القاهرة – ثناء مصطفى
قد يكون هناك فرق كبير بين الزوج البخيل, والزوج الحريص والزوج الذى يستخصر كل شىء فى أسرته, ولا يستخصر شيئًا فى نفسه, وقد نُعرِّف هذا الشخص بأنه شخص أنانى إلى أبعد الحدود, وهذه الأنانية قد تكون سببًا فى خراب البيت .
وقد أثبتت الكثير من الدراسات الاجتماعية والنفسية أن دخل الزوجة أصبح من أهم أسباب الخلافات الزوجية؛ وذلك بسبب إصرار الزوجة أحيانا على عدم إدماج مرتبها مع مرتب الزوج للمعاونة في المصروفات المنزلية، أو بسبب حفاظ الزوجة على شخصيتها المالية المستقلة، أو بسبب إصرارها من وقت لآخر على إلقاء الضوء على أن لها دخلها الخاص، أو التركيز على أن دخلها يفوق دخل زوجها بما يجرح كرامته، ولا يجد متنفسا لحالته النفسية السيئة غير اختلاق الخلافات والمشاكل، مما يؤدي إلى كثير من حالات الطلاق والعنف الأسري، كما يتسبب هذا الوضع في ضغوط نفسية ينتج عنها الإصابة بالأزمات القلبية.
مع العلم أن الإسلام قد كرم المرأة من هذه الجهة، وجعل لها ذمة مالية مستقلة، وأثبت حقها في الميراث.
وأكدت الأبحاث والدراسات أنه إذا كانت الزوجة تعمل في مجال يوفر لها السلطة والدخل الذي يفوق دخل زوجها؛ فإن بعض حالات الزواج ـ وليس كلها ـ تتأثر بهذا الوضع وإذا لم يكن هناك تعاون من الزوجة يختفي الحب وتسود المشاكل الزوجية.
وترى د.عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الحياة الزوجية مشاركة بين زوجين في الاهتمامات والمشكلات والأفراح، ويوجد أدوار لابد أن نعترف بها مخصصة للمرأة وأدوار للرجل، وهذه الأدوار وضحت في مختلف الأديان. وإذا تعاون الزوج مع الزوجة في مسؤوليتها الأساسية من حيث أعمال المنزل واهتماماتها بأولادهما، فيجب أيضا أن تتعاون الزوجة معه في دوره الرئيس وهو الإنفاق على المنزل.
وفي حالة عمل المرأة يكون العائد من حق جميع أفراد الأسرة؛ لأن عملها يستقطع وقتا كبيرا وهو الخاص بالمنزل ورعاية الأولاد؛ لذلك يجب أن تسهم بقدر من المرتب في الالتزامات الأسرية، وأن يتفق الزوجان علي ضرورة التعاون بينهما في المسؤوليات المادية أو الخدمية أو المعنوية ليحسنا من مستوي معيشة الأسرة. وبالتالي فلا تخصيص منفرد لمرتب زوجة بمفردها ولا مرتب زوج بمفرده. فكما أن الزوج ملزم بالإنفاق على الأسرة، فالزوجة العاملة أيضا لابد أن تدفع جزءا من مرتبها في الإنفاق على هذه الأسرة، ويجب أن يتم ذلك برضاها التام، وتفهمها لأهمية هذه المشاركة في إسعاد أسرتها.
وتقول الدكتورة سهام حسن، الأخصائية النفسية، قامت كثير من الدراسات والأبحاث على كشف أسباب الطلاق، ومتابعة كل ما هو حديث فى الخلافات الأسرية والزوجية، التى يكون سببًا رئيسيًا فيها الرجل، وتكون سببًا لتحمل المرأة الكثير من الضغوط النفسية والمادية أيضا، إذا كانت المرأة عاملة، ولديها دخل ثابت شهريًا, فوجد أن كثير امن الرجال يقومون بالمعنى الحرفى لكلمة "استصخار" فى جانب من حياتهم على نفسه وعلى زوجته وأسرته.
وأشارت إلى أن هناك عدة أسباب لهذا "الاستصخار", ومنها اتكال الزوج على الزوجة، وخاصة فى الأمور المادية, ويكون هذا إذا كانت المرأة عاملة ويوجد لها دخل ثابت, بالإضافة إلى عدم تربية الرجل على تحمل المسئولية منذ الصغر, أو وجود ظروف مادية قهرية تؤدى إلى استخدام هذا المفهوم لديه .
وأضافت أن فرض هذا المفهوم أو هذا المعتقد قد يكون بحجة الظروف المادية، أو قد يكون هذا الشخص يتصف بالبخل والحرص الشديد, بالإضافة إلى الخوف من المستقبل، ولذلك فيقوم بادخار النقود لما هو مفيد من وجه نظره .
وأكدت أن هذه الأسباب تؤدى إلى الضغوط نفسية والعصبية على المرأة, وقد يصل بها الحال للإنفصال والطلاق .
وأضافت أن طبيعة المرأة لا تستطيع أن تعيش مع رجل يتحمل مسئوليتها ولا يستخصر فيها شيئًا, ولكن باعتدال فليس طوال الوقت أوامر وطلبات فالاعتدال مطلوب فهى تود أن تصادف رجلًا يعاملها كما كان يعاملها أبيها أو يحاول الوصول لهذه المعاملة, فكثير من المحاكم الأسرية وجلسات الإرشاد الأسرى والنفسى تقابل هذه المشاكل التى تهدم الكثير من البيوت, حيث تقول الزوجة زوجى لم ألاحظ عليه البخل أو الحرص والاستخسار فى فترة الخطوبة, ولكنه تغير تماما بعد الزواج والإنجاب، وليس للأولاد ذنب ليعيشوا هكذا فأضطر أن اتحمل مسئولية البيت والأولاد والإنفاق حتى لا يكبر الأولاد ويكونوا محرومين من أشياء، بحجة الاستخسار أو من الأسباب التى سبق ذكرها .
وتؤكد أنه لابد أن نتوقف للحظات مع الزوج, وننصحه "أن أسرتك وزوجتك وأولادك هم الجانب الأساسى فى حياتك، فلا تخشى الانفاق بدافع الخوف من الزمن والفقر فتربى أولادك على الحرمان، والنظر إلى الغير وتقوم بهدم العلاقة بينك وبين زوجتك فتخسر كل شيء، لم يقل لك أحد أن تسرف وتبذر فقط لا تحرمهم من شىء ولا تستخسر فيهم شيئًا ويكون كل شىء باعتدال .
وتنصح الأخصائية النفسية، الزوجة قائلة: "يجب أن تراعى ظروف زوجك المادية ولا تتحاملى عليه بالطلبات والأوامر، فقط اطلبى ما فى المستطاع أن ينفذه حتى لا تحمليه على أن يكون حريصًا، ويستخسر فيكم الشىء بدافع أنه وقت ما فعلت كذا صار كذا وكذا، لن افعل ذلك مرة أخرى، فالاعتدال مطلوب منكى أيضًا .
الزوجين والخلافات المادية
- التفاصيل