شيماء عبد الله

للقاءات الأولى سحرها الخاص، عادة ما تدوم انطباعاتها، ولكن لقاءات التعارف بين المقبلين على الزواج تحكمها عدة قواعد، بعضها ثابت يوافق الأصول والقواعد العائلية، وبعضها الآخر بات يرفض القوالب الثابتة، يبحث عن الاختلاف، يفتش جيدا في الطرف المقابل، يحاول جاهدا الابتعاد عن القشور، والنفاذ نحو البواطن، قد ينجح أحيانا، وربما لا يحالفه التوفيق في أحيان أخرى.
منذ سنوات كان هناك اتجاه سائد لجعل التعارف في حدود السؤال عن الدراسة والتدين، والمستوى الاجتماعي والمادي للأسرتين، ثم تبدأ مرحلة الخطوبة، ويتم التعارف الكامل من خلال الارتباط الرسمي، لكن ما يحدث الآن مختلف، فقد يستمر التعارف لقاءين أو ثلاثة، وربما أكثر، حتى يقرر الطرفان الخطوة التالية، غابت مشاهد الخجل والأيدي المضمومة، وحل محلها نظرات الثقة والتفحص المتبادل من طرفي المقابلة، في الأغلب يحتاج الرجل للقاء ثان، حتى يتسنى له التعرف الكامل على الخطيبة المرجوة، لكن بالنسبة للنسا، فإن الانطباعات الأولى تدوم.


ما لا يعرفه الكثير من الرجال، أن أغلب الفتيات يتخذن قرارهن بالقبول أو الرفض منذ اللقاء الأول، ليس فقط بناء على إجابات الرجل، لكن كذلك أسئلته التي يطرحها وطريقة الطرح، اختيار كلماته ولهجته، مكان اللقاء وسبب اختياره، كذلك يترك أثره، تحمل تكلفة الدعوة، وطريقة نظرته لفاتورة الحساب، ماذا ارتدى الرجل في اللقاء الأول، وما الانطباع الذي تركته رائحته وحذاؤه.
عن كل ذلك تتحدث رضوى نجيب خبيرة الإتيكيت، للجزيرة نت، مؤكدة أن ضغوط اللقاء الأول لا تفرق بين الرجل والفتاة، فكلا الطرفين يشعر بثقله وصعوبته، ولا أحد يود أن يكون محل تقييم، لكن لاجتياز هذه الصعوبة، والمرور من عنق زجاجة الفحص المبدئي، وتجاوز مخاوف البدايات، يجب الالتزام بعدة نصائح وقواعد بروتوكولية تقدمها لكلا الطرفين آملة أن يمر اللقاء الأول بنجاح.
فكر خارج الصندوق
عليك التخلي عن دور المحقق، وأن تضع الفتاة تحت ضغط انتقاء الإجابة النموذجية، لهذا فعليك أن تكون أكثر توددا، وألفة، وأن تحاول جاهدا أن تطرح سؤالك في قالب مختلف عن الأسئلة المعتادة.
للوسيط ضربة البداية
إذا كان هناك طرف وسيط في لقاء التعارف، دعه يكمل مهمته في التقريب بينكما، ويطرح هو أول أسئلة اللقاء، فيذيب جليد التوتر، لا داعي للتحدث عن نفسك بمزيد من الثقة التي تجعلك تبدو مغرورا.
أظهر اهتمامك
تجنب أن تصبح من هؤلاء الذين لا يجدون حرجا في استقبال مكالمات هاتفية أو الرد على الرسائل النصية أثناء زيارة العروس، ولكن أظهر اهتماما بمضيفيك وتجنب قطع الحديث.
تهادوا
إذا كان اللقاء في منزل العروس، فلا تلتفت لنصائح شبابية تخبرك بأنه ليس واجبا عليك أن تحمل هدية في اللقاء الأول، فالهدية تترك انطباعا جيدا عنك مهما كانت بساطتها -بشرط ألا تبالغ في البساطة- أما إذا كان اللقاء في مكان عام، فعليك تحمل تكلفة اللقاء المادية، وأن تدعو ضيوفك لاختيار ما يودون، سواء كان طعاما أم شرابا، دون تدخل منك.
حسن المظهر
المكياج الخفيف، والملابس البسيطة والمريحة، هي أكثر ما يناسب لقاءات التعارف، بالنسبة للفتيات، فكلما كانت طبيعتك واضحة، انشغل الرجل بمحاولة الوصول إلى داخلك، وعدم الانشغال بصدق مظهرك، أو حساب تكلفته. بالنسبة للرجل، عليك بالاهتمام بالنظافة، كلما كانت الملابس نظيفة ومكوية والحذاء ملمعا جذبت العروس أكثر، ولا تنس أبدا الاهتمام بأظافرك وأسنانك واستخدام مزيل عرق، وعطرا لطيفا، فهذه الأشياء لدى الفتيات أهم بكثير من الساعة الفاخرة التي تعتقد أن الجميع يقيمك من خلالها.
مفتاح المعرفة
في اللقاء الأول يصعب دائما تحديد كل شئ، وتوضيح نقاط التقارب والاختلاف، لكن إذا أردت أن تبدأ في معرفة شخص، فلا تعتقد أن سؤالك عن دراسته وانتظامه بالصلاة وتوجهاته الفكرية، هو ما يقربك منه، ويتيح لك فرصة فهمه، لكن عليك أن تسأل عن أحب الأعمال السينمائية إليه، مطربه المفضل، من يتابع دراميا، ماذا يقرأ ولمن، إذا كنت من هواة كرة القدم، فعليك أن تسألها بطريقة لطيفة عن فريقها المفضل، الهوايات والتفضيلات، هي أكثر ما يتيح فرصة جيدة للتقارب والارتباط الجيد، خاصة إذا تعلق الأمر بزواج يتم على أساس العقل.

JoomShaper