رسالة المرأة
الثقة في أي مؤسسة أو علاقة إنسانية تعد من الأمور التي لا غنى عنها، لأن هذا المبدأ متى افتقد في العلاقة الإنسانية أصبحت العلاقة على حافة الهاوية وأصبح كل طرف من أطرافها يتوقع الغدر والخيانة من الطرف الآخر، وتزداد أهمية الثقة في العلاقة الزوجية وهذا بصرف النظر عما إذا كانت الزوجة في بداية حياتها مع شريكها أو بعدما تتعرض لبعض الصدمات والمواقف الصعبة التي يمكن أن تنال من هذه الثقة.
حتى تستطيعي أن تمتلكي درجة الثقة الكافية في زوجك والتي تؤهلك لحياة سعيدة آمنة لابد أن تفكري بعمق في شخصية هذا الإنسان وتعملي على تحليل جوانبها الإيجابية والتفاصيل السلبية، حتى تضعي يديك على العوامل المضيئة في شخصيته وطبيعته وتلمسي الصفات التي يمكنك أن تعولي عليها وتكون هي مدخلك الحقيقي لامتلاك الثقة في هذا الزوج.
عندما تجدين أن حالة عدم الثقة في زوجك تزداد في أعماق قلبك وبدأت تؤثر على نظرتك للحياة وتصرفاتك وسلوكك وتعاملك مع شريك حياتك فلابد أن تقفي مع نفسك وقفة أخرى وتبحثي عن السر الحقيقي وراء إحساس عدم الثقة المتصاعد داخل نفسك، ولابد أن تتحلي بالمنطقية الكافية في هذا البحث، فإذا ما وجدت أن هناك سلوكاً معيناً يقع فيه الزوج ويثير في داخلك الإحساس بعدم الثقة فيمكنك أن تواجهي زوجك وتخبريه بأن هذا السلوك يجعلك لا تشعرين بالأمان في حياتك، وقد تكتشفين بعد البحث أن سبب إحساسك بعدم الثقة في زوجك مرتبط بعدم ثقتك أنت في نفسك من الأساس وفي هذه الحالة أيضاً ستوفرين على نفسك عناء الاصطدام بزوجك بدون سبب منطقي.
الحوار مع زوجك هو الطريق الأمثل لبناء علاقة الثقة الحقيقية، لأن الحوار يزيل الكثير من أسباب الحيرة وسوء الفهم، وليس عيباً أن تكاشفي زوجك عن حقيقة ما تشعرين به بل إنك لن تستطيعي أن تتخلصي من هذه المشاعر السلبية والمخاوف الدائمة إلا عندما يكون زوجك على إدراك كافٍ بأن هناك ما يهز ثقتك فيه وأن هناك ما ينال من درجة مصداقيته عندك، وتشرعان معاً بعد ذلك في محاولة إيجاد الحلول العملية التي تعيد درجة الثقة بينكما إلى المستوى المأمول الذي يحفظ كيان الأسرة ويجعلها قادرة على تفادي أزمات الحياة المقبلة.
من المستحيل أن تمتلكي الثقة في زوجك طالما أنك لا تستمعين إلى ما يقوله سوى بأذنك فقط، لابد أن تستمعي إلى زوجك بقلبك ووجدانك وروحك حتى تعطيه الفرصة في إيصال مشاعره ووجهات نظره إليك من داخلك، وكلما كانت لديك القدرة والرغبة في تصديق زوجك والإيمان بتوافقه معك كلما ساعدك ذلك على الثقة فيه بدرجة أكبر في المستقبل.
حتى تولد الثقة الحقيقية بينك وبين زوجك لابد أن تتعلمي كيف تحبينه من قلبك حباً صادقاً وكيف يمكن أن تدعي الأيام تمر بهدوء وانسيابية بدون أن تشكي في كل حركة يخطوها وتنتابك الهواجس مع كل تصرف يقدم عليه، واعلمي أنك حتى تثقي في زوجك لابد أن تكوني بالفعل من داخل قلبك راغبة في الثقة فيه والإيمان بأنه إنسان فاضل يستحق الاحترام والتقدير.
الثقة في الزوج
- التفاصيل