أحمد عباس
تمر على كل زوجة فترات من حياتها تجد أنها تعاني معاناة كبيرة بسبب أن زوجها يقع تحت ضغط هائل وغير معتاد إما بسبب مشكلات معينة هاجمته في مجال عمله أو بسبب أزمات يمر بها على الصعيد المالي أو النفسي أو بسبب تحديات ومعوقات تعترض طريقه على صعيد علاقاته الاجتماعية سواء مع أهله أو أصدقائه.
كل زوجة يجب أن تكون على إدراك كامل لحقيقة أن دورها كشريكة حياة ورفيقة درب لهذا الرجل يستلزم منها أن تكون قادرة على تخفيف معاناة زوجها ومساعدته على التغلب على المشكلات والأزمات التي تداهم حياته وتصيبه بالإحباط أو الخوف أو التردد أو تضعه في هذا الضغط.
في بعض الأحيان يكون مجرد توقف الزوجة عن مضايقة زوجها وتوقفها عن استفزازه وإثارة غضبه وتعمد تنغيص حياته عليه يكون هذا في حد ذاته هو نوع مهم من أنواع المساعدة له في فترات تعرضه لضغوط خارجية ومواجهته أزمات صعبة، لكن هذا الأمر ينطبق على الزوجة التي اعتادت أن تكون مصدر قلق وإزعاج واستفزاز لزوجها، أما الزوجة المهذبة الطيبة الحنونة فيجدر بها أن تتعلم خطوات أخرى عملية تساهم بها بشكل إيجابي في تخفيف معاناة زوجها.
تذكري أن حالة القلق والألم والحزن والخوف التي تعتري زوجك في هذه الفترة العصيبة ستجعله أكثر حدة في النقاش وأكثر حساسية أثناء التعامل معك وقد يكون مصدراً من مصادر القلق داخل المنزل، وبما أنك زوجة ولديك أطفال فيجب عليك أن تضمني أن تأثير هذه الحالة التي يمر بها زوجك لن تنسحب على البيت بكامله وتؤدي إلى حدوث إخفاقات وانتكاسات فيما يتعلق بمستقبل أطفالك وسلامتهم النفسية والشعورية.
من الواجب عليك أن تكوني حريصة على تفريغ نفسك وشحذ كل طاقتك واهتمامك لكي تضمني التعامل مع زوجك بصورة قادرة على احتوائه وامتصاص انفعالاته بشكل صحيح وفي الوقت نفسه تضمني أن تقومي بكل المسؤوليات الملقاة على عاتقك حتى إذا ما انتهت المحنة ومرت الأزمة يباغت زوجك بأنك كنت على قدر المسؤولية وعلى قدر التحدي ولم تحدث خسائر أو انتكاسات فيما يتعلق بمسارات الحياة الأساسية لاسيما ما يتعلق بالوضع الأسري ومستقبل الأبناء.
يجب أن تعطي زوجك مساحة من الوقت والمكان حتى يكون مع نفسه ولا تضغطي عليه بالإلحاح والسؤال قدر استطاعتك فإذا عاد من عمله يجدر بك أن تدعيه مع نفسه لمدة لا تقل عن نصف ساعة على الأقل وإذا كان أطفالك صغاراً فابذلي قصارى جهدك حتى لا يمارسوا أي ضوضاء أو إزعاج داخل البيت.
حاولي أن تضفي على كل ركن في المنزل لمحة من لمحات الجمال والجاذبية لأن هذه الأجواء العطرة الجميلة تساعد زوجك على استعاد صفائه الذهني والإحساس بالهدوء والطمأنينة مما يمنع إصابته بالمزيد من الإحباط والعصبية ويعطيه الفرصة حتى يفكر في أزمته بصورة أكثر عقلانية ويصل إلى الحلول العملية المأمولة.
زوجي يمرّ بأزمة
- التفاصيل