هناء المداح
يُفاجأ أزواج كُثُر بعد مرور فترة وجيزة على الزواج بأن زوجاتهم سريعات الغضب وشديدات التوتر والانفعال، تعلو أصواتهن وتضيق صدورهن لأتفه الأسباب، فتصدر عنهن في حال العصبية بعض الكلمات والعبارات غير اللائقة وبعض التصرفات المذمومة فيجرحن مشاعرهم ويؤذين كرامتهم ورجولتهم في أحايين كثيرة، رغم ما لهم من قوامة ومكانة وهيبة لابد من وضعها في الاعتبار، كما أن طاعتهم واجبة وتقديرهم واحترامهم في قرارة نفوسهن وأمام الأبناء أمر في غاية الأهمية بغية استقرار الحياة الزوجية والحفاظ على الكيان الأسري من الضياع أو الانهيار..
فالزوجة العصبية تخلق جوًا صاخبًا مزعجًا ملبدًا بالغيوم بل والعواصف التي تجعل الزوج يضيق بها وبالبيت ذرعًا، ويفر بعيدًا معظم الوقت بحثًا عن الراحة والسكن والهدوء النفسي الذي يفتقده داخل البيت، وربما يلجأ إلى هدم عش الزوجية ويطلقها في لحظة غضب واستفزاز كرد فعل نتيجة شدة عصبيتها في أحد الخلافات، فتنهار الأسرة بكلمة وتدخل في دوامات وأزمات لا يعلم مداها إلا الله..
الزوجة العصبية أيضًا تؤثر سلبًا على أبنائها الذين يرثون تلك العصبية ويصابون بالعدوانية والقلق والخوف دائمًا لنشأتهم في بيت مزعج يملأه التوتر والخلافات لسبب أو بدون سبب، وبالتالي يصبحون مع مرور الوقت منفرين ومرفوضين من قِبَل من حولهم، ويفشلون في تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية ناجحة، وحال زواجهم في الكِبَر تتكرر نفس المأساة وهكذا دواليك..
ولكي يتمكن كل زوج مبتلى بزوجة عصبية من التعامل معها وكبح جماح غضبها وعلاجها من هذا الداء اللعين خطير الويلات، أُوصي باتباع ما يلي:
أولًا: على الزوج أن يعلم أن عصبية زوجته الشديدة إن لم تكن نتيجة مرض عضوي أو نفسي، فهي نتيجة تربية قاصرة خاطئة منذ نعومة أظفارها، ونشأة غير موفقة في كنف أسرة غير مستقرة نفسيًا ولا سلوكيا ولا أخلاقيا، أسرة تفتقد أبسط أبجديات أدب الحوار والخلاف واحترام الكبير أبًا كان أو أخًا، فالبنت عندما تترعرع في بيت، الأم فيه مزعجة ودائمة الانفعال والتوتر لأبسط وأتفه الأمور، لا تقدر زوجها وتحفظ له مكانته وهيبته في قرارة نفسها وأمام الأبناء، يترسخ لدى هؤلاء الأبناء وخصوصًا البنات منهم أن هذه هي الطريقة المثلى للتعامل مع زوج المستقبل حتى تستطيع السيطرة على البيت والحصول على كل ما تريد.
ثانيًا: في حال غضب وعصبية زوجتك حاول أن تكون الأقوى والأكثر حكمة وحِلمًا بدفعك بالتي هي أحسن وعدم مقابلة إساءتها بإساءة أشد وأخطر، لأن الشيطان هو الذي يسيطر على عقلها وتصرفاتها في هذا الوقت ليفرق بينكما، مما يجعلها غير واعية لما تقول وتفعل، فحاول قدر المستطاع التزام الصمت والتحلي بالهدوء حتى تهدأ وتعود إلى رشدها.
ثالثًا: بعد أن تنتهي نوبة غضبها حاول أن تبدأ الحوار معها وذكرها بما قالت من عبارات غير لائقة، وثق أنها بمشيئة الله ستراجع نفسها بنفسها وستعتذر لك، ومع مرور الوقت ستحاول ضبط أعصابها والتحكم في انفعالاتها خوفًا عليك ومراعاة لمشاعرك، وتأكد أن حنانك واحتواءك لها أفضل طرق علاجها من العصبية، فأكثر ما يؤرق الزوجة ويتسبب في انفلات أعصابها أن يكون زوجها بارد المشاعر لا يكترث بأحوالها ولا يراعي حالتها النفسية وكثرة الضغوط والمسؤوليات الملقاة على كاهلها.
رابعًا: داوم على الدعاء لها بظهر الغيب لأن في صلاحها صلاح لك ولأبنائك فبالدعاء يكشف الله الضر ويرفع البلاء وتتنزل الرحمات والخيرات.
زوجتي عصبية جدا!
- التفاصيل