ربى الرياحي
عمان- هو صديق لها منذ أن كانت صغيرة.. يعرف عنها أدق التفاصيل.. مستمع جيد لكل ما تقوله أو حتى تفكر فيه.. لا يتردد إطلاقا في مناقشتها في أكثر الأمور حساسية بالنسبة لها. ينحي سلطته الأبوية جانبا ويعطيها المساحة الكافية، لتعبر عن ذاتها وتختار ما يناسبها.
حبه الكبير لها ويقينه بأنها تستحق هذه الثقة يدفعانه إلى أن يكون الداعم الأول لأحلامها، ولقرارات تريد من خلالها أن تعبر إلى الضفة الأخرى؛ حيث تجتمع المجازفة مع الرغبة، ويصبح بمقدورها أن ترتقي بنفسها فكريا واجتماعيا. علاقتها الاستثنائية به وقدرته على احتوائها دائما أثر وبشكل واضح على شخصيتها قواها لدرجة أنها غدت مستقلة أكثر. تعرف كيف تحسب خطواتها نحو النجاح والتفرد بتلك الطموحات التي لطالما سيطرت على مخيلتها وحلمت في أن تعيش خارج كل الأطر التقليدية باحثة عن التميز والاختلاف، لكن بدون أن تبتعد عن حدود
الاحترام واللباقة، وتكون في المقابل على قدر المسؤولية لديها الكثير من المقومات المحفزة على خلق الإبداع وإحداث الفرق.
هي مؤمنة جدا بأن ما تشعره تجاه والدها من حب وامتنان وانسجام قلل من احتمالات الخطأ لديها، ما ساعدها على إيجاد حلول منطقية وسريعة لمشكلاتها جعلها تنظر إلى الأمور بتعقل وتنتظر أن تلمح في عينيه الممتلئتين بالحنان، نظرة فخر واعتزاز لسنوات عمرها التي كانت وما تزال شاهدا على نجاحاتها المتتالية وأمنياتها الممتدة. لم تنل منها كل الظروف الصعبة وهي إلى جانبه بل ظلت متفائلة متماسكة تحتفظ بكامل طاقتها الإيجابية لا تعترف أبدا بالخوف أو السقوط، لأنها على يقين تام بأن هناك يدا حانية تربت على قلبها في لحظات الضعف، قادرة على أن تحول حزنها إلى فرح وقلقها إلى طمأنينة وحلمها إلى حقيقة.
لقد تعلمت منه كيف تكون حاضرة في كل المواقف، كيف تخطو باتزان على تلك الحبال المتحركة التي أبت أن تتسلقها وتخاطر من أجل أن تصبح نجمة مضيئة في سماء المجد تتقلد بتألقها أوسمة الجد والمثابرة وتحيك بحروف الوفاء والعرفان قصة عشق أزلية لقلب صادقها فكريا وروحيا كان لها الملجأ والسند في كل الأوقات.
هي بالنسبة لوالدها كتاب مفتوح يتنقل بين صفحاته بحب وعطف وتفهم يقرأ فيه صدقها وحصيلة التجارب التي تخوضها باستمرار يستشف بين أسطره المتسلسلة الجرأة والإصرار والفكر المتقد ويتأكد من أنها ستبقى كما عهدها صلبة تدافع عن أحلامها وتحكم عقلها وقلبها في قرارات مصيرية تحتاج منها أن تكون واعية حرة مستعدة لتحمل النتائج كافة.
صداقة حقيقية بامتياز تلك التي جمعت بينهما وحب من نوع آخر مكنها من أن تعيش الواقع بكل ما فيه مغامرة حالمة تجيد كل فنون المواجهة ليس هناك ما يثني عزيمتها أو حتى يربك خططها هي ترى أن جميع الأبواب مشرعة أمامها وعليها فقط أن تقرر أي الطريق تسلكه. قربها من والدها وإصرارها على التمسك بقيم ومبادئ غرسها فيها جعلاها لا تقبل المساومة على أحلامها أو التسوية مطلقا.