أحمد محمد أحمد مليجي
مهما كبر الإنسان ومهما بلغ عدد أبنائه وأحفاده , لا يمكن أن يستغني عن دعاء والديه ولا عن رضاهم , فرضا الوالدين على الأبناء وطبطبة أيديهم على أكتافهم وأحضانهم الدافئة التي تبعث في نفوسهم الطمأنينة والراحة النفسية التي قد لا يجدها الأبناء طوال حياتهم من أي إنسان آخر, فضلا عن معاملتهم الطيبة لآبائهم قد تجعل أبناءهم يسيرون على هذا المنهاج الصالح, بل يكون حرصهم وهمهم الأكبر هو طاعتهم وبرهم لآبائهم خاصة عند الكبر وعند حاجتهم لهم , فكلما مر أمام الأبناء مشهد من مشاهد طاعة آبائهم لأجدادهم كانت طاعتهم لآبائهم حاضرة في كل زمان ومكان
, هكذا هي الحياة ( كما تدين تدان ) وهكذا تعيش الأسر المسلمة المؤمنة على نور الإيمان والتقوى والعمل الصالح الذي يعم كافة أفرادها, خاصة عندما يزداد حرصهم وتمسكهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ) [الأحقاف 13-16]
صحيفة الندوة