كثيراً ما يبدأ الرجل حياته الزوجية برقة وتهذيب شديدين، وما إن يدخل القفص الذهبي إلا وتتحول سلوكياته إلى العكس،
أو ربما ظهرت سلبياته، فهو عصبي المزاج، متوتر، قلق، يثور على أتفه الأسباب، وتسير الحياة.
لكن أن يصبح رجلاً لا يطاق وزوجاً عدائياً، سليط اللسان، خشن المعاملة فهذا أمر لا تستطيع تحمله كل زوجة.
كثير من الفتيات يقبلن بالرجل زوجاً، رغم مشاهدتهن عيوبه ونقاط ضعفه من خلال تعاملهن معه في الأشهر الأولى التي تسبق الارتباط الرسمي، فيتهاونَّ معتقدات أن الأيام والسنوات الأولى كفيلة بإصلاحه، وأن بإمكان كل منهن كزوجة أن تمتص ثورته، وغضبه في كل مرة.
والذي يحدث أنه مع زيادة المسؤوليات والمهام تتعب الزوجة وتصاب بخيبة أمل تحد وتقلل من قدر تحملها؛ لخشونة معاملة الزوج لها، والتي تأخذ أشكالاً مختلفة.

والذي لا تعرفه الزوجة أن هناك أسباباً تدفع بالزوج إلى العنف، وهذه الخشونة أهمها: تدني مستوى الزوج التعليمي والمهني، أو ربما معاناته من البطالة، أو بسبب الدخل المادي المنخفض، وأحياناً يكون عدم التكافؤ المادي بين الزوجين.

الزوجة تحصل على راتب أكبر هو السبب، مع وجود مشاكل وصراعات وضغوط نفسية وإحباطات عملية، يتعرض لها الزوج في مشوار حياته عموماً.

العنف اللفظي أو الجسدي من جانب الأزواج، تشهده كل المجتمعات المتقدمة، وغير المتقدمة، ويستخدمه الأزواج المتعلمون والمثقفون وذوو المهن العالية من الطبقة المتوسطة والغنية، وإن زادت نسبته بين الأزواج غير المتعلمين، وذوي المهن المتدنية. ولا شك أن لهذه السلوكيات آثارها النفسية والاجتماعية السيئة في الزوجين والأطفال معاً.

هناك عدة أنواع من العنف موجهة ضد المرأة، مثل العنف النفسي، الذي يضم سلاطة اللسان، وخشونة تعامل الزوج مع أهل بيته، مع تهديد وتحقير بألفاظ قاسية، وفرض قيود وعدم إعطاء حرية نفسية واجتماعية للزوجة، وأحياناً يتطور الأمر إلى عنف جسدي.

وكل هذا يصيب أهل البيت بحالات من القلق والخوف والاكتئاب والتشرد الذهني والتفكك الأسري فالطلاق؛ ليبدأ الانحراف ومعه الجريمة.

كل زوجة يجب أن تفوِّت على زوجها العدواني والخشن المعاملة الفرصة، بأن تلتزم برد فعل هادئ الأعصاب، صامت، مع عدم الاستجابة بنفس الطريقة، وأن تتحلى بشيء من اللامبالاة أمامه، ولا تحاول أن تستفزه، أو تتجاهله، بل تستمع إليه، والأفضل أن تتفادى التصادم معه، بعدم الدخول معه في مناقشات تدفعه إلى أن يصل إلى درجة العدوانية.

وبتكرار هذا الأسلوب الراقي الهادئ من جانب الزوجة، سيعود حتماً الزوج إلى صوابه، ورشده، ويخجل من نفسه، فيمتنع.

سيكولوجية الرجل العدواني أو الخشن المعاملة، تختلف من زوج إلى آخر، ويعدد أنواعه:

-الزوج المسيطر الذي يعتقد أنه يملك زوجته، ويتحكم فيها.

-المتقلب في انفعالاته أثناء تعامله معها، فيستخدم العنف بعد الغضب، ثم يبحث عن الرضا والعفو.

-الزوج الذي يبدو مهذباً، ويبطن العداء والخشونة؛ لتحسين صورته أمام الآخرين فقط.

-الزوج الأحادي النظرة؛ الذي يرى زوجته جزءاً منه، لا يحق لها الاستغناء عنه، أو التحرك من دون إذن منه، وإلا فالعنف معها.

JoomShaper