أيها الشباب والشابات، إذا لم تكونوا مقتنعين بالزواج اقتناعا تاما فلا تقدموا عليه، فذلك أمر طبيعي، ومن حقكم أن تعيشوا حياتكم بالطريقة التي ترونها مناسبة لكم، ولا تصغوا لكلام أهلكم في إصرارهم على تزويجكم بسبب عقلياتهم القديمة الضيقة النطاق، فهم يجهلون ما بأنفسكم وبعضهم يجهل تركيبة الإنسان عامة، لأن من سيدفع الثمن هو أنتم حينما تشعرون بأنكم لستم مؤهلين للزواج ومسؤولياته، وحينما تقصرون أيضا بحقوق من ارتبطتم بهم وإهمالكم لهم، فبتلك الحالة سيعاقبكم الله على تقصيركم، وتكونون قد فتحتم على أنفسكم أبوابا من المشاكل، وغالبا ما ينتهي ذلك الزواج إما بشتاتكم وشتات أبنائكم، أو بالطلاق، وتكونون قد تسببتم بضياع مستقبل من ارتبطتم به، مما سيقلص فرص الزواج عليكم بعد تجربتكم، كل ذلك بسبب إقدامكم على الزواج دون قناعة منكم، لذا قوموا بحل تلك المشاكل من جذورها ولا تتزوجوا إلا عن اقتناع.

هنالك ثلاثة شروط يجب توافرها قبل الزواج وهي كالتالي:
- القناعة بالزواج بشكل عام، أي الاستعداد النفسي للزواج والرغبة فيه والقدرة على تحمل مسؤولياته والتزاماته، وذلك يتكون غالبا من خلال أسلوب التربية.
- القناعة بالطرف الآخر من الناحية الشكلية، وهذا عنصر رئيسي وهام جدا لا يستهان به وعدم توفره يفشل الزواج.
- يجب أن يتحدث الطرفان مع بعضهم قبل عقد القران أو بعده بهدف اختبار بعضهم البعض، للتأكد من توافق الأفكار والأطباع بينهما، وذلك بأخذ دورات تحليل الشخصيات كي لا يتمكن أحد الطرفين من التمثيل على الطرف الآخر بعكس أخلاقه، فعلم تحليل الشخصية يقينا من مشاكل كثيرة من قبل الأشخاص الذين نواجههم حيث سيعلمنا بنواياهم وأخلاقهم.
ولا ننسَ أن الانفصال بعد عقد القران أفضل من الانفصال بعد الزواج وزيادة العراقيل، فليس خطأ أن نخطئ في الاختيار ولكن الخطأ بالاستمرار في الاختيار الخاطئ، لكن الغريب في الأمر هو أن هنالك أشخاصا يجدون اختلافات في فترة التعارف أو في فترة ما بعد عقد القران، ومع ذلك يستمرون إلى مرحلة الزواج على أمل أن يتغير سلوك الطرف الآخر، هذه فكرة خاطئة، فالزواج ليس محطة تجربة، بل هو مشروع ويجب إنجاحه بأسس سليمة، لذا يجب أن تكون الأطباع مرضية للطرفين قبل الزواج، فذلك شرط أساسي لا يجب التهاون فيه، لأن هناك احتمالا بعدم تغيير السلوك مما قد يؤدي إلى الطلاق أو حياة مشتتة.

JoomShaper