شلاش الضبعان
كلما وصلني خبر أن عائلة من العائلات التي كنا نرى أنها مثال للتواصل والتراحم والألفة قد بدأت بينها الخصومات وأصبح بعضهم يتكلم عن البعض الآخر، يصيبني ألم وحزن شديد!
فمن أعظم ما يميز مجتمعنا الترابط الأسري الرائع، الذي يجعلك تدخل المجلس فترى الجد والابن والحفيد في مجلس واحد وبتواصل وتآلف مميز، بل إنك تسمع من يقول عن شخص آخر: هذا خالي!
وعندما تسأل تجده هذا الخال، هو خال والده أو والدته، أو من قبيلة والدته!
هذه دعوة للعقلاء أن يحافظوا على تماسك عائلاتهم، وذلك بالرقي وعدم الالتفات إلى السفاسف..
هذا التواصل نعمة عظيمة تستحق المحافظة عليها بلا عنصرية ولا تعال، بل بتواضع وحمد لله، فما حافظ على الترابط والاجتماع مثل رقي الأهداف وسلامة الصدور!
ففي تواصل العائلات واجتماعها وقاية من أمراض كثيرة تسببها الوحدة والانفراد التي ترسخها متطلبات الحياة المادية في هذا العصر، والثقافة الغربية التي جعلت الفردية جزءاً من مكوناتها حتى في عادات الأكل التي تنقلها لنا مطاعم الوجبات السريعة!
في التواصل العائلي بالإضافة إلى الأجر الأخروي الذي جعل الرحم معلقة بعرش الرحمن، فرصة للوقفة مع محتاجي العائلة وأيتامها، سواء من خلال صناديق العائلات أو من خلال مبادرة أصحاب المبادرة في جمع مبالغ مالية مع كل ضائقة تمر بأحدهم، كما أن في التواصل راحة وطمأنينة وتفعيلاً لدور كبار السن، فمجتمع مثل مجتمعنا لا ينبغي أن يكون فيه دور للعجزة ووجودها وكثرة من فيها يدل على أن هناك خللاً يجب أن يعالج، كما أن في التواصل تعديلاً للسلوكيات المنحرفة فالعائلة المتماسكة تأخذ على يد ضالها وتدله على الطريق القويم، وكم من شخص كادت أن تزل به القدم وما منعه بعد الله من الوقوع إلا اسم عائلته!
هذه دعوة للعقلاء أن يحافظوا على تماسك عائلاتهم، وذلك بالرقي وعدم الالتفات إلى السفاسف، والحرص على حسن الظن فهو الأصل، وعدم فتح الفرصة لناقصي العقل للسعي في التشتيت والفرقة!
ويجب أن تتبع ذلك خطوات عملية مع الحرص على السهولة والبعد عن التعقيد، وذلك من خلال تكثيف الاجتماعات العائلية وإنشاء صناديق للعائلات تقوم بحاجة المحتاج والمتزوج، بالإضافة إلى بيان تميّز العائلة من خلال تكريم ناجحيها!
هذه أفكار صغيرة والأهم -من أجلنا، ومن أجل أولادنا، ومن أجل هذا المجتمع- أن نحافظ على عائلاتنا، وأن نسعى في دعم تماسك كل عائلة نراها أنموذجاً في التواصل!

JoomShaper