ياسر محمود
ذهبت امرأة لأحد الحكماء، تطلب منه أن يساعدها لتمتلك قلب زوجها، حتى لا يشاركها فيه أحد من نساء العالمين، فقال لها: إنك تطلبين شيئا عظيما، فهل أنت مستعدة لتحمل التكاليف؟ قالت: نعم.
قال لها: إن الأمر لا يتم إلا إذا أحضرت شعرة من رقبة الأسد، قالت: الأسد؟! قال: نعم، قالت: كيف أستطيع ذلك والأسد حيوان مفترس ولا أضمن أن يقتلني، قال لها: لا يمكن أن يتم لك ما تريدين من محبة الزوج إلا بهذا، وإذا فكرت ستجدين الطريقة المناسبة لتحقيق الهدف.
ذهبت المرأة وهي تضرب أخماسًا بأسداس تفكر في كيفية الحصول على الشعرة المطلوبة، فاستشارت من تثق بحكمته، فقيل لها أن الأسد لا يفترس إلا إذا جاع وعليها أن تشبعه حتى تأمن شره، أخذت بالنصيحة وذهبت إلى الغابة القريبة منها وبدأت ترمي للأسد قطع اللحم وتبتعد عنه.
واستمرت في إلقاء اللحم إلى أن ألفت الأسد وألفها مع الزمن، واستطاعت أن تأخذ هذه الشعرة منه برفق دون أن يشعر.
فلما ذهبت بها إلى الحكيم قال: لها استطعت ترويض أسد لا عقل له، ولا تستطيعين ترويض زوجك؟!

عوامل مساعدة
ومن العوامل التي تساعد الزوجة على ترويض زوجها وتغيير بعض ما تراه من سلوكيات لا ترضى عنها:
1- اختيار الوقت والمكان والظرف المناسب للحديث حول ما تريدين تعديله من سلوكيات زوجك.
2- التزام رقة العبارات ونعومتها، واللمسات الحانية، فمثلا يمكن أن يكون حواركما ويديه بين يديك، أو أصابعك تداعب خصلات شعره.
3- البدء بذكر الإيجابيات، مع تقدير الشخصية واحترام وجهة نظره.
4- توصيف السلوك المراد تحقيقه، أي النتيجة التي تريدين أن تصلي إليها، مثلا لا تقولي: إنك عالي الصوت، ولكن قولي: ياليتنا نكون أكثر هدوءا، فإن الصوت المنخفض يسري إلى القلب والعقل.
5- البعد عن الغموض والتعميم أو استخدام ألفاظ تحتمل أكثر من معنى.
6- البعد عن المقارنة بالآخرين أو ضرب أمثلة بأحياء، ويمكن ضرب أمثلة بالنبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة والتابعين.
7- إبراز ما يتمتع به من مميزات شخصية، يمكنه من خلالها تقويم ذلك السلوك.
8- كل هذا بعيدا عن الآخرين، وخاصة الأطفال، أو أفراد الأسرة من أهلك أو أهله.

JoomShaper