أنيسة الشريف مكي
دورة تأهيلية للزواج؛ تماماً كالفحص الطبي هذا ما أرجوه للتصدي لطوفان الطلاق، فقد كشفت الإحصاءات المتوفِّرة عن وجود حالة طلاق كل نصف ساعة في المملكة.. شيء مؤسف للغاية.
هذا الطوفان العظيم يهدد استقرار المجتمع وأمنه، فمن تداعياته السيئة: انهيار الأسر، وتشريد الأبناء، وتقطيع الأواصر «خراب بيوت» فلابد إذاً من وجود حلول جذرية من وجود سدود منيعة لهذا الطوفان، يتكاتف فيها المجتمع كله وبكافة تخصصاته ومسؤولياته.
العلماء والخطباء الأجلاء؛ ورجال الإعلام الأفاضل؛ كل يبني سداً عظيماً من جهته يحول دون فيضان الطوفان مع الشكر، بالتوعية وحث الزوجين على احترام ميثاق الزواج «عهد الله وميثاقه»؛ حمايةً للأسر ومحافظةً على تماسكها. ولهم الأجر وفيهم الأمل والرجاء بعد الله.
لنبدأ باسم الله؛ ثم بأمر هام في الحياة الزوجية، نبدأ بجرعة للوقاية من وباء الطوفان «الطلاق البغيض»، نبدأ بدورة تأهيلية للحياة الزوجية للزوجين قبل الزواج، على أن تكون شرطاً من شروط الزواج، فلا يتم الزواج إلاّ بالنجاح فيها وبتقدير ممتاز.
أرجو من فضيلة المشايخ والعلماء الأفاضل مع الشكر مزيداً من التوعية في المساجد وعلى المنابر، ومن الإعلام مشكورين الإكثار من البرامج التوعوية
في البداية سيجد هذا الشرط تذمراً وعدم قبول كالفحص الطبي في السابق، لكن في النهاية سيعترف الجميع بأهميته؛ بل وسيصرون عليه. هذا الشرط بالطبع سيساهم بتوفيق الله في الحد من ارتفاع نسبة الطلاق، أو حتى في انخفاضها.
توجد أسباب أخرى لها دور كبير في ازدياد نسبة الطلاق، كما ذكرها بعض المحللين كالتقاليد القديمة، سلطة بعض الآباء واتخاذهم القرار الأحادي في تزويج أبنائهم خاصة البنات، أرجو من المشايخ والعلماء الأفاضل مع الشكر مزيداً من التوعية في المساجد وعلى المنابر، ومن الإعلام مشكورين الإكثار من البرامج التوعوية.
اختلاف ثقافة الزوجين في الحياة سبب من الأسباب، ووقوف كل شريك تجاه الآخر وقوف الند للند بسبب الجهل بالحياة الزوجية، وكذلك شعور الزوج بأنه لم يعد محور اهتمام الزوجة الأول لانشغالها بالبيت والأولاد؛ خاصة الموظفة التي تعجز عن التوفيق بين بيتها وعملها يدفع بالزوج للبحث عن هذا الاهتمام خارج المنزل.
وقد يفكر في بديل يعيد له الاهتمام المفقود، أو في الطلاق فتزداد نسبته - لا أحمل الزوجة تبعات ما يحدث - خاصة في حالة الظروف الاقتصادية التي تحتم عليها العمل بموافقة الزوج، ولا أعذر زوجها على تصرفاته التي فيها الكثير من الأنانية والإجحاف، بل ألومهما معاً على إهمال الجانب الهام في حياة الأسرة وهو الحوار الإيجابي..
فإن فاتتهم الدورة التأهيلية للزواج فلم تفتهم الكتب الثقافية للحياة الزوجية، ولم يفتهم الحوار الإيجابي وفي أوقات مناسبة، وجو هادئ، شرط أن ينحصر كل حوار في موضوعه دون أن تتشابك أو تتشعب المواضيع حتى لا يفقد الحوار جدواه.
ويكون الحوار بعيداً عن الأنانية والانفعالات وتبادل الاتهامات، وعلى أن يُشعر كل طرف الطرف الآخر بأهميته وبأنه المحور لحياته؛ وأن الحياة تدور من حوله ولأجله.
فتزداد مساحة الحوار وتتسع فلا للخلافات بعدها، وسيتأكد الزوجان أن كل مشاكلهما العائمة سببها الجهل بالحياة الزوجية وفقدان الحوار.
أرجوكم وقبل أن تنقطع شعرة معاوية أن تفكروا ولا تتسرعوا، فنعم للثقافة الزوجية ونعم للحوار، ومرحباً وأهلاً بشرطي الزواج الناجح «الفحص الطبي والتأهيل للحياة الزوجية».
شرط أساسي ثان للزواج
- التفاصيل