بقلم : د.جاسم المطوع
قد يستغرب القارئ من عنوان المقال أو قد يظن أني أشجع كثرة المشاكل الزوجية، ولكن الحقيقة أنا أشجع النظرة الإيجابية لأي مشكلة تحدث في الحياة ومنها المشاكل الزوجية، وقد جمعت بهذا المقال عدة فوائد لأي مشكلة زوجية لو تأملها صاحب المشكلة فإنه سيكتشف أن الخير فيما قدره الله تعالى، فالإنسان عندما يتعرض لأي مشكلة بالحياة أول خاطر يأتي
لذهنه هو رفض المشكلة وتمني لو لم تحصل له، ولكن بعد مرور وقت على حرارة المشكلة والتأمل فيها سيكتشف الخير فيها.
من هذه الفوائد (9) فوائد زوجية، أولها أن حدوث المشكلة يساعد على فهم أكثر لنفسية الطرف الآخر، وثانيها معرفة مكانة كل طرف وأهميته عند الآخر، وثالثها حدوث تقارب زوجي بعد زوال المشكلة وعلاجها، ورابعها أن المشاكل هى بهارات الحياة فهي تعطي للعلاقة وللحياة طعما مختلفا فتنشط العقل وتساعد على إخراج المشاعر تجاه الآخر، وخامسها أنها تفتح الصندوق الأسود الذي يحتوي على ملفات ومشاكل قديمة، فحدوث المشكلة يخرج كل القديم والمدفون في النفوس فينظفها ويطهرها، وسادسها حدوث المشكلة فرصة لتقديم الهدايا والعطايا وتصحيح العلاقة ووضع شروط جديدة للعلاقة الزوجية، وسابعها تجديد الحب بين الطرفين وتقوية العلاقة الحميمية بعد علاج المشكلة، وثامنها يعرف كل طرف أنه لا يستغني عن الطرف الآخر بحياته، وتاسعها معرفة معادن الناس لو تدخل طرف ثالث لعلاج المشكلة.
وأما الفوائد النفسية فهي (5)، أولها تحقيق الرضا النفسي بعد علاج المشكلة لأن الإنسان يكون قلقا أثناء المشكلة وعند علاجها تستقر نفسيته وترتاح، وثانيها وجود حوار داخلي كثير داخل النفس وتحليلات كثيرة تساعد على فهم الطرف الآخر ومعرفة خفايا نفسيته، وثالثها الشعور بالفرح لوجود هذه العلاقة خاصة عندما يتحدث كل طرف عن مشاعره تجاه الآخر وقت الخلاف، وكما قيل لا يشعر بلذة الطعام إلا الجائع، ورابعها يحتاج الإنسان بين فترة وأخرى لتقييم علاقته بالآخر وتصحيح المسار وهذا يحدث وقت الخلاف وبعد علاج المشكلة، وخامسها تدريب النفس على التكيف مع الآخر وأن ليس كل التوقعات والأماني نستطيع تحقيقها بالحياة.
وأما الفوائد الشخصية فهي (7) وأولها زيادة الخبرة والتجربة في التعامل مع المشاكل فنستثمر هذه الخبرة في إدارة الحياة الأسرية وتعليم الآخرين، وثانيها الوقاية من حدوث نفس المشكلة في المستقبل ومعرفة كيفية تفاديها، وثالثها تقارب الأهداف الزوجية لأن عند حدوث المشكلة فإن كل زوج يتحدث بما في نفسه ويظهر رغباته واحتياجاته فيحدث التقارب بين الطرفين، ورابعها تدريب الزوجين على المرونة في التعامل مع المشاكل وتحقيق الروح الرياضية، فمع الوقت يكون لدى كل واحد منهما القدرة والمهارة على استيعاب المشكلة وسرعة علاجها، وخامسها اكتساب مهارات أخلاقية وسلوكية مثل العفو والتسامح وضبط النفس والتحكم بالغضب، فالحياة الزوجية بمشاكلها دورة تدريبية في تنمية المهارات والقدرات، وسادسها تعلم المصارحة وحسن الحوار بين الطرفين، فالمصارحة تساهم في سرعة علاج المشكلة وحسن الحوار يساعد في تصغير المشكلة الكبيرة، وسابعها أن كثيرا من المشاكل الزوجية كانت أصلا للاختراعات والابتكارات وبداية مشاريع اجتماعية تخدم المجتمع، فأنا أعرف زوجين دخلا في مشاكل كثيرة واستفادا منها بأن أسسا مشروعا لحماية الأزواج بعائلتهم من المشاكل الزوجية، وأعرف شخصا فتح مركزا للإرشاد الأسري بعدما عرف أهمية مثل هذه المراكز بسبب مشاكله مع زوجته.
وأما الفوائد الإيمانية فهى (6) على اعتبار أن المشكلة الزوجية مصيبة، والمصائب يبتلي الله بها الإنسان فيتحقق فيها عدة فوائد، أولها تكفير الذنوب، وثانيها مضاعفة الأجر كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يصب منه) أي يبتليه فيعطيه الأجر، وثالثها أنها علامة محبة الله له لأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، ورابعها للتأديب والتمحيص، وخامسها أن يرى صاحب المصيبة نعم الله فيشكره عليها، وسادسها لمعرفة حقيقة الدنيا وأنه لا توجد راحة إلا بالجنة.
كشف “الاتحاد الدولي للصحفيين” عن مقتل ما لا يقل عن 94 صحفياً وعاملاً في وسائل الإعلام، أثناء تأديتهم لعملهم عام 2018، وجاءت سوريا في المرتبة الرابعة بين أكثر الدول فتكاً بالصحفيين بعد اليمن والمكسيك وأفغانستان التي احتلت المرتبة الأولى.
واعتبر الاتحاد في تقريره أن “البلد الأكثر خطورة للصحفيين كان أفغانستان حيث قتل فيها 16 صحفياً، ومن بعدها المكسيك التي شهدت مقتل 11 صحفياً، ثم اليمن التي شهدت مقتل تسعة صحفيين، فيما احتلت سوريا المرتبة الرابعة حيث قتل فيها 8 صحفيين، من ثم الهند حيث قتل 7 صحفيين، وبعدها باكستان والصومال والولايات المتحدة حيث قتل 5 صحفيين في كل منها.
وجاء في تقرير للاتحاد الذي يعد أحد أكبر المنظمات الدولية التي تمثل الصحفيين، ومقره بروكسل، أن هؤلاء الصحفيين قُتلوا إما عمداً، وإما بسبب تفجيرات أو تعرُّض لإطلاق نار بشكل عرضي في أثناء تغطيتهم الأحداث الساخنة.
وأشار الاتحاد إلى أن “ارتفاع عدد القتلى من الإعلاميين هذا العام، يأتي بعد انخفاضه طوال السنوات الثلاث الماضية، لافتاً إلى أن الصراعات العسكرية والتطرف المسلح هما سبب معظم حالات قتل الصحفيين في أفغانستان وسوريا واليمن، وسط تراجع أعداد القتلى منهم في العراق”.
وسلَّط التقرير الضوء على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، بالثاني من أكتوبر الماضي؛ باعتباره “مثالاً على أزمة مستمرة تتعلق بسلامة الصحفيين”.
وقال “فيليب ليروث” رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين إن “أعمال العنف الوقحة تتجاهل تماماً حياة الإنسان، وكشفت عن نهاية مفاجئة للتراجع قصير الأجل في عمليات قتل الصحفيين المسجلة خلال السنوات الثلاث الماضية”.
ودعا “ليروث” وفق ما نقلت وكالة “الأناضول”، الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى إقرار مسودة اتفاقية، قدمها للمنظمة الدولية الاتحادُ الدولي للصحفيين، في أكتوبر الماضي، تتعلق بأمن الصحفيين وحمايتهم، وأضاف: “هذه الاتفاقية ستكون رداً ملموساً على الجرائم التي تُرتكب بحق الصحفيين، في ظل إفلات كامل من العقاب”.