ربى الرياحي
عمان- مع دخول فصل الشتاء الذي جاء هذا العام مختلفا واستثنائيا بسبب انتشار فيروس كورونا، وصعوبة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية يترتب على كبار السن كونهم الأكثر عرضة لهذا المرض أن يهتموا بطبيعة أكلهم وتقوية مناعتهم، حتى يكونوا قادرين على المقاومة، ولأن الأجداد هم السند والحضن الدافئ لأحفادهم وأبنائهم، فمهم جدا أن يحظوا برعاية خاصة تمكنهم من أن يبقوا بصحة جيدة.
وهذا يتحقق فعليا باستماع الأجداد لنصائح من حولهم أولئك الذين يكنون لهم الحب والاحترام ويجدون في قربهم الدفء والأمان والسعادة.
الثلاثينية منار غالب التي تهتم كثيرا بطبيعة غذاء والديها تقول، بدخول فصل الشتاء يزداد انتشار الأمراض، إضافة إلى جائحة كورونا هذا العام، والتي تلقي بتبعاتها الصعبة والخطيرة على حياة الجميع، وخاصة فئة كبار السن ممن يعانون أمراضا مزمنة تجعل مناعتهم ضعيفة، موضحة أنها تحاول باستمرار أن تبحث عن أفضل الوصفات الصحية وتقديمها بطرائق محفزة لوالديها.
الابنة غالب تدرك جيدا أن للنظام الغذائي الصحي المتوازن دورا مهما ورئيسا في إكساب الجسم قوة تجعله أقدر على مواجهة الأمراض أو التقليل من تأثيراتها الجانبية.
وتبين أنها تتعمد دائما التركيز على الشوفان في أغلب الأطعمة التي تعدها كالشوربات وأطباق السلطة المختلفة، إضافة إلى إدخال بعض أنواع المكسرات والأوراق الخضراء. ولا تنسى أبدا حاجتهما للفواكه وتحديدا تلك التي تحتوي على فيتامين c كالكيوي والبرتقال وغيرهما. لافتة إلى أنها أيضا تحاول أن تكون حذرة في تحديد كمية الملح المضافة للأطعمة وإبعادهما تماما عن الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة لما لها من أضرار كبيرة على صحتهما.
أما الطالبة الجامعية سلمى فهي الأخرى تعي جيدا أهمية الغذاء الصحي بالنسبة للجميع، ولا سيما فئة كبار السن فتقول بحكم دراستها لتخصص التغذية فانها أصبحت اليوم تمتلك حصيلة كافية من المعلومات التي تساعدها على رعاية جديها والاهتمام بصحتهما، وخاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية الراهنة وتفشي فيروس كورونا، مبينة أن قربها الشديد منهما يدفعها لأن تكون منتبهة لأدق تفاصيلهما وواعية لاحتياجاتهما الغذائية، لذا فهي تحرص على أن تقوم هي بالتسوق لهما وشراء الأطعمة التي تناسبهما وتحافظ على صحتهما.
تقول خوفها من أن يصيبهما أي مكروه يجعلها تتقمص دور الناصح رغم صغر سنها وتوجيه بعض الملاحظات التي تصب في مصلحتهما وتجنبهما أي ضرر. مشيرة إلى أنها قبل ذهابها للسوق تقوم بإعداد قائمة تحوي جميع العناصر اللازمة، التي تسهم في رفع المناعة وتزويد الجسم بما يحتاجه من الطاقة كما أنها تشجعهما على ممارسة رياضة المشي، وتناول كميات كافية من الماء.
وترى أخصائية التغذية آية مراد أن التغذية الصحية الجيدة هي سبب مهم ورئيس في التغلب على الكثير من الأمراض، وخاصة مع دخول فصل الشتاء وتفشي فيروس كورونا، ولكون أكثر الفئات عرضة للمشاكل الصحية والأمراض المزمنة هم كبار السن، فمن الضروري الانتباه لنمط غذائهم والعمل على تعزيز المناعة من خلال تناولهم للخضراوات ذات اللون البرتقالي كالجزر، وأيضا التركيز على فيتامين د، لا سيما في فصل الشتاء، وأهم مصدر له هو الفطر الطازج.
وتلفت إلى الابتعاد عن الطهي بزيت الزيتون، والسبب أن زيت الزيتون عند تعرضه للحرارة يتأكسد، وبالتالي يؤدي للإصابة بالسرطان، مشددة على استبداله بزبدة جوز الهند أو الزبدة العادية، إضافة إلى أن تعرض الزيت للحرارة العالية يفقده الكثير من المعادن والفيتامين وتحديدا فيتامين ب 1 وب 2 وهذا يؤثر حتما على عدم قدرة الجسم على هضم النشويات.
وتؤكد أهمية تناول المدعمات مثل فيتامين ب باعتباره مهما جدا لسلامة الدماغ والقلب، ويدخل في أغلب وظائف الجسم، موضحة أنه يسهم وبدرجة كبيرة في تحسين المزاج والشعور بالسعادة، وأيضا مصدر رئيس للطاقة وهذا كله يعزز من المناعة.
وتبين أن الوقاية من فيروس كورونا يكون من خلال التركيز على فيتامين a, c, d إضافة للزنك، مشيرة إلى أن من يعاني نقص الحديد لا يجوز له تناول الحديد والزنك معا، ومن أهم مصادر فيتامين a الخضراوات ذات اللون الأحمر والبرتقالي، وهو موجود بكميات كبيرة في الكبدة.
وتشدد على الموازنة بين الكالسيوم والمغنيسيوم، وذلك لأن وجود خلل في تناولهما يؤدي مباشرة لنقص فيتامين د، مبينة أن المغنيسيوم موجود في الورقيات: كالبقلة والبقدونس والكزبرة، كما يجب على كبار السن تناول الكيوي والجوافة والبوملي والبرتقال؛ لكونها جميعها غنية بفيتامين c.
وتقول خبيرة التدبير المنزلي منيرة السعيد ان الوعي هو الخطوة الأولى في طريق الوقاية من الأمراض، وإدراك كبار السن لأهمية الغذاء الصحي المتكامل، إضافة إلى الحذر في التعامل مع من حولهم وكلها أمور أساسية تسهم في إكسابهم مناعة قوية.
وتتابع هناك طرائق محفزة تساعد على الالتزام بالتغذية الجيدة، لافتة للتنويع والتغيير في أشكال الأطعمة وإدخال شتى الألوان حتى يقبلوا عليها بشهية وحماس.
وتبين أن الاهتمام بالشوربات والأصناف المختلفة من الصلطات وتناول الخضار المسلوق أو المشوي إضافة إلى شرب الأعشاب الطبيعية كاليانسون والبابونج والنعنع وكميات كافية من الماء كلها امور مهمة تمكن كبار السن من المحافظة على صحتهم.