من أهم النصائح في يومنا هذا عندما يقدم الشاب على الزواج ان نوضح له اهمية ما يقدم عليه وتوابع هذا المشروع السامي وأهميته وقيمته وأهدافه وأن يكون فعلا شخصا مسؤولا، فمسألة أن تتزوج الآن وثم بعد فترة بسيطة — لأبسط مشكلة — تقوم بالطلاق مباشرة...هذا مرفوض ولا يحقق الهدف المرجو من هذا المشروع.
نتناول قضية هامة وتكاد ان تكون غير مقبولة لدينا أو لا يستوعبها العقل وهي هوان العشرة بين الأزواج كأنهم عرسان جدد أو مدة زواجهم لا تتعدى السنة لهو امر لافت حقاً ويستدعي البحث
فيه ودراسته والاجتهاد في حله وعدم السكوت أو تناسيه فالهدف من الزواج هو مستقبل ومشروع أبدي يحتاج الاهتمام به دائما والمحافظة عليه وتنميته وتطويره والصبر عليه فكيف لعقل أن يستوعب حالة طلاق زوجين انفصلا بعد ٣٠ عاما من الزواج على سبيل المثال هو أمر مستحيل وغير مقبول فهل يعقل بعد هذه المدة من الصبر على السعادة والحزن والمناسبات والعيش والملح والمشاركة والعشرة أن تذهب هباء منثوراً لمجرد مشكلة فإذا كنا نرى انفصالا بين اصحاب العشرة فكيف لحديثِي الزواج ان نقنعهم ألا يتهاونوا في مسألة الطلاق وان يصبروا على بعضهم وان يحافظوا على زواجهم اذا كان أهل العشرة متهاونين.
فحسن المعاملة وحسن النوايا والصبر والتضحية والعطاء والتقدير والثناء اساسيات مهمة لضمان استمرار هذا المشروع ، فالواجب على الطرفين العمل على غرس اساسات التعامل مع بعضهم للمساهمة في تعمير الحب وتعزيز الاحترام والمودة والعشرة وأن تكون لهم رغبة دائمة بالعمل على التطوير والتغيير والتجديد في علاقتهم لكي يستمر نجاح هذه العلاقة، قال تعالى (وعاشروهن بالمعروف) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله، وانا خيركم لأهلي).
لذلك نذكر بشكل خاص الازواج الذين بينهم عشرة كبيرة أن يراعوا هذه العشرة وان يحسنوا فيما بينهم وأن يكونوا مثالا يحتذى به لابنائهم وان يكونوا نهجا لمن يراهم ويود أن يكون مثلهم في حياته الزوجية ينصح ويحب ويصبر ويعين... طيب اللسان...كريم في العطاء،حسن فالمعاملة سخي المشاعر،... عدل في الحكم، صاحب شورى ويسمع بحب. ففي النهاية سمعة الانسان تبقى على الالسن، فجميل أن يذكر الطرفان بعضهما بأحسن العبارات واجملها وأن يغرسا عشرتهما في نفوس ذريتهما ليكونا نبراسا للأجيال.