ويتجاوب مع أفكارك فلابد أن تبدأي أنت بالفعل بمحاولة التقرب منه بهذا النوع من الاهتمام فتكونين أكثر حرصًا على الغوص في أعماق قلبه وإيقاظ عاطفته والتجاوب الرائع مع أفكاره ووجهات نظره بحيث يشعر بمدى جمال وروعة أن يجد الإنسان المبدع المتميز من يلمس هذا الإبداع في كيانه ويتفاعل معه، وقد تنجحين بمرور الوقت في جعله يتعامل معك بنفس هذه الدرجة من الاهتمام والتقدير.
ثانيًا: الاحترام سبيل أوحد
لا يمكن أن تتصوري أن تميز شخصيتك في جوانب كثيرة يمكن أن يعطيك الحق لتمارسي نوعًا من الاستعلاء بحق زوجك أو أن تستخفي بشخصيته وأفكاره ومشاعره أو تعتبري أنه إنسان تقليدي غير متميز، لأن هذا الاستعلاء قد يجعلك في نظر زوجك إنسانة بغيضة ويتحول أي تميز في شخصيتك إلى قيد يكبل يديه وقدميه أو سوار يحيط بعنقه يتمنى الخلاص منه في يوم من الأيام، وبدلاً من ذلك يجدر بك أن تحترمي شخصية زوجك مهما كانت وأن تحاولي اكتساب صداقته بكل ما تستطيعين من قوة وذكاء فإن لم تتمكني من كسب صداقته فلا تخسري احترامك له.
ثالثًا: أحبي نفسك كثيرًا
أحيانًا قد نجد أنفسنا أسرى داخل إطار لا يمكن الخروج منه، إطارٌ يربط قيمة الإنسان بالشباب، الجمال، المال، السلطة، والعلاقات الرومنسيّة، ولو وجدت أن زوجك لا يستطيع أن يراك وفهمك ويتفاعل معك إلا في ظل قناعته بأن قيمتك الذاتيّة ترتكز على هذه العوامل فستبقين طوال حياتك تنظرين إلى نفسك بنظرةٍ دونيّة رغم ما تدركين أنه يتفجر داخلك من طاقات إبداعية فقد حان الوقت لتتوقّفي عن تعيير نفسك بما لست أنت عليه، أن تتوقّفي عن الحكم على نفسك وتوبيخها بقسوة، وأن تتوقّفي عن الانتقاد الدائم لشكلك ولحياتك عامّةً وألا تسمحي لأي شخصٍ بأن يعرّضك للأذى، ويجب أن تتقبّلي أن الشعور بالألم هو خطوة أساسيّة للتعافي من كلّ جرحٍ وأنّه يمكنك أن تبكي على كلّ ما مررت به من أسى في طفولتك أو في حياتك
أسرار الزوجة ذات الشخصية المبدعة
- التفاصيل