التدخل المبكر هو برنامج منهجي يحتوي على تمارين وأنشطة مصممة من قبل الاختصاصيين لمعالجة أي تأخر في التطور أو النمو، ويهدف التدخل إلى تعزيز تطور الرضع والأطفال الصغار ومساعدة الأسر على فهم وتلبية احتياجات أطفالها.
إن أكثر خدمات التدخل المبكر شيوعًا للأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد هي العلاج الطبيعي والوظيفي والنطقي والتربوي، وبعض البرامج النمائية، كبرنامج: بورتيج، بيكس، تيتش، لوفاس وغيره.


متى يبدأ التدخل المبكر؟
يجب أن يبدأ التدخل المبكر حالاً بعد الولادة، ويستمر عادة حتى يبلغ الطفل الرابعة من عمره. ويمكن أن يستمر التدخل المبكر إلى سن دخول الطفل الروضة، أو عندما يكون جاهزاً للالتحاق بها، فكلما كان التدخل المبكر “مبكراً” كان ذلك أفضل للطفل وأسرته.
كيف يمكن للطفل الاستفادة من برامج التدخل المبكر؟
التطور هو عملية مستمرة تبدأ عند الحمل، وتتابع مرحلة تلو الأخرى في تسلسل منظم. فهناك مراحل محددة في كل مجالات التطور التي تكون بمثابة متطلبات مسبقة للمراحل جميعها، ومن المتوقع أن يحقق معظم الأطفال كل مهارة في وقت محدد، يمكن حسابه من حيث الأسابيع أو الأشهر أو السنوات، بسبب التحديات المحددة لاضطراب التوحد، فمن المرجح أن يعاني طفلك من تأخر في بعض مجالات التطور. اطمئن إلى أنه سيحقق كل نقطة من المجالات والمهارات نفسها مثل الأطفال الآخرين، فقط حسب الجدول الزمني الخاص به في مراقبة تطور طفلك مع اضطراب التوحد.
مبررات التدخل المبكر
التدخل المبكر يخفف من الآثار السلبية للإعاقة، كما أن التدخل المبكر يزود الأطفال أساسا متينا للتعليم التربوي والاجتماعي للمراحل العمرية اللاحقة، وتجنب الوالدين والطفل مواجهة صعوبات نفسية لاحقة.
وأيضًا التدخل المبكر في السنوات الأولى يساعد على تعلم أسرع وأسهل من المراحل العمرية اللاحقة. وكما هو مؤكد فإن الآباء معلمون لأطفالهم وإن المدرسة ليست بديلًا للأسرة.
إن مظاهر النمو متداخلة، وعدم معالجة الضعف في أحد جوانب النمو حال اكتشافه قد يقود إلى تفاقم في جوانب النمو الأخرى.
أشكال التدخل المبكر
التدخل المبكر في المراكز.
التدخل المبكر في المنزل.
دور الأسرة في التدخل المبكر وتدريب طفلهم التوحدي
يعد دور الأسرة أساسياً في تطبيق برامج التدخل المبكر والبرامج التربوية والعلاجية للطفل التوحدي، فالأسرة هي التي تقضي أكبر وقت مع الطفل وهي تراقب وتلاحظ على الأغلب وجود أي مشكلة أو تطورات على سلوكه، والوالدان هما أول من يتلقى الصدمة والمفاجأة بعد مرحلة التشخيص، ويعيشان مراحل الرفض والإنكار للحالة بالبداية والتنقل من طبيب إلى آخر إلى أن يصل الأمر بهم لتقبل الحالة والبحث عن البرامج التربوية والعلاجية المناسية، لذلك فهم يلعبون دوراً كبيراً في نجاح هذه البرامج. ويقوم بمساعدة الأسرة مجموعة من الاختصاصيين، وذلك في فهم العديد من جوانب الضعف والقوة لدى الطفل، لذلك تأتي هنا أهمية المشاركة الفاعلة للوالدين منذ عملية التشخيص الأولى حتى صياغة البرامج التربوية وتطبيقها وتقييمها.
ويجب أن تكون الأسرة أحد أهم أعضاء فريق العمل، لأن لديها المعلومات التي تؤهل أفرادها من الناحية العملية، لأخذ دور مهم في اختيار الأهداف وتحديد الأولويات، ومتابعة التدريب وتسجيل التقدم الذي يطرأ على طفلهم في المنزل بناء على البرنامج التدريبي المحدد من قبل الاختصاصيين، وتدريبهم على تعميم المهارات التي تعلمها في المدرسة، أو المركز ونقلها للمنزل.
وهناك العديد من أولياء الأمور الذين وصلوا لمرحلة الابتكار في العمل مع طفلهم التوحدي، وابتكار بدائل جديدة لحل بعض المشكلات السلوكية التي تواجههم في المنزل، وبالتالي التغلب عليها عن طريق التجريب والملاحظة، وإصرارهم على تغيير سلوك طفلهم نحو الأفضل، وإشراك الطفل التوحدي في النشاطات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين، والاستمرار في التدريب على برامج التدخل المبكر والبرامج التربوية والعلاجية.
اختصاصية التربية الخاصة

JoomShaper