الدستور - نداء عواد"سبحان من يغير ولا يتغير" ، هل ترددين هذه العبارة سيدتي ، وانت تلحظين تغيراتْ في طباع وصفات زوجك؟ ام انك من اصحاب القناعة القائلة: من شب على شيء شاب عليه؟.تبدأ الحياة الزوجية بأمان واستقرار حتى تكتشف الزوجة طباع وسلوك الزوج السلبية وصفاتْ يجب ان تتغير للافضل ، حيث ادخلها معه الى بيت الزوجية ، فمن الممكن تصحيحها ولكن بنفس الوقت يصعب احيانا التغيير والتعديل بعد ان وصل الزوج لهذا العمر ، لكن بالصبر والاحتمال ومقدار من الحب وايضا الحوار الهادئ ستحصل الزوجة على ما تريد.يخطىء الزوج الذى يعتقد ان بامكانه تغيير عادات زوجته بين ليلة واخرى ، كذلك تخطئ الزوجة التى تعتقد انها بضغطها والحاحها الشديدين تستطيع اعادة تشكيل الزوج وتغيير عاداته التى تراها سلبية فى وقت قصير.

 

لا تتذمري ، ولا تقلقي فبقدر توافر المشكلات ثمة حلول لا حصر لها ، المهم ان تستخدمي مواهبك التى حباك بها المولى فى ابتكار وسائل التأقلم وطرق ايجاد الحلول .. وحاولي ان تتعرفي على اسباب العادات التى ترينها سيئة فى زوجك ، من اجل ان تساعديه على التخلص منها. هناك بعض الآراء تؤكد حتمية التغير وسهولة الامر فيما تقف آراء اخرى معاكسة لهذه المحاولة ومؤكدة انها عاداتّ وطباعّ اكتسبت منذ الطفولة ويصعب محاولة تغييرها. صندوق مقفلتقول عائشة يوسف ، لا تنظر الى طباع الزوج على انها "صندوق مقفل" ، فالحياة الزوجية في رأيها "تساعد المرأة على تفهم زوجها واكتشافه ، ومع مرور الوقت يتحول الى صديق اذا عرفت المرأة كيف تتعامل معه".وتصف عائشة محبة المرأة لزوجها بأنها الدافع الذي يجعلها حريصة على الوصول الى نتائج تخدم مصلحة العلاقة الزوجية: "فحين تصطدم المرأة بصفات لا تناسب طبيعتها ، تحاول أن تقلل من حدة تأثير هذه الصفات ، فاذا عجزت نراها تلجأ الى التحايل الذكي الذي لا ينجح في اكثر الاحيان نظرا لرفض الزوج اي شكل من اشكال التغيير".سلام نفسي وعاطفيفيما تشك سناء حامد في قدرة المرأة على تغيير طباع زوجها: "فالرجل لن يصبح اسير زوجته ولو اشعلت اصابعها العشرة له ، وصاحب الطبيعة الفظة لن يقطر من لسانه العسل ، مهما حاول جاهدا ارضاءها في بعض المواقف ، الرجل غير المرأة ، احساسه بسلطته كرجل اولا وكزوج ورب عائلة ثانية ، يمنعه من الخوف على علاقته الزوجية اذا لم يرض شريكته. لهذا فهو يتمسك بطباعه غير آبه بما قد تسببه لها من ازعاج".ومع ذلك ، فرغبة المرأة في السلام النفسي والعاطفي تحت سقف الزوجية تدفعها على الدوام الى بذل طاقة جبارة لتغييره او حتى لاحتوائه: "ولكنها ان نجحت في ناحية ، فلن تنجح في اخرى ، وهذا يتوقف على شخصيتها ودبلوماسيتها ، والاهم من كل هذا على تمسكها به". فهناك نوع من الزوجات كما تضيف: "يسأم المحاولة ، فتقول الواحدة لنفسها :(لا يهمني ان تغير ام لم يتغير) ، ما يجعلها لا تأبه لسلبياته وطباعه الكريهة ، شاغلة بحياتها الاجتماعية".وتضيف سناء: الزوج البخيل رجل قابل للتغيير ، لانه بامكان الزوجة ان ترغمه على الصرف ، حتى لو خرج القرش من جيبه بالقوة ، فكثيرا ما تقصد زوجة الرجل البخيل ان تستعين بأولادها ، لتجبره على كسر طوق البخل ، فتطالبه بتلبية احتياجاتهم ، او تدفعهم الى طلبها بأنفسهم حتى تحرجه وترغمه ، وتسجنه في احساس التقصير امام ابنائه.وهذه السياسة تنجح في اغلب الاحيان لانها تضرب على الوتر الحساس ، الذي يربط الرجل بأبنائه ، وهذا لا يخفى على معظم الزوجات.حظ الزوجةاما سعيد عاطف فيعتقد ان برودة اعصاب الرجل من حظ الزوجة ، فجو البيت لن تعبر فيه اي غيمة سوداء ما دامت طبيعته كذلك ، ما يوفر التوازن في الحياة ، التي اعتقد انها لا ينقصها توتر. فالرجل صاحب القلب البارد هو الرجل المناسب لكل امرأة ، لانه لا يستثار بكلمة ولا يهتم برد فعل كثيرا ما يصدر عن الزوجات في صخب حياتهن اليومية.وتقول ليلى محمد: ليست معادلة رياضية ذات نتائج حتمية فنحن نتغير حسب الظروف والمعطيات ، والرجل مهما كان عنيدا ومتشددا ، ففي النهاية سوف يلين ويمشي مع التيار الذي يفرضه عليه زواجه ، لذلك لا اصدق ان الرجال قد يرفضون التجاوب والمرونة مع زوجاتهم لاصرارهم على الاحتفاظ بطبيعتهم ، فما كان قبل الزواج عليه ان يتغير بعد الزواج ، لان الحياة لم تعد ملكا لواحد ، انها لاثنين ، وعليهما معا ، ان يغيرا ما يجب تغييره حتى يعيشا سلاما عاطفيا.وتعتقد ليلى: ان مزاج الزوج الصعب ليس عقدة بلا حل فمزاج المرأة في البيت هو الذي يعمل على ضبط مزاجه مهما كان صعبا ومتقلبا ، انها كالمسكن اذا ارادت ، وكعود الكبريت اذا ارادت. لهذا ، فالحل عند الزوجة ، والعقد عند الزوجة ايضا.للرجل نقاط ضعفمن جهتها تؤكد نور محمد ان الحل يبدأ من نقاط ضعف الرجل فحين تعرفها الزوجة ، يصبح من السهل عليها تغيير طباعه التي لا تعجبها ، وذلك باستغلالها والاستفادة منها حتى تصل إلى ما تريد ، فليس بالضرورة ان يغير الرجل طباعه ، من تلقاء نفسه ، فكثيرا ما يضطر الى ذلك من باب الخجل او الاحراج او حتى المصلحة ، فاذا مسكت المرأة على زوجها ممسكا ما ، وطلبت منه بعد ذلك ان يغير ما لا تقبله في شخصيته ، فلن يمانع ولن يجادلها ، في هذه الحالة فالزوجة هي صاحبة الكلمة القاطعة.يقول بلال اسعد: إنه لا يرضى بان يخضع نفسه لقرار امرأة وانه متعصب لرجولته وملتزم بمفاهيمها ، التي تربى عليها ، لهذا فكل ما يدفعه الى كسر قناعاته مرفوض عنده في المطلق.اما عن المرأة التي تدعي القدرة على تغيير طباع زوجها: فكلامها مجرد ادعاء وفقاعات في الهواء ، لان المرأة اضعف من ان تغير صفة واحدة من صفات زوجها ، انها تعيش وهما كبيرا يجعلها تصدق قدرة خيالية لا تمتلكها. لهذا فلتترك الزوجة قصة تغييره على جنب ، ولتلتفت إلى امور اخرى فلا يجب ان تتعب المرأة نفسها وتفكر في تغيير طباع زوجها فمن شب على شيء شاب عليه ، ومن الصعب ان يغير الرجل في طباع كبرت معه وباتت جزءا من شخصيته".وفي النهاية ليس امام المرأة غير الصبر والحكمة فهما السبيل الى تغيير الزوج الذي لا يقبل عملية التغيير بسهولة ، الا اذا جاءت بالتقسيط والحب والتأني في انتظار النتائج".للذكاء دورفالعلاقة الزوجية تفاعل حر طويل الامد قائم على التأثير والتأثر ، واذا كنت مستاءة من عادات زوجك السيئة ، فليس امامك الا اتباع مهاراتك وذكائك وحكمتك لتغيير طباعه ، وستنجحين حتما ، ولكن بالاسلوب المتحضر والحوار الهادئ البسيط والحب ، وكما قلنا في البداية :بالصبر والحكمة ستحصلين على ما تريدين من نتائج ايجابية لكلا الطرفين.. كما عليك ان تبحثي عن نقاط الاتفاق بينك وبينه وتجاهلي نقاط الاختلاف ثم غيري ما تستطيعين من عاداتك السلبية التي يرفضها زوجك حتى يشعر بالامان والحب ، لعل ذلك يشكل حافزا له لكي يغير من عاداته السيئة في نظرك.

 

الدستور

JoomShaper