أحمد عباس
أحياناً يكون الزوجان قد شعرا بقوة العلاقة الجميلة التي جمعتهما بعد أن منّ الله عليهما بالاجتماع في ظل هذا الرباط المقدس، ثم بعد مقدم الأطفال وتكوّن الأسرة، تبدأ المشاعر والأحاسيس الرومانسية بين الزوجين في الفتور والذبول وتزداد درجة هذا الفتور بمرور الوقت في ظل وجود الأطفال وتزايد المسؤوليات بصورة تهدد أساس العلاقة الزوجية نفسها.
ولتفادي الوصول إلى هذه النتيجة القاسية المؤلمة يجب على الزوجة أن تجعل علاقتها مع زوجها هي العلاقة ذات الأولوية في حياتها، وألا تسمح بأن يسيطر اهتمامها بأطفالها على كيانها بالكامل، والزوج يريد أن يتأكد دائماً بل ويعيش طوال الوقت وهو على ثقة في أنه يحتل المرتبة الأولى في حياة زوجته وتركيزها واهتمامها، وهذا لا يعني بالطبع أنه لن تكون هناك ظروف وأوقات معينة يأخذ فيها الأطفال الاهتمام الأساسي لكن المهم أن تكون هذه الظروف والأوقات هي الاستثناء.
احرصي بشدة على ألا تندلع الخلافات ويتصاعد الشجار بينك وبين زوجك أمام الأطفال وابذلي قصارى جهدك لكي تظهري في صورة المتمسكة برأيه أو على الأقل المتوافقة مع زوجك أمام الأطفال واكبحي جماح رغبتك في التعبير عن وجهة نظرك في أي موقف وانتظري الوقت المناسب عندما تكونين مع زوجك بمنأى عن الأطفال لكي تعبري عما تشعرين به وتقولي وجهة نظرك لضمان ألا تحرجي زوجك أمام الأطفال.
لا تنسي الاهتمام بمظهرك وجمالك لأن وجود الأطفال في حياتك الزوجية لا يجب أن يكون عذراً أو مبرراً للإهمال في نفسك، بل على العكس احرصي بصورة أكبر على التزين لزوجك والاستعداد له كأنثى من خلال البحث عن الملابس الجميلة الجذابة وأدوات الزينة الرائعة التي تؤكد جمالك وتزيد من حسنك في نظر زوجك.
التواصل الجسدي شديد الأهمية في مرحلة ما بعد قدوم الأطفال فلمسة لطيفة من يديك على كتف زوجك ستعني الكثير بالنسبة له فهو الآن يشعر بأن هناك منافسين جدد له في قلبك ويحصلون على حنانك طوال الوقت وربما كانوا في حاجة إلى هذا العطف منك أكثر منه بحكم كونهم صغاراً ولكن لا تنسي أنت أبداً أن زوجك طفل كبير وأنه يحتاج على الدوام إلى كل لمسة حنان وعطف من يديك.
يمكنك دوماً أن تشعري زوجك بأن محبتك له لن تتغير في شكلها أو درجتها بعد قدوم الأطفال وتستطيعين أن تستعيدي معه ذكريات بداية الزواج سواء من خلال زيارة لمكان محبب إليكما معاً أو استعادة مشاعر غالية على قلبيكما أو حتى بتكرار نفس الكلمات الجميلة التي كان يحب أن يستمع إليها منك.
شاركي زوجك اهتماماته لأنه قد يتصور أن انشغالك في تربية الأطفال والقيام على شؤونهم سيمنعك من لعب دور الصديقة مع دور الزوجة والأم وعليك أن تحذري كل الحذر من أن يبدأ في البحث عمن يشاركه اهتماماته ظناً منه أنك لن تستطيعي أن تشبعي هذا الجانب في حياته.
قدوم الأطفال لا ينهي حب الزوجين
- التفاصيل